السلام عليكم ..
إن من الطريف العجيب و الغريب أن ترى بعض المواقع العربية و قد إحتوى وصفها على كلمات مماثلة لموضوع هذا المقال ..
فتجد الغناء بجانب الإسلام و الأناشيد و الأخبار الفنية ..
و أخذت أسأل نفسي هل هو لجذب الناس من جميع الفئات أم كما يقولون (( الجمهور عاوز كدة )) ..
ولإن كان من رأيي الشخصي أن هذا إستخفاف بالعقول بأن يوضع القبيح بجانب الحسن و الخير بجانب الشر ..
و صحيح أننا نحمد الله أن بعض المواقع تحتوي على مثل هذه الأقسام و شيء أفضل من لا شيء .. لكن يجب أن نضع بحسباننا ما تحتويه هذه الأقسام .. فقد تعجبت من موقع يوجد به قسم للأغاني و النغمات الموسيقية .. و فيه قسم إسلامي يحتوي على مقال معنون بـ : (( بيان حرمة الغناء و الموسيقى )) !! ..
فيا سبحان الله .. أصبحت القضية نسخ و لصق .. و عبيء و جيب زوار ..
لا أدري هل هذا خلل بأنفسنا .. أم عدم إستشعار ؟!! ..
ناهيك عمن قد يغلق موقعه الذي يحتوي على الأغاني فترة شهر رمضان ثم أول ما ينتهي الشهر يسارع بفتحه و يستمر 11 شهر إلى رمضان القادم و هكذا .. فهل نسي هذا الشخص أن رب رمضان هو رب الشهور كلها ؟!! .. و أن من سيؤجرك في رمضان على إغلاقك الموقع سيعاقبك على بقية الشهور ؟!! ..
لماذا نعلق خشيتنا من الله و رغبتنا في أجره فقط بمواسم معينة ؟!! ..
لا أعلم حقيقة ما أقوله بهذا الصدد .. لكن لنتقي الله في أنفسنا .. الواحد منا لا يعلم متى يموت .. فليتخيل كل واحد منا بموقعه ما يغضب الله أن ساعة فراقه عن الدنيا آتية له لا محالة لكن سيسعد لو أتته الساعة و هو قد تاب مما فعل .. و الشقي من يموت و عليه ذنب هذا الموقع و ذنب من دخله و ذنب من نشره .. أكوام من الذنوب تحمل عليه يوم القيامة .. مشكلتنا نسمع هذا الكلام كثيراً ولا نستشعره ..
قبل فترة أشيع خبر وفاة أحد أصحاب مواقع البطاقات الغنائية .. و إتضح أن هذا إشاعة و أن صاحبه لم يمت .. نشر موضوع حول ذلك لأخذ العظة و العبرة .. لكن لا مجيب والله المستعان ..
الموت حقيقة نواجهها كلنا يا إخوة .. هل سيسرك أن ترى هذا الموقع بصحيفتك يوم القيامة ؟!! ..
أذكر لكم مثالاً يا إخوة ..
أحد الأحبة الكرام من سلطنة عمان و هو من المشاركين بموقع ذكرى www.thekra.org و له مواد سجلها و نشرها بهذا الموقع .. هذا الحبيب توفاه الله قبل حوالي شهر في حادث سيارة .. لم يكن يتوقعه .. و لم يكن يدري أن ساعته قد حانت ..
لكن سبحان الله رغم أنه أودع القبر وحيداً مجرداً من كل شيء .. إلا أنه يصله و هو بقبره أجر عمله الصالح ..
نعم لقد ترك أعمالاً بذلك الموقع ستستمر إلى ما شاءالله ..
و سيصله أجر كل من إتعظ منها و كل من نشرها .. و هو في قبره ..
و إنظروا مثال آخر و شتان بين المثالين ..
بين شخص موقعه يحتوي على المحرم و القبيح و كل ما يدعو لخراب هذه الأمة ..
تخيلوا لو مات أحد أصحاب مواقع البطاقات أو الأغاني فجأة بدون أي حساب ؟!! ..
هل تراه سينعم بالخير .. أم بالشر .. و يكون الحال عكس ذلك بأن يصله ذنب كل شخص دخل موقعه و كل من نشره و و و و ..
يا إخوة يوم القيامة الواحد منا لا يتحمل ذنبه فكيف بذنوب غيره ..
لعلي أطلت يا إخوة لكني أحب أذكركم بقول من الله سبحانه و تعالى : { إن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله } و الكثرة ذكرت كثيراً في مواضع مذمة .. و الكثير منا يعلم أن الشر مرغوب و كل ما هو محرم يبحث عنه كثير من الناس و البعض لكي يستفيد من الزيارات الهائلة يتنازل عن ما هو محرم عليه .. مصداقاً لمن باع دينه مقابل عرض من الدنيا قليل .. والله مصيبة يا إخوة ..
لكن ما أقول غير الله يصلح الحال ..