ميز الله الإنسان بعقله , فمنحه التفكير , و أعطى له التخيير , فالشخص الطبيعي العاقل قادر على التفريق و المقارنة بين الصح و الخطأ , فلا يضع نفسه في موضع قد يجر عليه الحسرة و الندامة ، بل يبتعد دائما عن الأسباب فضلا عن الإنزلاق في متهات أو في شراك أحد العابثين عديمي الذمم و الضمير !
لطالما حركت أحاسيس الإنسان مكامن القوة في نفسه , فخيل له أن العالم في قبضة يده و أنه لا أحد ينازعه هذه الملكية و الشعور بالعظمة و التفوق و أن ذكاءه خارق للعادة , و خداعه أشبه بالمستحيل ! وهذا ضرب من جنون ..!
إن قمة الذكاء تكمن في أساس من الحيطة و الحذر , و السؤال و التحري قبل الإقدام على أي مشروع كان , وركن الثقة جانبا و التأني في منحها إلا بعد اليقين التام و التحقق من المؤشرات و الدلائل و القرائن التي تثبت مصداقية و جدية من تنوي التعامل معهم ، عندها يمكنك أن تعزم و تتوكل على الله و لتكن متيقضاً ..!
العالم اليوم , كالغابة الموحشة , مليئة بالسباع الجشعة , تغرس أنيابها في جسد كل ضعيف أو غريب ! و تقف مرارا قبل أن تفكر في الإقدام على القوي الفطن , و لا مأمن من معاودتها للكرة تلو الكرة حتى تشعر بضعفه و إنهزاميته فتذيقه ألوانا من الذل و المهانة .
و محور حديثنا فيمن يندفعون وراء الدعايات الزائفة و البراقة في شبكة الإنترنت , من شركات إستضافة وهمية لا أساس لها ، و من مبرمجين إحترفوا صنعة ليست لهم و لا يفقهون بها , و من فريق دعم فني تفننوا في أكل أموال الناس بالباطل , حتى تعالت الأصوات و الصرخات و أشتد البكاء و العويل ! و السبب عدم التأني و العجلة الممقوتة و سوء الإختيار .
طرق الوقاية :
1 - عدم الثقة بتاتا في كائن من كان خارج نطاق دولتك إلا في الشركات الأوربية المعتمدة عالميا أو العربية ذات الشهرة الواسعة و لها فروع في جميع الدول العربية .
2 - توفر عنوان كامل بالإضافة الى أرقام الهواتف .
3 - مقابلة شخصية قدر الإمكان .
4 - مشاهدة أعمال سابقة و التحري عنها بشكل جيد سواء من ملاكها أو من غيرهم .
5 - عدم دفع أي مبالغ مقدمة و تجزءتها حسب سير العمل , مثل 25% من المبلغ بعد الإنتهاء من 50% من البرمجة أو التصميم . و إن كان الأمر متعلق بالإستضافة فليكن هناك عقد مبرم مع الشركة المستضيفة و تم توقيعه من كلا الطرفين .
6 - لا تستخدم بطاقتك الائتمانية إلا بمواقع ذات شهره عالمية .
رسالة لكل من يحاول خداع الآخرين :
لا تفكر بأنك ذكي الى درجة أنك تستطيع خداع كل من تقابله فالكذاب وضيع و حقير لا يحتاج لعناء و تعب ، و لكن الصدق و الأمانة تنبع من قلوب الشرفاء و أصحاب الشهامة . فأين مكانك ؟ لتعلم قدر نفسك ! و حتى و إن طال بك الأمد و حققت ما في نفسك من رغبات دنيئة و حيل مكشوفة ستقع بين يدي من لا يرحمك و في القريب العاجل و ما عليك سوى الإنتظار ..!
تحياتي لكل نزيه يعمل بشرف و أمانة ..