هذه مقالة نشرت فى جريدة الجمهورية الصفحة 12 بتاريخ 22-2-2008
للكاتب عصام بسيونى بعنوان "سبع صنايع والبخت ضايع"
وقد اعجبنتى كثيرا فقلت انقل الخبر هنا فى سوالف
رابط الخبر
http://www.gom.com.eg/algomhuria/200...detail02.shtml
أكدت دراسة علمية أجريت مؤخرا بالمركز القومي للبحوث ان معدلات الذكاء بين المصريين بلغت 84% حتي المتعثرين دراسيا منهم والدليل ان أطفال مصر حصدوا المراكز من الأول حتي العاشر فيما عدا الخامس والثامن في مسابقة أذكياء العالم بماليزيا العام الماضي حيث قام الأطفال من عمر 4 سنوات وحتي 12سنة بحل مسائل رياضية معقدة عبارة عن 100مسألة في أقل من 8 دقائق للمستويات المبتدئة و200 مسألة للأعلي في زمن كتابتها فقط رغم أن عدد المتسابقين 2700 طفل من 36 دولة بينهم أطفال من كندا والهند وانجلترا وهولندا.
والحقيقة هذه ليست المرة الأولي التي يتفوق فيها المصريون علي نظرائهم في جميع المراحل العمرية أو حتي في مجالات العلوم المختلفة والتاريخ حافل بعباقرة ورواد وعلماء سجلوا أسماءهم بأحرف من نور رغم الظروف الصعبة التي يعيشونها والمناخ الملوث والاحقاد والقيود والاشواك التي توضع في طريقهم إلا أنهم لم يتعثروا وانما واصلوا تحديهم وقهرهم و"بلعوا الزلط" وصبروا و"اتلطموا" حتي وصلوا إلي ما هم فيه الآن وأعتقد لو اتيحت لهم الظروف والأجواء الصحية والمناسبة لكانت لهم الغلبة في كافة المجالات عالميا بل وتفوقوا علي أمثال اينشتاين ونيوتن وجرهام بل وتيلستوي وغيرهم لأنهم يمتلكون الذكاء الفطري والمشد والزرقاني وزويل والباز وغيرهم ممن لا تحضرني أسماؤهم خير دليل.
وبالمناسبة ما من مسابقة يتم الإعلان عنها سواء علي المستوي العربي أو العالمي إلا وفاز فيها مصريون وآخرها دخول 14 ابتكارا مصريا نهائيات مسابقة صنع في الوطن العربي نوفمبر الماضي ونجاح عالم مصري في التوصل إلي استخراج السولار من نبات الهوهوبا المنتشر في مصر وهذا الوقود تكلفته أقل بكثير من السولار وصديق للبيئة وكذلك اختراع دواء فعال ورخيص لعلاج الكبد الوبائي وغيرها من الأعمال المشرفة التي تؤكد أن المصري دائم التفكير وعاشق للابتكار وان كان يتميز عن غيره من المبدعين بأنه يبحث دائما عن تقديم خدماته الابتكارية بأرخص التكاليف لأنه عاني ضيق اليد وذاق المر ويشعر بالفقير والمحتاج ورغم ذلك لا تهتم به الدولة كثيرا بل تضع أمامه العراقيل والروتين كي يخرج ابتكاره إلي النور وإذا لم يصبر ويتبع نظام "دوخيني يا لمونة" يكون مصير اختراعه ادراج النسيان ومراكز البحوث مليئة بآلاف الاختراعات ولو خرجت إلي النور لكان لمصر شأن آخر ولكن هذا هو حال أعداء النجاح ويقيني أن هناك من هم في كفاءة أو حتي أكثر من ذكرتهم أو ممن نعرفهم رغم احترامي لهم.
لابد من الاهتمام بهؤلاء الأذكياء لأنهم الأمل والمستقبل المشرق وأن نمد لهم العون والأخذ بيدهم منذ الطفولة والمراحل التعليمية الأساسية حتي الجامعة بل ومتابعتهم بعد التخرج وتعيين النوابغ والأوائل منهم دون انتظار لوساطة أو محسوبية وقبل أن تتلقفهم الدول الأخري فتغريهم بالمال والوظيفة كما حدث مع الآلاف ونحن في النهاية الخاسرون لأننا "طفشناهم" بعد أن يئسوا من الانتظار إن القليل من المال والمعاملة الحسنة ترضيهم وتغريهم بالبقاء في الوطن ورد الجميل فالغربة في النهاية مرة ولكن اللي رماك علي المر اللي أمر منه.
خسارة أن نفرط في مثل هؤلاء فمنهم ومن أصلابهم سيخرج العالم والمفكر وهذه مهمة زويل القادمة في هذا المجال وإن كان ذلك مرهقا له وللذين معه في المجلس الأعلي لذا علينا جميعا قبل الحكومة أن نهتم بأولادنا كأولياء أمور وتنمية مواهبهم وقدراتهم في الابتكار والابداع وأن نخصص وقتا وجهدا كمربي للنشء في المدارس بإعطاء هؤلاء الفرصة لإخراج طاقاتهم وأن يتم تغيير نظام المجموع في الثانوية العامة كشرط للالتحاق بالكليات خاصة العلمية بأن يكون الالتحاق بالقدرات والمهارات وليس بالدرجات وأن يتم فهم متطلبات السوق والاحتياجات الفعلية كي يتمكنوا من الالتحاق بالمصانع والشركات المتخصصة للاستفادة منهم بدلا من إهدار طاقاتهم ووأد ابتكاراتهم. وللأسف المصري يمتلك الكثير من المهارات والمواهب ولكن بخته ضايع وقليل الحظ في هذا البلد.. فإلي متي؟!