سلام عليكم
يبدو أن الأمر يختلط لدى البعض ولا بد من توضيح بسيط.
عندما يبدأ أي شخص في مشروع برنامج مفتوح المصدر، فإنه وبكل تأكيد سيحصل على دعم من مستخدمي برنامجه ومن المبرمجين الذين سيشاركونه في برمجة وتطوير برنامجه، وسيأتي المبرمجون من كل أنحاء العالم، فهذه هي الشبكة العالمية، لا حدود لها، وهناك العديد من المشاريع الشهيرة والتي تتلقى دعم الكثير من المبرمجين الذين يعملون في هذه المشاريع دون أي مقابل، ومن هذه المشاريع لينكس، متصفح موزيلا (ملاحظة: موزيلا ليس متصفح فقط، بل قاعدة لبرمجة البرامج أيضاً)، OpenOffice وبكل تأكيد PHP، وغيرها كثير.
حسناً، الكثير من هذه المشاريع يشارك فيها مبرمجين يهود من دولة العدو إسرائيل، وهذا يعود إلى أن إسرائيل تستثمر وبجدية ونشاط في إنشاء أجيال من المهندسين التقنيين، وبالتالي إسرائيل لديها قاعدة قوية في مجال تقنيات الحاسوب، وهذا يؤهلها إلى أن تكون مركزاً استثمارياً في صناعة البرامج، والكثير من الشركات الأمريكية التقنية تستثمر أضعاف أضعاف ما تستثمر في جميع البلدان العربية، ومن هذه الشركات مايكروسوفت وإنتل.
حسناً، هل نلوم هذه الشركات على استثمارها في إسرائيل؟ شخصياً سأجيبكم: لا! نحن مقصرون، نحن متخلفون تقنياً، ولو كنا متقدمين حقاً لجاءت الشركات واستثمرت لدينا.
ليس موضوعنا الشركات هنا، لكن البرامج ذات المصدر المفتوح، هذه البرامج التي شارك فيها بعض الإسرائيلين في تطويرها، يجب علينا ألا نقاطعها من أجل مبرمج أو حتى عدة مبرمجين من إسرائيل، علينا أن نهيئ لأنفسنا موطئاً بدلاً من السلبية والانسحاب، علينا أن نشارك بجدية في هذه المشاريع لكي تكون عربية وتدعم العربية، هذه المشاريع لا جنسية لها، إنها مشاريع عالمية، يشارك فيها أناس من أنحاء العالم، فلماذا لا نشارك فيها نحن؟
بالنسبة لمشروع PHP أو أي مشروع آخر مفتوح المصدر، من كان لديه أدنى شك في المشروع فعليه أن يبني شكوكه على أسس واضحة، وليتذكر أولاً أن هذا البرنامج يستخدمه الآلاف حول العالم ولا يمكن لأحد خداع الآلاف لأن كل شيء مفتوح وصريح وواضح.
محرك ZEND والذي يستخدم لتسريع PHP، هو أمر لا علاقة له بالمستخدم العادي ولا يشكل أي خطر أو ضرر عليه، وبالنسبة للمبرمج وشركات الاستضافة، هذا المحرك ليس شيئاً أساسياً لاستخدام PHP، يمكن استخدام PHP من دونه، وهناك محركات تسريع أخرى غيره يمكن استخدامه، أتمنى أن تكون هذه الكلمات واضحة بما فيه الكفاية لكي تمحو الشك باليقين.
كلمة أخيرة: ما زلنا نستهلك التقنيات ولا ننتجها، فلماذا نتعب أنفسنا في مناقشة تقنيات الآخرين بدلاً من الاستفادة منها أو إنتاج بديل لها؟