جولة - هاني الغفيلي
قمنا بجولة على عدد من مواقع الانترنت وشدنا كثيرا ما كان يدور فيها من أحاديث ولأن غالبيتها مواضيع جيدة أحببنا أن نستعرضها لكي تعم الفائدة. حيث طرح الكاتب رضا في منتدى سوالف سوفت swalif.net موضوعا بعنوان المواقع العربية الناجحة بين الكم والكيف، وعن المقياس الحقيقي لنجاح الموقع حيث ذكر رضا "أن هناك آلاف المواقع العربية على شبكة الإنترنت، وتختلف مستوياتها الفكرية والمنفعية والإخراجية، من المواقع الشخصية الذاتية إلى البوابات العربية العملاقة، ومن غرف الدردشة البسيطة إلى ساحات الحوار الضخمة".
وعبر رضا عن رأيه بنجاح المواقع العربية من خلال أربع نقاط وهي على النحو التالي:
أولا: الترتيب المتقدم لأي موقع من خلال برامج تصنيف التصنيف مثل أليكسا لا يعني على أغلب الأحوال أن الموقع زواره كثيرون، حيث من المعروف أنها تفرز المواقع حسب الصفحات المستعرضة، ومن الملاحظ تقدم محركات البحث والمنتديات كل ذلك بسبب كثرة صفحاتها المستعرضة.
ثانيا: كون الموقع زواره المتواجدين حاليا كثر أو بشكل عام الدخول عليه كبير لا يعني بالضرورة أنه يكون موقعاً ذا منفعة، فالكثير إلا من رحمهم الله يستخدم قوائم المراسلات ويرسل رسائل مزعجة لملايين الرسائل، طبعاً سيكون هناك عدد زوار كبير لعل نسبة ليست قليلة منهم أجانب لكون العناوين مختلطة، بالإضافة إلى أنه كثير من المواقع يلجأ لطريقة ضرورة التسجيل وقد يكتب عنواناً جذابا يلفت الناس له لحظياً ولكن يقل ذلك عند رؤية حواجز بالاستفادة.
ثالثا: كون الموقع المحتوى على منتدى مسجل لديه أعضاء بعشرات الآلاف لا يعني أنه ناجح فكثير من المنتديات إلا من رحمهم الله يلجأون عند تقديم الخدمات لفرض التسجيل لذا قد تجد نسبة كبيرة من المسجلين الوقتيين بمعنى أنهم يشتركون فقط لتأدية غرضهم ثم لا يعودون إلا نادراً.
رابعا: كون الموقع يحتوي على دعايات لمواقع مشهورة لا يعني على كل الأحوال أنه أصحاب تلك المواقع معلنين لديه فقد يكون وضعها فقط للإيهام بذلك.
ولهذا - الحديث لرضا - أن الموقع الناجح هو ذلك الموقع الذي يقدم فائدة حقيقة لزائره سواء كانت دينية أو دنوية دون أن يفرض عليه أعباء معينة بغض النظر عن حجم مداخله وتفرعها، وبنفس الوقت يكون موقعاً عاملاً بأسباب التميز والتي من رأيي أنها تتضمن المحتوى الجديد المتجدد وعدم المستنسخ وكذلك الذي يقدم بصورة غير مقلدة ولا مستهلكة.
اما العضو والذي اطلق على نفسه لقب Egyptechno فذكر أن مقاييس التميز تختلف من شخص لآخر فقد تجد الموقع الذي تنهال عليه الزيارات بشكل يومي، وبعد زيارته لا تجد أي رائحة للإبداع، حيث ان العديد من المواقع بلا فكرة ولا مضمون.
بينما ذكر العضو سوريا تشات أن الموقع العربي الناجح لا يقاس أبدا بعدد الزوار كما قلت أنت سابقا ولكن أنا أظن كل موقع مقتنع به صاحبه فهو ناجح، وان نجاح الموقع مرهون بنجاح المضمون أو نجاح الفكرة، وتبقى قمة النجاح هي الاستمرار في الموقع وتطويره لأن نجاح الموقع مرتبط زمنياً فلا يبقى موقع ناجح للأبد بدون تطوير لأن أي موقع ناجح تجد بعد فترة نسخ منه وغالبا نسخ محسنة لذلك ليبقى ناجح لابد من التطوير المستمر.
بحوري صاحب موقع bahory.com فبدء حديثه بتساؤل مهم عن الأصلح في عالم المواقع الإلكترونية، هل أصلح الفكرة او المضون؟ واستعرض بحوري تجربته الشخصية حيث ذكر "أنه عندما فكرت أن أنشئ موقع كان هدفه تعليمي بحت، ولكن توسعت الفكرة فكونت اشياء جديدة ومتنوعة وتعدت الفكرة التي كنت حددتها في البداية!".
اما العضو الذي رمز لاسمه "الإسلام هو الحل" فذكر "ان المواقع العربية مازالت فى مرحلة الكم التى يسعى اليها دائما كل المبتدئين فى مجال ما، وبعد فترة وبالتدريج سوف تتجه لمرحلة الكيف حيث تكون قد حققت الانتشار الذى تبحث عنه فى المرحلة الحالية، وعن مقارنتها بالمواقع الاجنبية التى تسبقها كثيرا فى هذا المجال ظلم لها، فنحن لا نقارن ما يحدث فى البلاد العربية فى اى مجال مع مايحدث فى الخارج، فلماذا نفعل ذلك فى مجال المواقع على النت؟".
بينما أبوعامر ذكر ان التصنيف الأول عربيا مطمع الجميع، وهو حلم يراود الكثيرين من اصحاب المواقع العرب، ولكن التخصص طبعا شيء مطلوب وهو سر النجاح الحقيق لكل موقع، وعوامل نجاح المواقع تعتمد على الشكل والمضمون وهي مكملات لبعض.
اما سردال صاحب المدونة الأشهر على الساحة العربية serdal.com فأكد على أهمية مضمون المواقع وأهمية التخصص والتخطيط ووضعه الأهداف إلى آخر هذه المواضيع، حيث رأينا تغييرا طرأ على بعض الإخوة الذين قرروا إما إلغاء مواقعهم الحالية لأنها في نظرهم غير مفيدة أو تحويلها إلى مواقع مفيدة، هذا لا يكفي بالطبع، ما نتمناه جميعا أن تصبح كل أو معظم المواقع مفيدة حتى لو كانت ترفيهية، كلنا نريد مواقع تبتعد عما يخالف شريعتنا، كلنا يريد مواقع فعالة، والنيات الصالحة لا تكفي.
مازن عبر عن رأيه في هذا الموضوع حيث ذكر "أن الكمية وكثرتها مطلوبة مادام أن المواقع تتنوع في محتوياتها، وهذا بطبيعة الحال يثري الإنترنت العربية بالمعلومات، المشكلة تتلخص أن الكثير من الناس يريد أن يكون له موقع وحسب!؟ كما أن كثيراً من أصحاب المواقع وبحجّة الشمولية تجده يلم كل ما يأتي أمامه من مواضيع ويمليء بها موقعه وهذا هو التشتت بأم عينه!!
كما أضاف مازن "أن مشكلة المستخدمين العرب هو الأخذ والأخذ وعدم التفكير بالعطاء فنجد الكثير من الناس يملكون خبرات جيدة بل ممتازة ولكن كل ما يقومون بعمله هو أخذ المعلومات من المواقع والاستمرار على هذا النهج مع عدم التفكير ولو ل مرة من المرات بالمشاركة في الموقع الذي لطالما أخذ منه الشئ الكثير وآن الأوان أن يعطيه ولو شيئا".