السلام على اشرف المرسلين " سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم " اما بعد،
الحياة مش بزياده.. والوضع تعبان .. ما رح احكي عن الوضع السياسي اللي زي العمى والمؤامرات اللي بتصير والبلاد المقسمه .. في شيء جداً خطير عم بيصير! ما حد منتبه لخطورته! الا وهو التفاهه التفاهه كلمة تافهه .. بشو بتشتغل يا فلان! بصمم مواقع .. بشو بتشتغل يا علان .. سوشال ميديا .. حلو حلو .. ما بحكي انه هالشي تافه اكيد الاول نوع من انواع النشر والثاني نوع من انواع التسويق ولكن التفاهه لما احس انو وصلت بالشعب المواصيل انو ينبسط لما ينزل تحديث جديد لجهاز ال iphone اللي معه .. وهو مثال مجازي بما اني بحب اعطي امثله والله يستر عليه واحد صاحبي ضل كان مفكرني بغار من الحاله الفلانيه اللي بعطي عليها المثال الفلاني. المهممممم مش موضوعنا.
ليش؟ انا بحكيلك ليش .. لانو لو ما عملت هيك ما بتعيش! ما بتتجوز .. زمان كان الواحد يكون بالبلد وابوه عنده دار واراضي .. وابوه معاه مصاري وكذا ويبنيلو جنبه .. ولو رجعنا لورا لورا كان في خيمه وهاي المواضيع فما كان في شيء مكلف عشان الواحد يفتح بيت ولا كان في مدارس ولا جامعات تدفع عليها دم قلبك ولا كالحكي .. طبعاً وطبعاً وطبعاً انا ضد الماضي ومع التطور والتحضر بس اللي كرهانه انو وصلنا لمرحله نعمل اي شيء تافه عشان نسد حاجة من حاجاتنا! يعني لما تصمم او تبرمج شيء بقمة التفاهه! عشان شركه معينه تزيد من الـ Fans اللي عندها على صفحتها على الفيس بوك مثلا! بكون الموضوع انك اشتغلت فتره منيحه من وقتك اللي محسوب بالثانيه بهالحياه عشان تساعد شركه انها تطور ولو 1 بالألف! جزء صغير من منظومتها التسويقيه عشان تضحك على زبون معين وتبيعه منتج معين هو يمكن اصلا مش محتاجه بس مفكر حالو محتاجة. يعني انتا ساهمت بتسويق منتج تافه! يا حبيبي لا تخاف! فالشركه نفسها عملت المنتج نفسه عشان مديرها او اصحابها يسدوا حاجات محتاجينها! حتى لو كانت هالحاجه انو اشتري جزيره فلانية! والموظفين اللي بهالشركه بشتغلوا على المنتج الفلاني لنفس السبب! الكل محتاج يا عزيزي الكل محتاج والكل ماشي بهالدوامه والهدف بالاخير انتاج منتج يسدوا حاجات محتاجينها بغض النظر عن هالحاجات فكل انسان محتاج شيء وبحاول انو يوصله.
المشكله هاي الطريق اللي الكل عارفها! شو بدك تعمل! طبعا انا بتكلم عن البرمجه والتصميم والتسويق لانو مجال شغلي فيها تقريباً ولكن هالحكي يطبق على كثير من الاشياء اللي الناس تعمل فيها .. كثير منها وليس كلها مع انو كل شيء اصبح سوق! المستشفى شركة .. والجامعه شركة .. والعياده شركة! هاد شيء طبيعي انا ما بناقش انو ما لازم يكون بس بتحسر على واقعنا المرير، الكل ماشي بنفس الدائرة! مهو لنفرض انك حكيت يا عمي انا ما بدي هيك اشتغل وانا ناوي اخدم قضية انسانية! رح تموت جوع صدقني او تعيش لحالك على الاغلب.
انا مش ضد هاد النوع من الشغل بس انا بكتب عشان احاول افهم وين المشكلة! المشكلة بالتأكيد مش بالشغل او طبيعة الشغل المشكلة انو احنا موظفين هاد العلم بالطريق التافه .. هاي المشكله .. فالتصميم اكيد والبرمجه والتسويق امور جداً مهمه بس المشكله انو المنشأ فيه مشكله .. يعني منشأ الخدمه اللي احنا عم بنسوق إلها او بنحاول نقدملها وحده من هاي الخدمات هدفها جمع الاموال بأي طريقه ممكنه بغض النظر عن الفائدة المقدمة للبشرية! فباالتالي هون تكمن المشكلة!
ماذا لو: ماذا لو كل واحد بدل ما يشتغل ساعه اضافيه يومية على مشروع تافه .. يزرع حوالي بيته حسب الموسم كمية خضار تكفيه وتكفي افراد اسرته بدل ما ينزل يشتريها من السوق ماخده مليون هرمون عشان تكبر بسرعه ويبيعوك ياها.تخيل لو معظم الشعب عمل هالحركه هاي شو ممكن يستفيد! طيب بيجي واحد بحكيلي بلكي ما كان عنده حديقه يزرع فيها وكان ساكن بشقه طابق تاني او رابع او او.. مزبوط كلامك شوبعرفني شو يعمل. زمان كان الكل مبسوط على الاشياء الصناعية .. كانو ينبسطوا الناس لما يشتروا الخبز االي جاي بكياس وما ياكلوا من خبز الطابون .. حابين يجربوا الناس! حتى لو كان نص الخبز مواد عشان تخليك تشوفه انو ابيض وجميل وصغير خلافاً عن خبز الطابون الي مرات كان يكون في صراره ماسكه فيه لسه. بدل ما تروح الصبح تدور على الجاجه وين باضت وتاخد البيض صرت تروح عل سوبر ماركت تشتري 30 بيضه مع بعض وكان الله بالسر عليم. طبعا اكيد هاي حياة مدينة وتختلف عن حياة القريه بس صدقني القريه صارت بنفس المبدأ شغاله! حتى لو عندي مكان فاضي! حتى لو عندي ارض فاضيه عاملها خرابه عشان برستيجي ما يخرب بدي اشتري كل شي وما بدي لا ازرع ولا اربي شي!
المشكله يا اخوه انو الحلقة نفسها اللي بندور فيها عباره عن حلقه تافه! صعب انك تعزل حالك منها لانو بالضروره اي بيئه فيها عنصر شاذ عن القاعده او حب يمارس حياته بطريقه اخرى رح يتم طرده من هاي البيئه وبالضروره حياته تصير بتغلب.
بمناسبة هالجلسه اللطيفه حابب اهديكم اغنية لهيفا اسمها ويل ويلي:
ويل لامة تكثر فيها الطوائف وتخلو من الدينويل لامة تحسب المستبد بطلا”، وترى الفاتح المذل رحيما”
ويل لامة تلبس مما لا تنسج ، وتأكل مما لا تزرع، وتشرب مما لا تعصر
ويل لامة تكره الشهوة في احلامها وتعنو لها في يقظتها
ويل لامة لا ترفع صوتها الا اذا مشت بجنازة، ولا تفخر الا بالخراب
ولا تثور الا وعنقها بين السيف والنطع
ويل لامة سائسها ثعلب، وفيلسوفها مشعوذ، وفنها فهن الترقيع والتقليد
ويل لامة تستقبل حاكمها بالتطبيل وتودعه بالصفير،
لتستقبل اخر بالتطبيل والتزمير
ويل لامة حكماؤها خرس من وقر السنين ورجالها الاشداء
في اقمطة السرير
ويل لامة مقسمة الى اجزاء وكل جزء يحسب نفسه أمة