السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعلنا تسائلنا مراراً .. ماسبب هذا الدعم المستميت الذي تقدمه أمريكا وبريطانيا خصوصا للكيان اليهودي الصهيوني .. ونحن نعلم أن اليهود والنصارى كانو ألد الأعداء على مر التاريخ ... إليكم الحكاية ...من البداية
نعلم جميعا أنه وفي عقيدة النصارى الباطلة ..يعتقد أن عيسى عليه السلام هو ابن الله وهو الله ...ونعلم أيضاً أن اليهود كعادتهم عادو عيسى عليه السلام ..واتهمو أمه مريم العذراء بالفاحشة ...وانقسمو إلى قسمين ..قسم آمن بعيسى عليه السلام وقسم كفر كما قال الله تعالى :تعالى (فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة) فالقسم الأول هم (النصارى) والقسم الثاني هم (اليهود) ..ثم سعى كهنة اليهود وأحبارهم إلى الحاكم الروماني وأثاروه على عيسى عليه السلام ورغبوه في قتله. فنفذ طلبهم. ولكن الله رفع عيسى عليه السلام إليه وألقى شبهه على غيره فصلبوا الشبيه - هذا هو الحق وهو ماندين به نحن المسلمين- لكن النصارى يعتقدون أن عيسى عليه السلام قتل .. لكننا وهم نتفق أن السبب في عملية القتل هذه والمتهم الأول هم اليهود ... وبناء عليه فإن النصارى كانو يكنون كرهاً وحقداً شديداً لليهود كما أن اليهود يكنون هذا الكره والحقد للنصارى ... وقد قام كل طرف من الطرفين بعدة محارق ومجازر بحق الطرف الآخر فقام اليهود بمجازر ضد النصارى وقام النصارى بمجازر ضد اليهود ... ومما يذكر أنه عندما فتحت القدس اشترط قساوسة القدس لفتحها على عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن لايسمح لليهود بدخول فلسطين بأي حال من الأحوال .
ومما قام به النصارى ضد اليهود .طردهم من فلسطين وتشتيتهم في أنحاء الأرض ..وقد تشتتو في دول أوروبا المختلفة ..وفي بداية الألفية الثانية الميلادية قام ملك بريطانيا بطرد كل اليهود من بريطانيا ...وبعد مائتي سنة تقريبا خير امبراطور فرنسا اليهود في فرنسا بين ثلاث خيارات ... إما أن يخرجو من فرنسا أو أن يقتلو أو أن يعتنقو النصرانية ... فانقسم اليهود إلى قسمين ..قسم ذهب إلى الأندلس حيث كان المسلمون المعروفون بتسامحهم وسماحهم لأصحاب الديانات الأخرى بالبقاء على ديانتهم ... وأما القسم الآخر فقد أظهر النصرانية وأبطن اليهودية ..وهؤلاء كان لهم الأثر في تغير علاقة النصارى باليهود .. حيث تغلغلو في النصرانية حتى وصل بعضهم إلى مناصب كنسية عليا ..ومع الوقت وجدو ضالتهم في شخص يدعى مارتن لوثر ...وهو أحد رجال الدين النصارى وقد كان اليهود يحيطون به و أقنعوه بمجموعة من الأشياء ... فأعلن مارتن العصيان على الكنيسة الكاثوليكية واعترض على صكوك الغفران و على الرهبنة ..فتزوج وأنجب .. وعلى اختصار فهم النصوص الدينية على الكنيسة ..حيث أنهم مع الحروب الصليبية و تعرفهم على المسلمين وجدو أن أي مسلم بإمكانه التعامل مع الله وفهم كتابه مباشرة دون الحاجة للرجوع إلى المسجد .. فقالو ونحن يجب أن نتيح قراءة الإنجيل وفهمه لأي أحد وأن لايقتصر ذلك على الكنيسة .
ومن هنا جاء دين النصارى البروتستانت ..المعترضون ... فاعترضو على الكثير من معتقدات الكنيسة الكاثوليكية ...كما اعترضو على الكلام عن اليهود فقالو أن اليهود هم أبناء الله وهم الأصل ونحن ضيوف عندهم ... وأننا كالكلاب عند أسيادنا يجب أن نأكل من فتات اليهود ..وأن اليهود هم شعب الله المختار وأن المسيح عليه السلام لن يعود إلا إذا أنشأنا لليهود وطن قومي على أرض الميعاد ..أرض فلسطين ! ..كما أنهم رأو أن العهد الجديد من كتابهم محرف "وهذا حق" فيجب أن يعودو إلى العهد القديم لأنه لم يحرف" وهذا باطل طبعا" والعهد القديم هو التوراة كتاب اليهود ! وتزامن ذلك مع علاقة سيئة بين بعض الدول وبين الكنيسة في روما ... فأعلنت تلك الدول دعمها للبروتستانت ..لا اقتناعا بها وانما إغاظة وتأكيدا للعداوة مع روما ...ومن تلك الدول بريطانيا وألمانيا .. ثم وبعد فترة أعلنت بريطانيا أنها دولة بروتستانتية ...وأعادت اليهود لبريطانيا بعد أن طردو لسنوات طويلة وأعطوهم الكثير من المميزات ...لكن اليهود مازالو يتعرضون للضغط والمضايقة في الدول الكاثوليكية ... وفي هذه الفترة اكتشف الإسبان "الكاثوليك" أمريكا ! فكانت فرصة اليهود فهاجرو إلى الأرض الجديدة ..أمريكا فهاجر اليهود والبروتستانت إلى أمريكا بأعداد كبيرة حتى صارو أكثر من الإسبان "المكتشفين الأوائل لأمريكا" الكاثوليك ...فكان للبروتستانت واليهود السلطة والغلبة والمناصب العليا في الأرض الجديدة ومع الوقت طبعاً تكونت الولايات المتحدة الأمريكية "البروتستانتية" المناصرة لليهود ... وهكذا تحول اليهود من قاتلي المسيح وأعدائه إلى أبناء الرب وتحول النصارى من أعداء اليهود التقليديين إلى الرعاة الرسميين والداعمين الأساسيين لليهود ونخص بالذكر بريطانيا وأميركا وهما إلى يومنا هذا أكثر الدول منافحة عن اليهود "أسيادهم" وأنتم في هذه الأيام ترون دعم أمريكا وبريطانيا للكيان الصهيوني الذي أنشأوه كما في معتقداتهم ليعود المسيح إلى الأرض !
هذا ما تيسر إيراده وهو مختصر من خطبة الجمعة للشيخ عبدالعزيز السويدان بتاريخ 26محرم 1430 في مدينة الدمام في المملكة العربية السعودية بعد أيام من توقف الإعتداء الغاشم على إخواننا في غزة من قبل اليهود الصهاينة وبدعم ومباركة من البروتستانت الصهاينة في الولايات المتحدة الأمريكية