(أبو عيون) ..مدير شركة كبرى تضم آلاف الموظفين مع تفوق واضح للعنصر الرجالي (الخشن) وهذا الأمر يشغله كثيرا حيث أنه يسعى دائما لزيادة العنصر النسائي وجعل شركته (حريمية ) مائة بالمائة !!
كلما تقدمت موظفة جديدة للعمل في شركته تأتيها نصف الموافقة أما النصف الثاني فيتم بعد مقابلتها حتى يطمئن قلبه بأنها موظفة جميلة (وآخر عسل) ..بغض النظر عن شهادتها ومؤهلاتها .. والغريب أنه لايمر يوم واحد الا ويطلب اجتماعا مع الموظفات ويصطنع الحجج فقط للالتقاء بهن وتبادل الأحاديث والتي لا تخرج عن المواضيع المنشورة في المجلات النسائية وأخبار الفن وآخر صيحات الموضة والعطورات الجديدة ..كما لا ينسى أن يطلب من بيته كل يوم أن يعدو له أطباقا منوعة من المأكولات للافطار مع موظفاته فقط..أما الموظفين الرجال فعليهم شراء شندويتشات الفلافل والحمص والكيما من كافتيريا الشركة وعلى حسابهم الخاص..!! مساكين فعلا..
ذات يوم رفع سماعة الهاتف غاضبا وطلب من مسؤول مكتبه أن يخبر بعض الموظفات ( المقربات اليه) بالحضور فورا لاجتماع عاجل ولكن الأخير أبلغة بأن الأولى وضعت مولودا وبالتالي ستكون في اجازة وضع لمدة أربعين يوما ، أما الثانية فهي مريضة الأمر الذي يستدعى جلوسها في البيت لعدة ايام ، والثالثة خرجت للبحث عن فستان لأن عرس أختها قد شارف..والرابعة تستعد لاستقبال ضيوفها للغداء..والخامسة ذهبت لتقديم فحص القيادة بعد رسوبها عشرين مرة..أما السادسة فلايعرف سبب تغيبها ولكنه سمعها تقول لشخص ما ( ..سنلتقي وراء البناية )!! فتأفف المدير من هذا اليوم المشؤوم ..لأن مفاجأته لهن قد (تفركشت) ..والهدايا التي أعدها ( طاحت في كبده) ..ثم طلب من مسؤول مكتبه أن يوافيه ببيانات عن نسبة الموظفين الرجال والنساء..فكانت الصدمة الثانية عندما علم أن نسبة الرجال قد تضاعفت الى 80% فاستشاط غضبا وأرغى وأزبد لأن هذا الأمر مخالف لسياسة الشركة وهدده بالويل والثبور وعظائم الأمور اذا لم يخفض هذه النسبة الى أقل درجاتها ..ثم صرخ في وجهه قائلا..( ماأبا اشوف في المؤسسة غير الحريم..بسرعة نفذ التعليمات وجدامك شهر)!!
أحس مسؤول المكتب بالورطة التي حلت على رأسه ولكنه سعى الى تنفيذ التعليمات حرفيا وبالفعل تمكن خلال المدة المحددة من مسح آخر أثر لموظف (رجل) ..حتى الفراشين لم يرحمهم فأنهى خدماتهم واستبدلهم بمجموعة من العاملات الآسيويات اللاتي سبق لهن العمل في الكافتيريات والمقاهي..وبهذا استطاع أن ينجو بجلده ويحقق رغبة المدير العام ..فدخل عليه المكتب وقال له :
( نجحت ياسيدي في الامتحان الذي اختبرتني فيه ..وأنجزت ماطلبته مني بكل دقة فلم يبق في الشركة سوى النساء فقط..!!) فطار المدير من مكتبه فرحا كما هو الحال عندما يسمع عن أرباح التي نزلت على شركته..بل انه كان أسعد من ذلك..فوضع يده في درج المكتب وأخرج ظرفا منتفخا واعطاه لمسؤول مكتبه الذي سال لعابه وبدأ يفكر في مكافأة الانجاز الذي حققه..فانسحب بخجل..شاكرا مديره على هذا التقدير الذي لم يحظ به من قبل...وما أن جلس على مكتبه وفتح الظرف حتى وجد ورقة كتب فيها : ( لقد حققت أمرا جبارا لم أتوقعه من شخص مثلك .. لذلك أحببت أن اكافئك على اخلاصك بانهاء خدماتك حتى تكون آخر الرجال (المفنشين )!!
(عيسى - الامارات)