الخوف مازال يحاصرها .. يرسم سياجا يقيدها .. يجعلها تخاف من الذين
حولها .. اصبحت تائهة تبحث عن مأوى يقيها زخات الرصاص الملقاة على
رأسها .. كان كل شئ حولها يشي بالقتامة .. لم يكن المستقبل يحي بأنه
سيأتي بالافضل .. كانت خيوط الماضي تمتد لتصنع شبكة خيوطها تتجه الى
الأمام .. وافقها يخترق ذاكرة الماضي .. انها ترى كل شئ ! ..
تذكر المشاجرة .. تسمع ذلك الصراخ الكريه .. لم تكره امها وابوها في ذلك
الوقت .. بل كرهت نفسها تمنت لو لم تلتقي امها واباها ابدا ..
تمنت لو كانت معزوفة جميلة او حتى تفاحة في يد طفل يستمتع بها !
اين انت يا ابي .. اني اعلم بأنك قوي جدا جدا .. اقوى من القوة .. لم
سقطت .. ! لماذا توقفت عن النبظ .. كنت اعتقد ان قلبي فقط هو الذي
يتعذب .. لم اكن اعلم بأن قلبك يحتوى كل تلك الشروخ ..
ابي ابتسامتك وانت في الغيبوبة لم تكن توحي بالموت .. اريد ان اموت
لأراك ابي .. لماذا ذهبت .. لماذا تركتني ..
نعم امي مازالت بجانبي .. تحبني هي وتخاف علي .. ولكني استمد حياتي من
نظراتك .. من حنانك .. من رقتك .. من قال ان الأم ينبوع الحنان ...
بل انت فيض وبحر من الحنان .. تعلمت الحنان منك واحببت الدنيا لأجلك ..
احببت نفسي لأجلك .. لأجل اني املك تلك النظرات .. كنت احسد نفسي .. ارثي
الجميع لأنهم لايملكون ابا مثلك .. والآن اصبحت مثلهم .. وحيدة ..
ومسكينة ..