بسم الله الرحمن الرحيم
الصراحة .... بغيت رايكم في هذى القصة
حلوة ولا لأ ؟
و اتمنى انها تنال رضاكم
على نهر السلام
برزت الشمس خلف ذلك النهر العظيم, الذي يمتد شمالا إلى الجبال ويتعرج كالثعبان المنساب على رمال الصحراء .
هناك ... على نهر السلام الذي لم يذق طعما للسلام منذ ثلاثة أيام , حيث استولت عليه نمور شرسة لم تترك أحداً يقترب ويتقاسم معها الماء ... تلك النمور التي قطعت الماء عن القبيلة التي تعيش حياتها معتمدة على النهر ... لم تعش القبيلة بسلام منذ ذلك اليوم ... لم يذق أطفالها الماء منذ ثلاثة أيام ... لقد أذبل العطش شفاههم الرقيقة التي لم تتعلم الكلام لتقول كلمة " ماء "
لم يجرؤ أحد من أبناء القبيلة بالاقتراب من النهر , لأنه يعلم أن مصيره سوف يكون بين أنياب تلك النمور ... ولكن البقاء على هذه الحال معناه أن القبيلة ستعاني بأكملها عطشا , رجالا و نساء , أطفالا وشيوخا , كلهم سيموتون عطشا وأعينهم ترى الماء أمامهم و لا تستطيع الاقتراب منه.
ارتفعت الأصوات بين نساء القبيلة " هل من منفذ لنا ؟ هل من بطل يجلب الماء إلينا من النمور ؟ " لكن السكوت قد عم بينهم , كأنهم فقدوا ألسنتهم في هذه اللحظات ... لم يجرؤا أحد بان يتقدم لهذه المهمة الصعبة .
طال الانتظار والصمت ...حتى أنقطع هذا الصمت ببكاء رضيع لم يذق قطرة ماء منذ ثلاثة أيام , كان يتلظى من شدت العطش , فمن سيرجع الحياة إلى هذا الطفل الرضيع ؟
استيقظ ضميره .. أيقظه ذلك البكاء الذي هز قلبه ....فقالها وقد امتلاء وجهه تصميما " أنا من سيجلب الماء " اتجهت نظرات الجميع أليه ... تمسكت زوجته بثيابه ... حاولت منعه بدموعها .. لكنه أبى , أبى أن تموت الأطفال عطشا دون أن يفعل شيئا,دون أن يجلب الماء إليهم من بين مخالب النمور , فحمل سيفا بيمناه وقربة بيسراه واتجه إلى النهر .
اقترب من النهر ... اتجهت نحوه النمور كي تمزق جسده , دافع عن نفسه بسيفه , أحاطته النمور من كل جانب ... لكنه لم يستسلم لأنيابها , فصار يضربهم بالسيف حتى أحدث ثغرة بينهم قادته للنهر حيث ملا القربة بالماء , أدار وجهه للنمور مرة أخرى , فظل يحاربها بسيفه حتى أبتعد عن النهر , فتركته النمور بعدما قتل منها الكثير .
عاد البطل بالماء إلى القبيلة , وقد أمتلا جسمه بالجراح ... و ما لبث أن مات على أثرها , مات بعدما أعاد الحياة إلى القبيلة مات ولم يذق قطرة ماء مما أحضره... كلماته الأخيرة كانت اسقوا الأطفال الماء " مات بعدما ملا القلوب ثورة تخلصهم من النمور وتعيد إليهم نهر السلام .
النهاية