محركات بحث.. بتقنيات الذكاء الصناعي
تتعرف على الصور وتربط بين الكلمات وتدرب الكومبيوتر على «هيكلة المعرفة» الإلكترونية
لندن: «الشرق الأوسط»
بينما يتفق الجميع على ان بوابة غوغل الانترنتية الشهيرة، قد ارتفعت بمواصفات محرك البحث الخاص بها نحو أعلى المستويات، يشير عدد من خبراء التكنولوجيا الى امكانات تطوير أدوات جديدة أفضل للبحث عن شتى المعلومات، تعتمد على نظم الذكاء الصناعي.
ومع تحول البحث على الانترنت الى ضرورة لا غنى عنها لدى الكثير من الناس، فان الإمكانات المتوفرة في تحليل الوثائق الالكترونية المختزنة على الويب، وفي تطور عملية المعالجة الالكترونية السريعة للنصوص والصور والملفات السمعية والبصرية، لا تبدو كافية لتأمين ذلك.
ويسعى مناصرو تطعيم أدوات البحث بنظم الذكاء الصناعي، الى رؤية منجزات جديدة تتيح لهم التعرف بسرعة على «حبكة القصة او المسرحية»، او على قائمة بأسماء سياسيين تفوهوا بتصريحات سلبية تجاه البيئة خلال السنوات الخمس الاخيرة، مثلا. وتتمتع نظم الذكاء الصناعي بسمات تقربها من فهم اللغة الطبيعية، وبمزايا تعرفها على الأشياء، وتعلمها المتواصل عبر التكرار الاحصائي للاشارات الداخلة اليها، وبهذا فانها توفر امكانات اكبر من محركات البحث الحالية. ويقول ألين رابوبورت رئيس شركة طورت محرك بحث اسمه «ميدستوري»Medstory مخصص للبحث عن المعلومات الطبية، ان هذه التطويرات ليست سوى بداية لتحويل الويب الى أداة لخدمة المتصفحين، خدمة ذكية، وتخليصهم من المهمات المتعبة المتعلقة بالبحث عن البيانات. وعرضت الشركة اسهمها في السوق شهر يوليو الماضي. ونقل موقع «سي نت» الالكتروني عن رابوبورت، ان ازدياد كمية المعلومات على الويب بوتيرة هائلة، يتطلب بل ويجبر المصممين على تطوير نظم ذكية للتنقيب عن المعارف بأداء عالي الكفاءة.
* محركات البحث
* «ميدستوري» ليس التصميم الوحيد للمحركات الذكية على الويب، اذ شرعت شركات ناشئة بالخوض في هذا المضمار مثل شركتي «باورسيت» Powerset و«ريا» Riya.
وفي العادة يرى محرك البحث الحالي، كل الويب كهيئة او كتلة مليئة بالكلمات المحشورة في مليارات الصفحات سوية مع صلاتها الانترنتية التي تربطها بالبعض الآخر. وتجسدت إحدى مزايا محرك غوغل التي ادت الى نجاحه، في كفاءته في الربط بين الكلمات، وتحديد علاقة الكلمة في النصوص وقربها من الكلمة التي يبحث عنها، اضافة الى عدد الوصلات الانترنتية التي تشير الى الصفحة أي مدى شعبيتها.
وكقاعدة معروفة فإن محركات البحث لا تفهم معاني الكلمات، بل انها مبرمجة فقط لمقارنة الكلمات في ما بينها للتعرف على مدى تطابقها. ولذلك فعندما يطلب احد المتصفحين مثلا عبارة «الماموث الصوفي» (وهو نوع منقرض من الحيوانات) فانه سيرسل محرك البحث للركض وراء كل واحدة من كلمتي العبارة «الماموث» و«الصوفي» بدلا من البحث عن الحيوان المنقرض نفسه.
ولذلك، وبالنتيجة، فان محركات البحث لا تستطيع التقاط سمات اللغة البشرية. ومثلا ان طلبت من محرك غوغل ان يبحث لك عن الكتب التي كتبت عن الاطفال، بإدخال عبارة «كتب عن الأطفال» فانه قد يبحث عن كلمتي «كتب» و«الاطفال» من دون ان يبحث عن كلمة «عن» التي قد تتردد في كل صفحة من الانترنت. وبالتالي فان نتائج بحثه تتقارب من نتائج البحث عن عبارة «كتب الاطفال» او «كتب من (الى) الاطفال».
ويشير بارني بيل رئيس شركة «باور سيت» ومقرها في بالو ألتو في ولاية كاليفورنيا الاميركية، الذي صمم محرك بحث بنظام للذكاء الصناعي يؤمل طرحه قريبا، الى ان مشكلة محركات البحث اهتمامها بالكلمات، ولذلك فهي تحاول ترويض الانسان وتدريبه على اختيار كلمات البحث فقط، وبذا فهي تضغط بقوة على ذكاء الانسان.. كي يتمكن الكومبيوتر من فهم «اللغة الطبيعية» لهذه المحركات!
* اللغة الطبيعية
* ويضيف ان «التحول الكبير في المجتمع سيقع عندما تتطور قدرات الكومبيوتر نحو التعامل مع التعابير الطبيعية للانسان، بدلا من تحويل تعابيره الى ما هو سهل للكومبيوتر» كما هو الحال اليوم. ولن يعكف محرك بحث «باورسيت» على تدريب الكومبيوترات على قراءة الكلمات فحسب، بل الربط بين الكلمات ووضع الاستنتاجات حولها. وبهذا الاسلوب فان المحرك يمكنه التفكير.. ثم اعادة تحديد العلاقة الرابطة بين الكلمات، للعثور عليها خارج صفحات الويب الأكثر شعبية وخارج المواقع الالكترونية التي تزدحم بهذه الكلمات، التي تظهر عادة في مقدمة قائمة نتائج البحث.
المهمة المقبلة وفقا لإيستر دايسون التي ساهمت في استثمارات «باورسيت»، سوف تتمثل في التعرف على كل شيء آخر على الويب عدا الكلمات.. والعثور عليه، مثل العثور على وصف معين للاحداث.. وعلى حبكة القصة او المسرحية التي يلتقي فيها شاب وشابة مثلا.
* تحديات تقنية
* المشكلة الكبرى التي تواجه انتاج محركات بتقنيات الذكاء الصناعي على نطاق واسع، انها تحتاج الى قدرات حسابية عالية، ولذلك مكلفة من الناحية الاقتصادية، الا ان الاعلانات قد تشكل حلا لهذا، خصوصا ان نجاح بوابة غوغل رفع قيمتها الى 6 مليارات دولار سنويا.
ولذلك فان مصممي محركات البحث الذكية يتوجهون نحو مجالات محددة مثل المجال الطبي الذي يعمل فيه محرك «ميدستوري»، او تطوير محركات ذكية خاصة بقطاع الاعمال او بميدان التسلية والترفيه، لأن كلفتها الاقتصادية أقل.
ويقول رابوبورت ان التطويرات الحديثة في الذكاء الصناعي تسهل التحول من الاعتماد على الانسان في الربط بين مختلف البيانات، الى الاعتماد على المحرك في قيامه ببرمجة الكومبيوتر لتنفيذ هذه العملية.. أي التحول الى عملية «هيكلة المعرفة». ويشير توم ميتشيل رئيس قسم تعليم الآلات في جامعة كارنيجي ميلون الاميركية الى ان الكومبيوترات تتعلم بواسطة نظم الذكاء الصناعي معالجة اللغة احصائيا، او تتعلم مبادئ البرمجة التي تمكنها من قراءة النصوص.
* بحث ذكي
* ويعتمد محرك «ميدستوري» الذكي في عمله على الربط بين الاجزاء الثمينة من المعلومات في صفحات متناثرة على الويب، مثل ربط وثيقة حول اعراض مرض معين، بوثيقة اخرى لتحليل عملية علاج ذلك المرض بعقار محدد.
ابحث مثلا عن تعبير «كوليسترول منخفض»، عند ذاك ستأتيك النتائج بقائمة تحتوي على مواضيع حول العقاقير، والأعراض، والغذاء الخاصة بهذه الحالة. وداخل كل من المواضيع الرئيسية لتلك النتائج توجد مواضيع فرعية تشمل قائمة بغالبية العقاقير المتوفرة، وقائمة بالاغذية والمكملات الغذائية.. مثل زيت الزيتون الذي يمكن وضع مؤشر الشاشة عليه لإظهار وثائق جديدة حول فوائده الصحية.. وهكذا دواليك. وتقدم محركات البحث الذكية عروض نتائجها بشكل جذاب ومشوق. من بين المحركات الذكية، المحرك الذي تطوره شركة «ريا» ومقرها في سان ميتيو في كاليفورنيا الذي يبحث ايضا في الصور. ويمكن للمتصفح عرض صورة ما (لكرسي او جهاز كهربائي منزلي مثلا) وطلب اظهار شيء مماثل له. ويقدم المحرك نتائجه بالصور اضافة الى المحلات والمتاجر التي يمكن الشراء منها. وحتى الآن ظل البحث عن الصور يجري بواسطة كتابة الكلمات الخاصة بمحتواها او معناها، اما محرك «ريا» فانه يطلب البحث بالصورة، ثم يقوم بالتدقيق فيها بحثا عن بياناتها اعتمادا على نظم الذكاء الصناعي داخله. ثم وبعد استخلاص «التوقيع الرقمي» للصورة، تجرى عملية مقارنة له مع مثيله في الصور الاخرى. وتتيح هذه التطويرات في تقنيات الذكاء الصناعي انتاج نظم لـ «الرؤية الكومبيوترية»، يمكن للكومبيوتر التعرف بواسطتها على ملامح الوجه مباشرة او من الصورة. وبكلمة واحدة فان نظم الذكاء الصناعي قادمة لا محالة كي تبحث لك عن كل شيء وربما كي تبحث عنك!
المصدر:
http://aawsat.com/details.asp?sectio...23&issue=10143
تانياً طرحت الموضوع خاصه للي مش مقتنعين بأهمية وجود قسم للذكاء الاصطناعي في سوالف بحجة ان سوالف هي مهتمه بتطوير الويب
فما معنى الموضوع بالاعلى ان لم يكن علاقه للذكاء الاصطناعي بتطوير الويب؟
شاهد الاقتراح:
http://www.swalif.net/softs/swalif71/softs211519/