بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
* التعـــــامــل مــع الانســـــــــــان *
الانسان كماهومعلوم مكون من عدة قضايا، فهوليس
آله من الآلات، وانما هو انسان بروحه وجسمه وعقله ومشاعره وهومحتاج
الى تغذية هذه الاموركلها ، وبعض الناس يخطئون اثناء التعامل ، تجده
يتعامل مع الفكرفقط ، اوالعقل فقط ، دون ان يهتموا بمشاعرالانسان الذي
يتعاملون معه. ولكن لابد من التركيزعليها كامله حتى يكون التعامل
شاملا ومؤثرا، وهذا التعامل الذي اتحدث عنه يختلف الاثرالناتج عنه بسبب
محتوى الكلام اوطريقة الكلام او السلوك المصاحب للكلام . فقد يقول يقول
انسان كلاما معينا تحس منه ان هذا الانسان يقول من قلبه وآخريقول نفس
الكلام تحس انه يقول من فمه فمـــــــثـــــــلا:
شخص يقول : جزاك الله خير ، وثان يقول : الله(2) يجزيك الخير،
وثالث يقول : جزاك الله(3) خيرا، تشعر ان الثاني والثالث يقولان الكلمه
من قلبيهما ، وهذا يحتاج الى تدريب وممارسه .
* دوافع المعـامـلـه الحسـنـه مع النــاس *
تختلف الدوافع باختلاف الناس ونظرتهم للحياة فدوافع
الشخص المسلم الذي قد تكون دوافعه مصلحيه يصدق معك ، يكون باشا في
وجهك، وفيا للموعدمعك ويكون الدافع لذلك المصلحه الشخصيه (وللأسف
ياكثرالمصلحجيين ) اويكون الدافع الخوف من المضره والعقاب .
* الدوافـع التـي تحـــرك المسـلــم *
اولا: أن يكون من خير الناس اوخيرهم :
فالمسلم يبحث عن رضا الله ومحبته، ويبحث عن الاجرالعظيم الذي يحصل
من الاخلاق الطيبه والمسلم لايكون حسن الخلق لكي يكسب مصلحه انما يفعل
يفعل ذلك ليكسب رضا الله سبحانه وتعالى، سواء رضى الناس ام لم يرضوا
تحسنت العلاقة ام لم تتحسن، كسب الودام لم يكسب، فالاجرثابت عن الله
قال صلى الله عليه وسلم(( المؤمن يألف ويؤلف ولاخيرفيمن لايألف ولايؤلف
وخيرالناس انفعهم للناس))
ثانيا : الاخلاق الحسنة مأموربها :
قال تعالى (( ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة))
الموعظة الحسنة هي محتوى الكلام ، يدعو الى شئ طيب ولكن
ماهي الحكمة ؟ الحكمة هي الطرقة التي يعرض بها الانسان ماعنده من
افكار ومن احكام . وقد وصف الله الرسول بأنه كان لين الجانب.
ومن وسائل المعامله الحسنه: تعفو عنهم ، تستغفرلهم ، تشاورهم في الامر
تتجاوزعن الاخطاء وتغض الطرف عنها .
يقول ميمون بن مهران(( التودد الى الناس نصف العقل)) ولكن بشرط ان
يكون ودودا عاقلا .
* قضايـــا يحبـــــــها النـاس وقضايــــا يكرهونهــــا *
بعض القواعد الثابته والمشتركه بين كل الشعوب ،
والتي تنطلق من الفطرة يستوي في ذلك التعامل مع المسلم وغيره في
الشرق او في الغرب لنتعلم هذه القضايا اوبعضها حتى نمارسها عمليا ، وقد
تمتد تلك الممارسه الى سنوات حتى نتخلص من طبع سئ يكرهه الناس
اوتكتسب طبعا طيبا يحبه الناس . وكذلك الحديث عن التعامل مع الاسوياء
من الناس ، اما الشواذ فتكون لهم معالجة فردية . فالسوي من الناس من اذا
اكرمته عرف المعروف والشاذ من يتمرد . يقول الشاعر:
اذا انت اكرمت الكريم ملكته .... وان انت اكرمت اللئيم تمردا
فيكون الحرص على اكرام الناس باعتبارهم اسوياء فاذا حصلت الشواذ
فتعالج معالجة فردية . فكيف نتعامل مع الناس ، تختلف باختلاف الافهام
والعقول فالشخص الذكي الفاهم الواعي تختلف طريقة تعامله عن الشخص
الاخرالمحدود العقل والعلم ، فالحديث معه يكون مناسبا لطبيعته وقدرته على
الفهم . يقول بن مسعود رضي الله عنه(( ماانت محدث القوم حديثا لاتبلغه
عقولهم الا كان فتنة لبعضهم))
* قضايــــــا يكرههـــــا النـــاس *
الناس يكرهون النصيحة في العلن ولايختلف اثنان ان
تبرزعيوبهم امام الناس سواء كان الشخص مسلم او كافر، ولكن اذا اخذ
الشخص على انفراد ونصح لكان ذلك ادعى للقبول وادعى لفهم المسألة
واحبك الشخص لانك قدمت له معونة واسديت اليه خدمة بأن نصحته وصححت
خطأه . قال الامام الشافعي- رحمه الله :
تعمدني بنصحك في انفرادي ... وجنبني النصيحة في الجماعة
فان النصح بين الناس نوع من .... التوبيخ لاأرضى استماعه
فان خالفتني وعصيت قولي ..... فلاتجزع اذا لم تعط طاعه
وبعض الناس هداه الله يركزعلى السلبيات دون الحسنات بل بعضهم ينظرالى
عيوبهم وينسى حسناتهم .
فالناس لايفضلون الذي يذكربأخطائهم ويعيدها عليهم مرة بعد مره .
بل يجب ان نتذكرقوله تعالى (( والعافين عن الناس))
ايضا الناس لايفضلون من يعاملهم باحتقار واستعلاء مهما كان هذا الانسان
حتى لو كان: داعيا او طبيبا اومعلما اوعالما . بل يجب التواضع مع جميع
الطبقات . لأن (( من تواضع لله رفعه))
ايضا الناس لايفضلون من يتسرع في التوبيخ والتأنيب . بعض الناس تجده
يأنب ويوبخ في غير محل التأنيب ، ومن غير تأن . بل يجب الاستفسار
والسؤال حتى رضا الله اولا ثم رضا الناس .
ايضا هناك اشخاص يتمادون في الخطأ رغم وضوح الخطأ . والبعض لايعترف
بخطئه . والشخص الذي لايعترف بالخطا ويبادرالرجوع عنه بسرعه ليس
شجاعا ولكن الشخص كلما ارتقى في تربيته وفي علمه اعترف بالخطا
وانسحب بسرعة ، ولايطيل الذيل في الحديث بغية التبرير، وليس العيب
ان يقال لاادري . او يقال أخطأت .
* الناس لايفضلون من ينسـب الفضـــل لنفـســـه *
الناس لايفضلون من ينسب الفضل لنفسه واذا حدث
فشل اوخطأ القى بالتبعة على الاخرين، واذا حدث نجاح نسبه الى نفسه
فالانسان السوي يسعد ان اخذ الناس افكاره ويعمل دون الحديث عن ذاته
* قضايا يحبها الناس وهي ان الناس يحبون من
يظهرالاهتمام بهم *
الناس يحبون ذلك الانسان الذي يهتم بهم والذي يهتم بماذا يفكـــــــرون ، مالذي يشغل بالهم وحينما يتحدثون ينصت لحديثهم
يلخص مايقولون يناقشهم فيه . وتلك وسائل دعويه قوية جدا اذا طبقت
تطبيقا حسنا . وكذلك من يقضي حاجة الناس فتلك كلها من وسائل
الاهتمام . قال صلى الله عليه وسلم:
(( احب الناس الى الله عزوجل انفعهم للناس ، وأحب الاعمال الى الله عز
وجل سرور تدخله على مسلم ، أوتكشف عنه كربة ، اوتقضي عنه دينا
أوتطرد عنه جوعا ، ولو ان تمشي مع اخيك في حاجته أحب اليّ من ان
تعتكف في المسجد شهرا))
* النـاس يحبــــون البعــــــــد عـن الجـــــــدل *
في الحث على البعد عن الجدل نصوص صحيحه
عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (( انا زعيم بيت في ربض الجنة
لمن ترك المراء ولو كان محقا))
هناك امور تجعل الانسان يبتعد عن الجدال منها :
استخراج الكوامن الطيبة في الانسان كأن تقول له أنا أعرف أنك لوتبين
لك الحق في المسألة فلن تتركه فأنت بذلك فتحت له باب الخروج من المأزق
وشجعته على ترك الجدل .
* الناس يحبــــــون من يقــدرهـــم ويحـترمهـــــم *
الانسان بطبعه يحب من يحبه ويحترمه ويقدره . فان
لم ير تقديرا ولا احتراما فلا يقدرولا يحترم بغض النظرعن المستويات ، ولذلك
فمن المهم البحث عن الكوامن الطيبة في الانسان وتشجيعها ، وعدم احتقاره
بل تقديره واحترامه ومشاورته ويدلي برأيه في المسالة حتى ان لم تستفيد
منه فيكفي انه يستشار. قال تعالى(( وشاورهم في الأمرفاذا عزمت فتوكل
على اللــــه))
* النـاس يحبـون من يفـتـــح لهـم المجــال لتحقـيــق ذواتهــــم *
من المهم ان نفتح المجال للذي نتعامل معه لتحقيق
ذاته ليكون شخصا مهما فالأنسان لايقبل ان يكون لديه مزايا مهمله فاذا شعر
بأن لديه صفات مهمله وان كانت مكانته موضع شك فانه يثور على رؤسائه
ولايطيعهم . وبعض الرؤساء يقوم بكل امر بنفسه شاكيا من ان من تحته
الثقة بنفسه ويكون ذلك الرئيس مسئولا عن اهدار طاقة من تحته لانه فشل
في تدريبهم واستغلال طاقاتهم وذلك مؤسس على ظن خاطئ منه ، وهو
ان العمل سوف يفشل اذا لم يتدخل هو شخصيا .
* النـاس يحبـــــون الشكــــر والتشـجـيــــــــع *
الناس يحبون من يشكرهم ويشجعهم ، وان كان
الأصل في المسلم انه يعمل العمل ابتغاء رضاء الله ولاينتظر شكر الناس
ولكن ذلك طبع في البشروذلك لابأس منه شرعا .
فقد روى احمد والترمذي(( من لم يشكرالناس ، لم يشكر الله))
والدعاء بالخيرمن نوع المدح والثناء بل هو ابلغ الثناء . كما قال رسول
الله صلى اللله عليه وسلم(( ومن صنع اليه معروف فقال لصاحبه جزاك
الله خيرا فقد ابلغ الثناء))
ولكن مدح الناس بما ليس فيهم او الذي نتأكد انه يؤدي الى الغرور هو
الذي نهى الرسول عنه فقال (( اذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم
التــــــراب ))
* الناس يحبــــون من ينــاديهـم بأحـــب اسمـــــائهـــم *
الناس يحبون ان ينادوا بأحب الاسماء اليهم - يامحمد
- ياأبافلان . كان الرسول صلى الله عليه وسلم - ينادي اصحابه بأحب
الاسماء اليهم ، حتى الاطفال كان يكنيهم احيانا .
* فأ مان الله وأذكروني بالخير ...
يا اغلى مكان ويا اغلى اخوان . *
اخوكم الوافي