بينما يوجد فرق شاسع بين عدم الفهم وعدم الرغبة في الفهم فهنالك أيضا فرق شاسع بين السخافة والإبداع....
عندما قرأتها قلت إبداع....
عندما قرأها صديقي قال سخافة...
إذا ....أين يكمن الأختلاف...؟؟؟
إليكم هذه..
كنت حافي اليدين.. وهذا ما آلمني.
لقد كانت الأشواك في دربي كأنما تبزغ من وفي دمي، لقد كانت أشواكا مفروشة بالطرقات وليس العكس.
ودمي القاني يمد بساط الترحاب أمامي .. ألست ضيفاً؟!.
وعندما أصل.. ستعزف لي فرقة الخرابة الموسيقية نشيد التأبين الخالد.
وسأكلّل من أحبائي وخوالصي بتاج الشوك.
لقد كنت ضعيف السمع والبصر.. لا.. الليل كان كهمٍّ متكوم ثم ملقى في وجهي.
أينما وجهت وجهي لا أجد قبلة أرضاها.. ولا أجد في وجهي إلا وجهي.
ولكني كنت مصراً أن أصل
ورغماً عني وصلت.
وكما توقعت.. المكان مقبرة ومهجورة حتى من موتاها.. بالفعل كأنها مقبرة!!
لكل شيء وأي شيء.
وفي ناحية من نواحي هذا الخلاء الخالي .. هناك في الركن البعيد الهادر، كان هناك ما يسقي الألم في كاسات الندم.
أهو مواء قطط مريضة.. أم فحيح أفاعٍ سقيمة؟
أهذا غناء أم قرع أجراس في رأس معبد ليأتوا إليه أهله الفجرة؟
وكقطة سوداء عمياء قد ولدت قيصرياً رحت أدب في ظلام هذا الكون.
أتوكأ على ذنبي وأهش به على نفسي لأقتات فتات الموتى وبقايا الصرعى.
وأخيراً وصلت وليتني لم أصل.
وصلت على ركن صاحب الأنة الذبيحة وهو نشوان يغني كأي كلب قد أصيب بعيار ناري .
قلت له ومتى كان هذا الذبح يا شهر بار؟
ولأن صاحبي قد لفظ آخر أنفاسه منذ زمن قد غبر فقد راح يحكي لي وهو يلفظ أنفاس كل من في المكان.
قال: كان ذاك الذبح منذ عشرين سنة على ما أذكر.
والذي أذكره عن هذه المذبحة أنه كان هناك عازفاً للعود في زاوية موحشة في كازينو أكثر وحشة... كان يعزف فتخرج النغمات من عوده كقطط هاربة فاقدة الأب والأم.. جوعى.. وتائهة.
وقبالة هذا المِعواد كانت فتاة في ريعان الصبا.
دعته..
ترنّح حتى وصل إليها.. ولم يكن هناك غير مقعدها.. فسقط عند قدميها.. فتناثرت من العود النغمات والدمعات والنقود أيضاً.. نعم فقد كان صدر العود كصدر الفتاة.. مفتوحاً للعطر.. للحب... كان قابلاً للهمس.. واللمس والنقد وأشياء أخر..!
في لحظة أحبته.. وفي لحظة هام بها. وفتحت له موانئ عيون خضر وسقته من فوران نهر يحترق. وراح يبحر في يمّ الظلمات الدفاق وهو ثمل طرب.
وامتلأت كؤوس الهوى بأنين الليل المنساح... قالت له هيت لك!
قال لها:
- أنت لك الله ..وأنا لي من؟
أمرته أن يعزف لها.. لوحدها.. ففعل… فراح يعزف فتخرج القطط الجوعى من العود… ولا تعود.
وفجأة ماتت كل القطط.. أي توقّف العزف.. فلقد اختفت زليخة..
ولما أفاق العازف لم يجد البنت بنتاً ولا الليل صديقاً..
لقد خرجت حبيبته كقطة رومية بيضاء مع كلب أسود قد سدّ سواد ظلمة الليل.
ونظر في الكأس المترعة.. فعلم إنها ما أفعمت بمدام.. إنما من أحمر قان:
دمه.
قلت له:
- ها..ثم ماذا؟
ولكن لم يجبني مخلوق، لم يكن معي أحد.. فما كان صاحب القطط.. إلا أنا.
محمد عجيم
--------------------------------------------------------------------------------
وبما أنها أنتهت فها هو السؤال؟؟؟؟
ماذا فهمتمت....؟؟؟