تصاعد غضب مسلمي ألبانيا من رئيسهم "ألفرد مويسيوي" لتمسكه بتصريحاته التي اعتبروها "تجرح مشاعرهم" وطالبوه بالتراجع عنها والاعتذار عن قوله بأن "التسامح الديني عند الألبان لم يأت مع الإسلام وإنما كان مصدره المسيحية"!!
واعتبر الرئيس خلال لقاء عقده مع "سليم موتشي" رئيس المشيخة الإسلامية الألبانية يوم الأحد 20 نوفمبر أن هذه "حقائق تاريخية لا يمكن التراجع عنها معرباً في الوقت نفسه عن تقديره للمسلمين في البلاد". هذا وقد عبر عدد من القيادات الدينية المسلمة وشخصيات سياسية عن غضبهم من هذا الموقف في تصريحات لوسائل الإعلام الألبانية ونقلت جريدة "شيكولي" الألبانية عن مفتي مدينة "أشكودرا" الشمالية قوله: "تصريحات مويسيوي جرحت مشاعر كل المسلمين في ألبانيا وأطالب بضرورة تراجع الرئيس عنها بينما كتب "لوان راما" وزير الداخلية الأسبق في جريدة "كوريير" الألبانية اليومية مقالاً وصف فيه تصريحات مويسيوي بأنها "غير مسؤولة في مقابل المنصب الذي يشغله كرئيس لألبانيا". ويقول المراسلون: إن الاحتجاجات لم تقتصر على مسلمي ألبانيا في الداخل بل انتقلت إلى خارج البلاد حيث اعتبر ممثل الجالية الألبانية المسلمة في بلجيكا أن تصريحات الرئيس الألباني "غير مقبولة بالكامل وتمثل إهانة لكافة الألبان المسلمين في العالم".
وكان ألفرد مويسيوي قد ألقى كلمة أمام طلاب جامعة أكسفورد بلندن خلال مشاركته في مؤتمر دولي عن التسامح في 9 نوفمبر عن موضوع "التسامح الديني في عادات الشعب الألباني" وقال فيها: "إن مسلمي ألبانيا في الواقع يحتضنون العقيدة المسيحية داخلهم لأن 5 قرون من عمر الإسلام في ألبانيا لا تكفي لمسح 15 قرناً من عمر المسيحية بها". وأضاف: "التسامح الديني المعروف عند الألبان لم يأت مع دخول الإسلام إلى ألبانيا وإنما كان موجوداً منذ انتشار المسيحية في ألبانيا". وعن تدين الألبان ذكر في كلمته أن "الألبان في الأصل غير متدينين لأنهم يقدسون أشياء أخرى مثل الجبال يقيمون لها الأعياد والقرابين (يقصد طائفة البكتاشية الشيعية)".
ويرى مراقبون أن تصريحات "مويسيوي" تمثل منحنى خطيراً من حيث تصاعد الهجمة الشرسة على الإسلام التي شهدتها ألبانيا ذات النظام العلماني خلال هذا العام في إطار ما بات يعرف ب"الإسلاموفوبيا" أو مظاهر العداء والتخويف من الإسلام في وسائل الإعلام وقنوات التلفزيون الألبانية وانتقالها إلى مؤسسة الرئاسة نفسها.