السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
إن مما يعجب له المرء وهو يتجول في ربوع الإنترنت وهضاب مواقعها .. رؤية فئة من الناس إتخذت ( التنكيت والنكد ) شعاراً .. و ( ثقل الدم والدمامة ) سمة لهم وأخلاقاً ..
وقد يكون ذلك أمراً عادياً إذا ما أخذنا بالقول القائل : يا أمة ( ضحكت ) من جهلها الأمم .. فهذا طبع تلك الفئة المهرجة التي ما يلبث أن يقرأ القارئ مقالهم حتى يخيل له أنه يرى حلقة هزلية من مسلسل بوزو - البلياتشو ذي الأنف الأحمر - أو يرى بأم عينيه جحا القرن الحادي والعشرين !! ..
وإن المتأمل لهذه الفئة المهرجة يجد أن أي مقال لهم لايخلو من خصال إتخذوها ديدناً يسيرون عليه .. وبصمة ( وصمة ) لاتفارق مقالهم ..
فمن ذلك مثلاً :
1- إتخاذهم شيوخاً هزليين خرافيين تبركوا بفتاواهم واقتبسوا أقوالهم وكما هو معلوم إن كان رب البيت للهزل ضارباً فشيمة أهل البيت التنكيت والتهريج !! ..
2- بهم نوع من الغجرية ( الهمجية ) حيث لاتكاد تجد مقالاً لهم إلا وقد أعلوا فيه أصواتهم - مجازاً - بتكبير الخط أو تلوينه بلون فاقع مما يدلك على ضعف حيلتهم ( وفساد بضاعتهم ) وشحاذتهم الضحك بتكبير خطهم لكي يلفتون الناس .. حتى ترى الواحد منهم كأنه ( شريطي ) في حراج إبن قاسم أو كبائع خضرة في سوق يصرخ داعياً الناس لشراء أكيال خضرواته المخفضة !! ..
3- إكثارهم السجع المتصنع المتكلف الذي يفقد المقال بلاغته ويظهر للناس قبحه ( وبلاهته ) .. وماعلم أهل تلك الفئة أن صنيعهم ذلك يجمع مذمتين أولها ترادف الكلمات حيث أصبح مقالهم حشواً ( شوكاً ) يغني عنه كلمة أو كلمات ( والسكوت في حالتهم أولى وأفضل ) وثانيها تحوله لما يشبه الغناء والتوشح !! ..
4- التثاني والتكتل .. فغالباً ما تجد أهل هذه الفئة المهرجة ما يتكتلون أو يتثنون ( دويتو هزلي ) تماماً كماهما السدحان والقصبي .. أو رية وسكينة !! .. فنادراً أن تجد أحدهم قادراً على القيام بمهمته وأهدافه وحيداً .. فالشجاعة لاتعرف لديهم مكاناً ..
5- ملئهم مايكتبون بالرسوم الكارتونية مما يجعلك تشعر أنك أمام طفل تربى على توم وجيري وراهق على عدنان ولينا وقام عوده على سلاحف الننجا !! .. فتراه ينقل ما يراه في الشاشة ويعبر عنه برسمات كارتونية ..
وإن مما يزيدك تعجباً وإستغراباً .. حينما تعلم أن أهل هذه الفئة المهرجة هم أحد حالتين .. إما كهل عجوز ( أشمط ) سئمت منه الحياة وبلغ به من وحدته ونفور الناس عنه أن أصاب عقله مصاب ( إنفصام ) فظن أنه ( عادل ) إمام فأخذ بالتنكيت وثقالة الدم وكثر الكلام .. ولم يعلم أنه كان المفترض عليه ( عدل ) دماغه قبلاً !! ..
أو تجد أن يكون من بهذه الفئة طفلاً ( ياهلاً جاهلاً ) أوهنوا أهله في تربيته فتراه مقل لأدبه ( مضيعاً للعبه ) يحسب على أنه من أطفال الديجتال ( الهبلل ) فذاك مرفوع عنه القلم حتى يبلغ الحلم ..
وقد إتخذ أهل تلك الفئة المهرجة أساليب في مقالهم وردودهم ..
فمن تلك الأساليب :
1- إستخدامهم للديباج .. وكان الأولى أن يأخذوا علقة ( بالكرباج ) .. حيث شبه عليهم مانقلوه .. وأساءوا شرحه والإستشهاد به .. ولايعجب المرء من ذلك فهم يخلطون الحابل بالنابل ولايفرقون بين الفعل والفاعل !! ..
2- إكسائهم مايكتبون بالصبغة التاريخية في عصر العولمة والألفية الثالثة !! .. وكأن قارئ ذلك يخيل له أنه يعيش أسطورة من ليالي ألف ليلة وليلة أو يعيش فصلاً من فصول كليلة ودمنة وكل ذلك إيهام مغرض لمحاولة إستغلال تراث الأمة في أهدافهم التكتيكية ( التنكيتية ) ..
3- إكساء بعضهم الآخر مقاله برائحة مسلسل ( طاش ما طاش ) ويكاد مايسطره أن ( ينحاش ) لسوء الأسلوب وكثر العيوب .. وغالباً من يسلك هذا الأسلوب تجده ينتقد أهل الدين والصلاح تماماً كما هو مسلسل طاش ما طاش .. فيا عجباً ممن توافقت عقولهم وأفكارهم وأساليبهم وأهدافهم ..
والمضطلع على بعض الكتابات سيعلم أن هناك خطاً رفيعاً ورقيقاً بين الكاتب والمهرج كما هو الحال بين الخط الرفيع الرقيق بين العبقرية والجنون !! .. فما أسهل أن يتحول الكاتب إلى مهرج ( كما هم أهل الفئة التي نتحدث عنها ) وذك لأسباب شتى .. فبعضهم يبحثون عن ( رضا ) الجمهور فيقفزون ويؤدون الأدوار كلها لكسب وده ولو كان على فرية أو مذمة !! ..
ختاماً .. هذه صورة من حياة أحد المهرجين يحكي فيها ألمه وحزنه .. علها تنفع في هداية أحد المهرجين الذين إحتلوا منتدياتنا !! ..
-----------------------------
وحيداً بقيت في خيمة السيرك ..
بعد إنتهاء العرض .. وسكون المكان ..
جلست وحيداً .. بعد أن ألقيت ثوب الضحك ..
وإرتديت ثوب الحزن .. ذاك الثوب اللعين ..
وبعد هدير الجماهير .. وتصفيقهم الصاخب المربك ..
فجأة انتهى كل شئ .. الرقص والضحك وحل السكون ..
خلعت ثوب البهرجة والفرح وحل الظلام الحالك ..
وحل ذاك السكون القاتل .. كلهم رحلوا وبقيت وحيداً في صالة السيرك ..
فجأة توقف أمامي الزمان .. لا أعلم كيف كنت أرسم الإبتسامة بفمي المجنون ..
لا أعلم كيف كنت أسحر الجماهير في خيمة السيرك تلك ..
وأنا محطم القلب .. وغارق في الشجون ..
مهرج أنا .. نسيت طعم الضحك ..
يا للقدر .. ويا للعبة الأزمان ..
مهرج أنا .. ذقت مرارة الأيام تلك ..
مهرج أنا .. وسأبقى كذلك رغم الأحزان ..
-----------------------------
وكتبه رضا .. دمتم بخير ..