عندما من الله على الملك عبدالعزيز رحمه الله بتوحيد بلادنا لم يكتب اسمه ولا اسم والده أو أسرته الكريمة على رايته التي حملها طوال فترة التوحيد، بل تشرف وشرف بلاده بوضع كلمة (لا إله إلا الله، محمد رسول الله).
فنبينا صلى الله عليه وسلم بالنسبة له ولأبنائه ولمواطني هذه البلد الصادقين يعني أكثر من الثوابت الوطنية.. إنه الهوية الكبرى.. إنه ركن من أركان الإيمان، وهم يعتبرونه من الخطوط الحمراء التي لا يجوز تجاوزها أو النيل منها، لكن فئة تدعي الوطنية وتتاجر بها. تغير جلدها عندما تبدأ القبض بعملة أخرى.
على قناة أمريكية رسمية أسست لتحسين صورة أمريكا في عالمنا العربي والإسلامي ارتكب الأمريكيون خطأ جسيماً، فبدلاً من تجميل التشوهات في وجه أمريكا، أو على الأقل إبراز الجميل الفاتن والرائع الذي افتقدناه طويلاً.. بدلاً من ذلك تم تشويه الجميل وترك القبيح على يد إدارة رخيصة لقناة (الحرة) توظف عمالة أرخص للطعن في الإسلام، لقد تم لعن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في برنامج نسوي **** ذي اتجاه واحد، هو اتجاه المعاداة لكل ما يمت للإسلام بصلة في علاقته بالمرأة، قام ابرنامج باستقبال ساقطة مغربية تقول: (م ل عون يا سيدتي من قال عنك: من ضلع أعوج خرجت، م ل عون يا سيدتي من أسماك علامة على الرضى بالصمت) وعندما طلب منها التصريح باسم من تعني بهذه العبارة تأتأت وتلعثمت وأسقط في يدها. أتدرون من أنقذها وخلصها من حرجها وبرر لها جرمها؟ شيء محير. لا المذيعة التونسية ولا المصرية قامت بذلك، بل مذيعة من بلادنا، أدركت ورطتها فنقلت السؤال بسرعة إلى ضيفة أخرى قائلة: من له حق تفسير النص الشعري..؟
أي نص شعري هذا؟ إنه نظم مباشر ومفضوح وصريح ولا تحتمل حروفه أي إيحاء أو معنى غير كلماته المباشرة.. أيتها المذيعة، بدلاً من أن تدافعي عن نبيك صلى الله عليه وسلم تبررين للساقطة أم أن محمداً بالنسبة لك هو إمام (الرجعيين) كما تصفينهم دائماً، ماذا عنه وهو من ثوابت وطنك، أم أن الوطن وثوابته لا قيمة له عند من يقبض بالدولار، فليذهب الوطن إلى الجحيم.
إنه رسول الله.. إنه سيد البشر وإمام الهدى، إنه محمد بن عبدالله يا قناة الحرة الذي يصف المسيح بأنه أخوه.. ويصف أمة بالكاملة وسيدة نساء الدنيا والآخرة، ويفضلها على نساء المسلمين.. ويسمي إحدى سور القرآن (مريم) لم يسمها فاطمة ولا خديجة ولا عائشة. لا غرابة أن تقبع (الحرة) في ذيل القنوات الإخبارية في آخر الاستطلاعات ما دام بعض العاملين بها يعمدون إلى تشويه ما بقي لأمريكا من جمال، وينسفون مبادراتنا لحوار الأديان، لكن الغرابة واللوم يقعان على إدارتي القمرين العربيين: نايل سات وعرب سات، لذا أقول لهما: (هل انتقلنا من موجة التتفيه والسحر إلى مرحلة لعن نبينا عليه السلام) إنني أرى المسؤولية لا تقع على إدارات القنوات بقدر ما تقع على إدارتي القمرين. أسأل الله الهداية لنا ولأولئك المذيعات فنبينا صلى الله عليه وسلم لا يستحق هذا الحجود من نساء ينتسبن للإسلام.
المصدر:
جريدة الرياض : ما هذا يا قناة الحرة!!
http://www.alriyadh.com/2008/10/24/article382838.html