مداخلة ....
أخوتي الأعزاء ...
صباح الخير ....
شاركتكم القراءة هنا ...
وحاولت أن أفهم الطرح المتوفر ...
ولكنني لم أستطع ...
أتعلمون لماذا ...؟؟
لأن نظرية التسليم هذه بهكذا بساطة ليست سهلة ولا مستساغة ...
والقصة المنشورة نقلا عن جنرال ما في مكان ما يدعي أنه ينتمي إلى الجيش العراقي غير قابلة للهضم ...دعوني أوضح لماذا ...؟
أولا :
يدعي المتحدث أنه (ضابط كبير في الحرس الجمهوري العراقي ) وبرتبة جنرال فلنفترض أن التحريف الأجنبي للرتبة من المصدر ونتابع قوله ( في ملجئه الذي يختفي فيه منذ أول أمس ) ... والحقيقة هنا أن هذه المعلومات تنافي كل المصادر الأخرى التي ذكرت أن إختفاء القيادات العراقية كلها تم في ليلة الثلاثاء وقبل صباح الأربعاء . والتأكيدات هنا من شهود عيان أعرف بعضهم من المتطوعين في الفدائيين العرب .
بالإضافة إلى السؤال الذي يطرح نفسه بغباء .. مما يخاف هذا الرجل ..؟ لقد ذهب صدام فلما لا يعلن عن إسمه ..؟ هل يخاف الأمريكان ..؟ حتى لو إفترضنا أنه خائف منهم جدلا ... ألن تنتشر قصته هذه عن طريق أهل داره وأصدقائه ...؟ إذا لماذا ننتظر هذا الصحفي الشجاع لكي يكون أول من يعرف قصة إحتار في سرها الملايين العراقية المتبقية في البلد ...!!! وسؤال أخر يطرح نفسه على إستحياء .. أكان الوحيد من هذه الرتبة الناجي ..!!؟؟ طبعا بالنسبة للأخوة الغير عارفين بشؤون الجيش العراقي ... الرتب العليا هناك خير من الله ...عادي ألوية وعمداء وضباط ركن وفريق أول مكوم مثل البلح بالبصرة ... أين هم ؟ أم أنهم ما وجدوا في نفسهم شجاعة هذا المراسل ليتكلموا ...
أم أنهم ماتو جميعا ولم يبقى سوى هذا ... !!!
ثانيا :
(صدام حسين برفقة تسعة عشر وزيراً وعائلاتهم حُملوا من العاصمة العراقية بغداد بكل عناية كالدر المكنون بطائرات حربية أمريكية إلى منفاهم الاختياري .) منذ متى يهتم صدام حسين بوزرائه أو رجال دولته ، لقد كان دأبه أن يبدلهم دوما كما لو كانوا مفارش للطاولات ، وهناك بعضهم كان يدير عدة وزارات لأن صدام كان قد أقال الوزراء الأخرين لمجرد أنهم لم يعجبوه في أدائهم .
ثالثا :
(أرفع كتيبة عسكرية من الحرس الجمهوري و أكبرها عتاداً و تسليحاً بتعداد 3500 جندي و ضابط ، تصدر إليها أوامر ( سريّة للغاية ) في ساعة و توقيت محددّين
لإعادة الانتشار جنوب العاصمة لتتمركز في مكان آخر على وجه السرعة ..
و نفذ الجنود الأبطال الأوامر بكل دقة و في التوقيت المحدد ، فهذه الأوامر صادرة عن القيادة العليا ، و لم يكن يعلم بهذا الأمر سوى الرئيس و اثنان من الوزراء فقط .
و لكن في نفس التوقيت ، كانت طائرات العدو الأمريكي تحصد هذه الكتيبة كاملة عن بُكرة أبيها و كأنها على موعد لهذا اللقاء ... ) على فكرة .. هذا الرجل عنده معلومات خاطئة عن تشكيلات الجيش العراقي .... فهذا الرقم ليس هو الرقم الصحيح لتشكيلات الجيش العراقي بالنسبة لكتائب الحرس الجمهوري ... وأي قاريء سيلاحظ المهزلة في هذه المعلومات المنقوصة من مصدر يفترض به الدقة في مجال الإختصاص ... (راجع هذه الوصلة للحصول على تفاصيل بخصوص الجيش العراقي ) ومن ثم يدعي أنها أبيدت بالكامل دونما مقاومة ودون أن تطلق طلقةواحدة ... ودون أن تدري أن تحركها مكشوف ...؟ غريبة .. لما يشعرني هذا بأنها قطيع من الأغنام لا وحدات خاصة من المغاوير المدربين على مواجهة كاف المواقف ...!!!
رابعا :
(ثلاثة سراديب استراتيجية ، تم حفرها خلال الأشهر الأخيرة لتأمين الخروج و الدخول إلى بغداد تحت وطأة أي حصار أمريكي منتظر لتأمين الإمدادات و العون ، تصل رسوماتها و إحداثياتها إلى
قيادة الجيش الأمريكي لنجد الجنود و المجندات لأمريكيين أول من يستخدم هذه السراديب العسكرية السريّة للدخول إلى قلب بغداد ، و كذلك للسيطرة على معسكر الرشيد .) بخصوص هذه السراديب ... أولا أي شخص سكن بغداد طوال السنين الخمسة الأخيرة لابد أن يكون قد سمع عن شبكة الأنفاق والسراديب العملاقة الممتدة تحت العاصمة والتي تم العمل عليها منذ عام 1982 وليس منذ شهور ...!! الإشاعات كثيرة بهذه الخصوص ولكن لا أحد يسأل ..لأنها ضمن شؤون الدولة ...
والكل يعلم أنها من أسرار بغداد التي قضى البعض عشرات السنين وراء القضبان لمجرد أنه سأل عنها ..!! ولكن أن يقال أن القوات الأمريكية إستخدمت بعضها لدخول بغداد .. فهذه نكتة حقا ...!! فهذه القوات لاتخاطر بأستخدام ممر تحت الأرض لاتعلم ماذا ينتظرها في الجهة الأخرى ..بالإضافة إلى أن الجيش العراقي ليس بهذه الحماقة أن يعبر الأمريكيون مسافة 60 كم التي تفصل نقطة تواجدهم إلى معسكر الرشيد دون أن يشعر أصحاب السراديب بذلك ..!! وإلا لكنا نشاهد جزء من أفلام رامبو وبطولات هوليوود ونحن غير شاعرين بذلك .
خامسا :
(المتطوعون العرب بتعدادهم 6000 متطوع تم تقديمهم كهدية و لقمة سائغة للجيش الأمريكي على طبق من ذهب .) وهذا ما نفاه الأخوة من المتطوعين الذين إستطعت الإتصال بهم في الحدود الأردنية والسورية فور وصولهم . لقد أخلى معظم المتطوعين معسكراتهم فور رحيل قادتهم الميدانيين العراقيين لأماكن مجهولة . والذين بقوا هم من يطلبون إحدى الحسنيين رزقنا الله وأيهم .
ماذا بعد ...
لست أدري ...
أني أرى عجبا وأسمع عجبا ...
وفي كل يوم هناك من يلفق من الأخبار ما لذ وطاب ...
ومن التفاسير ما حلا له ...
أنا من الناس الذين أعتقد أن ما حدث لسبب من إثنين ...
1- موت صدام في القصف الأخير . مما يبرر تهاوي الإدارة العسكرية للميدان وبالتالي صدور أوامر من الخلافة بإلقاء السلاح والإنسحاب من كل المحاور .
2-مناورة تكتيكية فقد التحكم بها أو أنها تفوق توقعاتنا ، فلقد دأبت العقليات العسكرية العراقية على إبتكار الجديد دائما .
أما أن يكون صدام قد إستنذل كعادته وسلم البلاد فهذا ما لا أعتقده ، لسبب بسيط ...
إنني ممن يؤمنون بأن الطب النفسي من أكبر معجزات العصر الحديث ...
وأن تحليل الشخصيات التي أمامك يسهل لك فهم تصرفاتها وتوقع ما ستفعله ...
وعندما نتناول الرئيس العراقي على أريكة طبيبنا النفسي نجد أنه من الشخصيات المصابة بجنون العظمة ... ( طبيعي لقائد عربي )
وقد زادت طبيعة عمله كرب للبيت العراقي من حالته إستعصاء وخصوصا أن الشعب العراقي لم يقصر في تمجيده من غناء وتماثيل وأساطير ...
حتى وصل بنفسه إلى مستوى الألوهية فأعتبر نفسه إلها مع وقف التنفيذ ...
ولكنه يفاجى بمنافسة في ميدانه ، من قبل الغزاة ..فيقرر أنه سيتصدى لهم ، لماذا ... للأسباب التالية :
1 - تقدمه في العمر فما عاد له ما يمكن أن يخسره .
2 - رغبته في حرب جديدة يخلد فيها ذكره لو إنتصر وإسمه لو خسر كأول عربي يتحدى أمريكا.
3 - معرفته أن أمريكا ستحاول تدميره حتى لو إستسلم غسيلا لوجهها الذي عكره بن لاد أطال الله عمره ورضي عنه .
4 - الشعب العراقي الذي إندفع معه وكسب تأييده لأول مرة بأغلبية صادقة لا تحركها مشاعر الخوف .
5 - أيمانه بأن هذه المعركة هي أخر معاركه وأخر أيامه في الحكم ويريد الرحيل محاطا بالأضواء بما يليق بمكانته .
والعديد من الدوافع الأخرى تعود لطبيعته الصلفة التي إغترت بنفسها وثبت له أنه فريد من نوعه ولذلك أستبعد هروبه أو إتفاقه مع الأمريكان في هذا الوقت بالتحديد ....
وهذا مجرد رأي من خلال تحليلاتي ....
فما رأيكم أنتم ...
وشكرا ..
__________________
Only those how see the invisible…
Can do the impossible…