باحث: الامارات مرشحة لزلزال بقوة 6,5 سيؤدي لتصدعات بمبانيها
"الشارقة" أكثر من سيتأثر به
الإماراتيون شعروا بآثار الهزة التي ضربت جزيرة إيرانية في الخليج
رجح متخصص في شؤون الزلازل تعرض دولة الامارات العربية المتحدة الى زلزال مؤثر بقوة 6,5 على مقياس ريختر في الفترة المقبلة بفعل حركة الصفائح الأرضية التي تسببت في حدوث زلزال جزيرة "قشم" في جنوب ايران الأحد 27-11-2005م, ما سيثير موجة من الخوف والهلع في إمارتي "الشارقة" و"دبي" اللتين تقعان بالقرب من مركز الزلزال المنتظر.
وكشف المشرف على مركز الدراسات الزلزالية في السعودية الدكتور عبدالله العمري أن مركز الهزة الأرضية التي شعر بها سكان الامارات الشمالية بالأمس لم يكن يبعد عن إمارة الشارقة أكثر من 100 كيلو متر ما جعل سكان الشارقة ودبي يشعرون بقوة الهزة خصوصاً الذين يقطنون البنايات المرتفعة.
ونفى العمري في تصريحات لـ "العربية.نت" أن تكون الامارات بعيدة عن دائرة الزلازل بحسب ما ذكرته وسائل اعلامها المحلية عقب الهزة التي تعرضت لها البلاد أمس: "الامارات مرشحة لزلزال مقبل وفق الدراسات والابحاث التي نمتلكها في مركز الدراسات الزلزالية في جامعة الملك سعود.. قمت شخصياً بالاشراف على أبحاث تؤكد أن حركة القشرة الأرضية في طريقها الى أن تتسبب في زلزال سيشعر بقوته سكان الامارات ومن شأنه أن يثير الهلع والخوف خصوصاً بين الذين يقطنون أبراج دبي الشاهقة.. ابحاثنا تؤكد أن مركز الهزة المقبل سيكون في مياه مضيق هرمز وسيمتد تأثيره الى مناطق الامارات الشمالية وأجزاء من سلطنة عمان".
وأضاف: "هناك من حاول ارسال تطمينات الى سكان دولة الامارات من خلال بث معلومات خاطئة عن عدم قرب البلاد من الدوائر الزلزالية واستبعاد تعرضها الى خطر الهزات الأرضية, وكان الأجدر كشف الحقيقة للسكان الى جانب توعيتهم بالطريقة المثلى للتصرف في حال حدوث هزة أرضية بدلاً عن التصرف بعشوائية ما قد يتسبب في اصابات نتيجة سوء التصرف وغياب الوعي.. الامارات ليست حديثة عهد بالزلازل, ورصدنا قبل نحو عامين هزة أرضية بقوة 4,9 على مقياس ريختر مركزها منطقة مسافي شمال البلاد وشعر السكان حينها بقوة الهزة نتيجة التكوين الصخري للمنطقة, خصوصاً أن سكان المناطق الجبلية عادة ما يشعرون أكثر من غيرهم بقوة الهزات الأرضية".
وأرجع العمري توقعاته بحدوث الزلزال المقبل الى دراسات تناولت الجوانب التاريخية والمؤثرات الحالية التي تسببت في الزلازل القريبة: "توقعاتنا بتعرض الامارات الى زلزال مؤثر جاءت عقب دراسات وأبحاث أجريت على مدى سنوات تضمنت حسابات أخذت في الاعتبار الزلازل التي تعرضت لها المنطقة على مدى التاريخ والهزات التي حدثت أخيراً بالقرب من الخليج في باكستان وايران, فضلاً عن حساب مقدار الحركة الأرضية وطبيعة التربة المكونة لأراضي الامارات".
وأضاف: "ما سيحدث تحديداً هو ارتطام بين الصفيحة اليوراسية (الايرانية) والصفيحة العربية يؤدي الى حدوث زلزال مركزه في الخليج العربي بالقرب من مضيق هرمز وبقوة 6,5 على مقياس ريختر, وسيمتد تأثيره بالدرجة الأولى الى إمارة الشارقة التي سيشعر سكانها بهزة قوية ستثير الهلع والخوف لأنها ستطول بالقدر الذي يجعل الناس يشعرون بهزة مخيفة.. هناك مناطق جبلية حدودية بين الامارات (تابعة لامارة الشارقة) وسلطنة عمان سيتأثر سكانها بقوة الزلزال بدرجة تفوق المناطق الاخرى.. علما أن الزلزال الذي ضرب إيران أخيرا جاء نتيجةً لارتطام الصفيحة الهندية بجارتها اليوراسية، وهذه الأخيرة تتوسط الصفيحتين الهندية والعربية".
وعن احتمال أن يتسبب الزلزال في تدمير المباني العالية وإحداث خسائر كبيرة قال العمري: "لن يتسبب الزلزال في حال حدوثه في انهيار المباني العالية -رغم قوته- لكنه سيؤدي الى تصدعات واضحة في المباني وخصوصاً الأبراج الشاهقة.. الزلزال المدمر عادة ما تزيد شدته عن 7 درجات بمقياس ريختر وهو ما لا يمكن الجزم بحدوثه ولا يوجد لدينا دليل على امكانية تعرض المنطقة الى هزة تفوق 6,5 على المقياس نفسه.. أعتقد أن عدم توفر المعايير الزلزالية في تشييد البنايات في الامارات سيزيد من تأثر المباني وتضررها عقب حدوث الهزة الأرضية".
وطالب الدكتور عبدالله العمري الحكومة الاماراتية بانشاء مراكز متخصصة في رصد الزلازل للتنبؤ مبكرا بامكانية حدوثها لتجنب الاخطار التي قد تسببها في حال تعرض البلاد الى هزة أرضية, بعدما برهنت الهزة الأخيرة الى أن هناك غياباً للمعلومات في مجال الزلازل: "ليست هناك شبكة رصد في الامارات بخلاف مركز صغير تابع للجامعة الأميركية في الشارقة, ورصد الزلازل حالياً يعتمد على المراكز المتخصصة في السعودية وعمان.. الامارات استضافت كثيراً من المؤتمرات المتخصصة في بحوث ودراسات الزلازل في الشارقة والعين لكنها بحاجة الى مركز للتنبؤ ورصد الزلازل".