سورة الزلزلة - تذكير كل شخص ماذا يفعل بحياته
سورة الزلزلة - سورة 99 - عدد آياتها 8
مقدمة تفسير سورة إذا زلزلت بسم الله الرحمن الرحيم سورة إذا زلزلت وهي مكية-فضائل إذا زلزلت-قال الإمام أحمد « 2/169 » حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا سعيد حدثنا عياش بن عباس عن عيسى بن هلال الصدفي عن عبد الله بن عمرو قال أتى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال أقرئني يا رسول الله قال له اقرأ ثلاثا من ذوات الراء فقال له الرجل كبر سني واستد قلبي وغلظ لساني قال فاقرأمن ذوات حم فقال مثل مقالته الأولى فقال اقرأ ثلاثا من المسبحات فقال مثل مقالته فقال الرجل ولكن أقرئني يا رسول الله سورة جامعة فأقرأه « إذا زلزلت الأرض زلزالها » حتى إذا فرغ منها قال الرجل والذي بعثك بالحق نبيا لا أزيد عليها أبدا ثم أدبر الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلح الرويجل أفلح الرويجل ثم قال علي به فجاءه فقال له أمرت بيوم الأضحى جعله الله عيدا لهذه الأمة فقال له الرجل أرأيت إن لم أجد إلا منيحة أنثى فأضحي بها قال لا ولكن تأخذ من شعرك وتقلم أظافرك وتقص شاربك وتحلق عانتك فذلك تمام أضحيتك عند الله عز وجل وأخرجه أبو داود « 1399 » والنسائي « عمل 716 » من حديث أبي عبد الرحمن المقرئ به وقال الترمذي حدثنا محمد بن موسى الحرشي البصري حدثنا الحسن بن سلم بن صالح العجلي حدثنا ثابت البناني عن أنس قال قال قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم من قرأ إذا زلزلت عدلت له بنصف القرآن ثم قال هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الحسن بن سلم وقد رواه البزار عن محمد بن موسى الحرشي عن الحسن بن سلم عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن وإذا زلزلت تعدل ربع القرآن هذا لفظه وقال الترمذي أيضا « 2894 » حدثنا علي بن حجر حدثنا يزيد بن هارون حدثنا يمان بن المغيرة العنزي حدثنا عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذازلزلت تعدل نصف القرآن وقل هو الله أحد ثلث القرآن وقل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن ثم قال غريب لا نعرفه إلا من حديث يمان بن المغيرة وقال أيضا « 2895 » حدثنا عقبة بن مكرم العمي البصري حدثني ابن أبي فديك أخبرني سلمة بن وردان عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل من اصحابه هل تزوجت يافلان قال لا والله يا رسول الله ولا عندي ما أتزوج قال أليس مع قل هو الله أحد قال بلى قال ثلث القرآن قال أليس معك إذا جاء نصر الله والفتح قال بلى قال ربع القرآن قال أليس معك قل يا أيها الكافرون قال بلى قال ربع القرآن قال أليس معك إذا زلزلت الأرض قال بلى قال ربع القرآن تزوج ثم قال هذا حديث حسن تفرد بهن ثلاثتهن الترمذي ولم يروهن غيره من أصحاب الكتب-قال ابن عباس « إذا زلزلت الأرض زلزالها » أي تحركت من اسفلها « وأخرجت الأرض أثقالها » يعني ألقت مافيها من الموتى قاله غير واحد من السلف وهذه كقوله تعالى « يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم » وكقوله « وإذا الأرض مدت وألقت ما فيها وتخلت » وقال مسلم في صحيحه « 1013 » حدثنا واصل بن عبد الأعلى حدثنا محمد بن فضيل عن أبيه عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تقيء الأرض أفلاذ أكبادها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة فيجيء القاتل فيقول في هذا قتلت ويجيء القاطع فيقول في هذا قطعت رحمي ويجيء السارق فيقول في هذا قطعت يدي ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئا وقوله عز وجل « وقال الإنسان ما لها » أي استنكر أمرها بعدما كانت قارة ساكنة ثابتة وهو مستقر على ظهرها أي تقلبت الحال فصارت متحركة مضطربة قد جاءها من أمر الله تعالى ما قد أعده لها من الزلزال الذي لامحيد لها عنه ثم ألقت ما في بطنها من الأموات الأولين والآخرين استنكر الناس أمرها وتبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار وقوله تعالى « يومئذ تحدث أخبارها » أي تحدث بما عمل العاملون على ظهرها قال الإمام أحمد « 2/374 » حدثنا إبراهيم حدثنا ابن المبارك وقال الترمذي « 3353 » وأبو عبد الرحمن النسائي « 11693 » واللفظ له حدثنا سويد بن نصر أخبرنا عبد الله هو ابن المبارك عن سعيد بن أبي أيوب عن يحيى بن أبي سليمان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية « يومئذ تحدث أخبارها » قال أتدرون ما أخبارها قالوا الله ورسوله أعلم قال فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد أو أمة بما عمل على ظهرها أن تقول عمل كذا وكذا ويوم كذا وكذا فهذه أخبارها ثم قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح غريب وفي معجم الطبراني « كبير 5/4596 » من حديث ابن لهيعة حدثني الحارث بن يزيد سمع ربيعة الجرشي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تحفظوا من الأرض فإنها أمكم وإنه ليس من أحد عامل عليها خيرا أو شرا إلا وهي مخبرة وقوله تعالى « بأن ربك أوحى لها » قال البخاري أوحى لها وأوحى إليها ووحى لها ووحى إليها واحد وكذا قال ابن عباس أوحى لها أي أوحى إليها والطاهر أن هذا مضمن بمعنى أذن لها وقال شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس « يومئذ تحدث أخبارها » قال قال لها ربها قولي فقالت وقال مجاهد أوحى لها أي أمرها وقال القرطبي أمرها أن تنشق عنهم وقوله تعالى « يومئذ يصدر الناس أشتاتا » أي يرجعون عن موقف الحساب أشتاتا أي أنواعا مابين شقي وسعيد ومأمور به إلى الجنة ومأمور به إلى النار قال ابن جريج يتصدعون أشتاتا فلا يجتمعون آخر ماعليهم وقال السدي أشتاتا فرقا وقوله تعالى « ليروا أعمالهم » أي ليعملوا ويجازوا بما عملوه في الدنيا من خير وشر ولهذا قال « فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره » قال البخاري « 4962 » حدثنا إسماعيل بن عبد الله حدثني مالك عنزيد بن أسلم عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الخيل لثلاثة لرجل أجر ولرجل ستر وعلى رجل وزر فأما الذي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله فأطال طيلها في مرج أو روضة فما أصابت في طيلها ذلك في المرج والروضة كان له حسنات ولو أنها قطعت طيلها فاستنت شرفا أو شرفين كانت آثارها وأرواثها حسنات له ولو أنها مرت بنهر فشربت منه ولم يرد أن تسقى به كان ذلك حسنات له وهي لذلك الرجل أجر ورجل ربطها تغنيا وتعطفا ولم ينس حق الله في رقابها ولاظهورها فهي له ستر ورجل ربطها فخرا و رياءا و نواء فهي على ذلك وزر فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحمر فقال ما أنزل الله فيها شيئا إلا هذه الآية الفاذة الجامعة « فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره » ورواه مسلم « 987 » من حديث زيد بن أسلم به وقال الإمام أحمد « 5/59 » حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا جرير بن حازم حدثنا الحسن عن صعصعة بن معاوية عم الفرزدق أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه « فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره » قال حسبي لا أبالي أن لا أسمع غيرها وهكذا رواه النسائي في تفسيره « 11694 » عن إبراهيم بن يونس بن محمد المؤدب عن أبيه عن جرير بن حازم عن الحسن البصري قال حدثنا صعصعة عم الفرزدق فذكره وفي صحيح البخاري « 7512 » عن عدي مرفوعا اتقوا النار ولو بشق تمرة ولو بكلمة طيبة وله أيضا في الصحيح « م 2626 » لاتحقرن من المعروف شيئا ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منبسط وفي الصحيح أيضا « خ2566 م 1030 » يامعشر المسلمات المؤمنات لا تحتقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة يعني ظلفها وفي الحديث الآخر ردوا السائل ولو بظلف محرق وقال الإمام أحمد « 6/79 » حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا عائشة استتري من النار ولو بشق تمرة فإنها تسد من الجائع مسدها من الشبعان تفرد به أحمد وروي عن عائشة أنها تصدقت بعنبة وقالت كم فيها من مثقال ذرة وقال الإمام أحمد « 6/151 » حدثنا أبو عامر حدثنا سعيد بن مسلم سمعت عامر بن عبد الله بن الزبير حدثني عوف بن الحارث بن الطفيل أن عائشة أخبرته أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول يا عائشة إياك ومحقرات الذنوب فإن لها من الله طالبا ورواه النسائي « كبرى تحفة 12/17425 » وابن ماجة « 4243 » من حديث سعيدبن مسلم بن بانك به وقال ابن جرير حدثني أبو الخطاب الحساني حدثنا الهيثم بن الربيع حدثنا سماك بن عطية عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس قال كان أبو بكر يأكل مع النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية « فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره » فرفع أبو بكر يدة وقال يا رسول الله إني أجزي بما عملت من مثقال ذرة من شر فقال يا أبا بكر مارأيت في الدنيا مما تكره فبمثاقيل ذر الشر ويدخر الله لك مثاقيل ذر الخير حتى توفاه يوم القيامة ورواه ابن أبي حاتم عن أبيه عن أبي الخطاب به ثم قال ابن جرير حدثنا ابن بشار حدثنا عبد الوهاب حدثنا أيوب قال في كتاب أبي قلابة عن أبي إدريس أن أبا بكر كان يأكل مع النبي صلى الله عليه وسلم فذكره ورواه أيضا عن يعقوب عن ابن علية عن أيوب عن أبي قلابة أن أبا بكر وذكره « طريق أخرى » قال ابن جرير حدثني يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أخبرني حيي بن عبد الله عن أبي الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال نزلت « أذا زلزلت الأرض زلزالها » وأبو بكر الصديق رضي الله عنه قاعد فبكى حين أنزلت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مايبكيك يا أبا بكر قال يبكيني هذه السورة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا أنكم تخطئون وتذنبون فيغفر الله لكم لخلق الله أمة يخطئون ويذنبون فيغفر لهم « حديث آخر » قال ابن أبي حاتم حدثنا أبو زرعة وعلي بن عبد الرحمن بن « محمد بن » المغيرة المعروف بعلان المصري قالا حدثنا عمرو بن خالد الحراني حدثنا ابن لهيعة أخبرني هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال لما أنزلت « فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره » قلت يا رسول الله إني لراء عملي قال نعم قلت تلك الكبار الكبار قال نعم قلت الصغار الصغار قال نعم قلت واثكل أمي قال أبشر يا أبا سعيد فإن الحسنة بعشر أمثالها يعني إلى سبعمائة ضعف ويضاعف الله لمن يشاء والسيئة بمثلها أو يعفو الله ولن ينجو أحد منكم بعمله قلت ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منهبرحمة قال أبو زرعة لم يرو هذا غير ابن لهيعة وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو زرعة حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكر حدثني ابن لهيعة حدثني عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير في قول الله « فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره » وذلك لما نزلت هذه الآية « ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا » كان المسلمون يرون أنهم لا يؤجرون على الشيء القليل إذا أعطوه فيجيء المسكين إلى أبوابهم فيستقلون أن يعطوه التمرة والكسرة والجوزة ونحو ذلك فيردونه ويقولون ما هذا بشيء إنما نؤجر على ما نعطي ونحن نحبه وكان آخرون يرون أنهم لا يلامون على الذنب اليسير الكذبة والنظرة والغيبة وأشباه ذلك ويقولون إنما وعد الله النار على الكبائر فرغبهم في القليل من الخير أن يعملوه فإنه يوشك أن يكثر وحذرهم اليسير من الشر فإنه يوشك أن يكثر فنزلت « فمن يعمل مثقال ذرة » يعني وزن أصغر النمل « خيرا يره » يعني في كتابه ويسره ذلك قال يكتب لكل بر وفاجر بكل سيئة سيئة واحدة وبكل حسنة عشر حسنات فإذا كان يوم القيامة ضاعف الله حسنات المؤمنين أيضا بكل واحدة عشرا ويمحو عنه بكل حسنة عشر سيئات فمن زادت حسناته على سيئاته مثقال ذرة دخل الجنة وقال الإمام أحمد « 1/402 » حدثنا سليمان بن داود « الطيالسي 400 » حدثنا عمران عن قتادة عن عبد ربه عن أبي عياض عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه وأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ضرب لهن مثلا كمثل قوم نزلوا أرض فلاة فحضر صنيع القوم فجعل الرجل ينطلق فيجيء بالعود والرجل يجيء بالعود حتى جمعوا سوادا وأججوا نارا وأنضجوا ما قذفوا فيها
تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
لسماع السورة
http://www.00a00.com/files/1_msgcg/dosri_zalzalah.ram
__________________
شــركـة مــانـج شـــات - متخصصون بالدردشات
WwW.ManeGChaT.CoM
استضافة الدردشة الكتابية / الصوتية
الدعم الفني و الماسينجر
Support@ManegChat.com
الاستضافة المجانية
www.201MB.com