السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
إخوتي في هذا الصرح الذي نهلنا ومازلنا ننهل منه الشيء الكثير .. فلصاحبه والموجودين فيه كل الشكر والإحترام ..
حقيقة أحب من خلال هذا الموضوع أن أوجه كلمة إعتذار وأسف لكل من أخطأت في حقهم وأنزلت من منزلتهم وأسات التصرف معهم ..
فقد راجعت نفسي خلال الأيام الماضية ووجدت نفسي فعلاً مخطئاً في كثير من الأمور ..
وأخص بالإعتذار الإخوة الكهف وقلعة العرب و Khalifa و Fuga وأبومنار وصاحب موقع البانر و العشرات ممن أسأت التصرف معهم - من كثرتهم نسيتهم - ..
حقيقة يا إخوة .. تذكرت كلاماً جعلني أقدم على كتابة هذا الموضوع ..
تذكرت حديثاً للنبي صلى الله عليه وسلم - غفلت عنه - والله المستعان وهو : ( تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد مسلم لا يشرك بالله شيئا الا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال انظروا هذين حتى يصطلحا انظروا هذين حتى يصطلحا ) ..
وحينما نظرت لكثير من ردودي ومواضيعي رأيت فيها رائحة الخصام - والله المستعان - ورأيت فيها أنني سببت كثير من الشحناء والبغض والغضب بيني وبين من تحدثت معهم فيها ..
وقد ذكر كثير من أهل العلم أقوالاً في ذم الخصومة :
جعفر بن محمد – رحمه الله - ( إياكم وهذه الخصومات ، فإنها تحبط الأعمال ) .. وفعلاً - الله المستعان - وجدت كثيراً من الخمول في عملي وأسأل الله الرشد والثبات ..
محمد بن علي بن حسين – رضي الله عنهم - : ( الخصومة تمحق الدين ، وتنبت الشحناء في صدور الرجال ) ..
ابن عباس – رضي الله عنهما - : ( كفى بك ظلماً ألا تزال مخاصماً, وكفى بك إثماً ألا تزال ممارياً ) ..
وقد ذكر الإمام النووي : ( ما رأيت شيئاً أذهب للدين , ولا أنقص للمروءة , ولا أضيع لِلَّذة , ولا أثقل للقلب من الخصومة ) ..
فإنني يا إخوة أكرر الإعتذار لكل شخص سواء ذكرته أو نسيته - الله المستعان - وأطلب منه الصلح والسماح ومن أخطأت عليه فليعلمني بطريقة أرد له حقه ..
فلا يدري الواحد منا متى يأخذه الأجل .. ولا أستطيع تحمل أن يكون هناك شخص تحامل علي وغاضب مني ..
فأرجو يا إخوة أن تقبلوا مني هذا الكلام ونصافي النفوس .. ونبدأ معاً صفحة جديدة - إن شاءالله - من الود والإحترام ..
ولنتذكر هذه القصة التي حدثت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم : ( كنا جلوساً مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة ، فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه ، قد تعليق نعليه في يده الشمال ، فلما كان الغد قال النبي صلى الله عليه و سلم : مثل ذلك ، فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى ، فلما كان اليوم الثالث قال النبي صلى الله عليه و سلم مثل مقالته أيضاً ، فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى ، فلما قام النبي صلى الله عليه و سلم تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص فقال : إني لا حيت أبي قأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاثاً ، فإن رأيت أن تؤيني إليك حتى تمضي فعلت ، قال : نعم ، قال أنس : و كان عبد الله يحدث أنه بات معه تلك الليالي الثلاث ، فلم يره يقوم من الليل شيئاً غير أنه إذا تعار و تقلب على فراشه ذكر الله عز و جل و كبر حتى يقوم لصلاة الفجر ، قال عبد الله : غير أني لم أسمعه يقول إلا خيراً ، فلما مضت الثلاث ليال ، و كدت أن أحتقر عمله ، قلت يا عبد الله إني لم يكن بيني و بين أبي غضب و لا هجر ثم ، و لكن سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لك ثلاث مرار : يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة ، فطلعت أنت الثلاث مرار ، فأردت أن آوي إليك لأنظر ما عملك فاقتدي به ، فلم أرك تعمل كثير عمل ، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : فقال : ما هو إلا ما رأيت ، قال : فلما وليت دعاني فقال : ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشاً ، و لا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه ، فقال عبد الله هذه التي بلغت بك و هي التي لا نطيق ) ..
فأكرر يا إخوة طلبي من كل شخص أن يحلني ويعفو عني ..
والله يجعلنا من أهل الجنة المغفور لهم ..