الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم ...
أصدر سماحةُ مفتي المملكةِ بيانين في يومين :
الأول : ردٌّ على الكاتبِ زهير كتبي - هداه الله للصواب - .
الثاني : ردٌّ على المدعو يوسف هاشم الرفاعي والذي اتهم الشيخين ابن وابن عثيمين - رحمهما الله - بالتكفيرِ ، وأيد منع كتبهما من الدخولِ إلى الكويتِ .
فجزى اللهُ سماحةَ المفتي على هذين البيانين ، ونسألُ اللهَ أن يوفق سماحة المفتي لما يحبُ ويرضى .
سبحان الله ! يخبرني أحدُ الكويتين أن الرفاعي يعتبرُ أول من سمح ببناءِ الحسينياتِ في الكويتِ عندما كان وزيراً للأوقافِ ، فابتلاه اللهُ بأن سكن في منطقةٍ تحيط ببيتهِ عدد من الحسينياتِ وعند المآتم التي لا تنتهي لا يستطيعُ الرفاعي وأهل بيته الخروج منه ، ولكم أن تتخيلوا كم من المآتم في السنةِ ؟!
بعد حوار للأخير في صحيفة "السياسة" الكويتية
مفتي السعودية يرد على اتهامات الرفاعي لابن باز والعثيمين بالتطرف ويصفها بغير المبررة
الطائف: واس
صدر عن سماحة المفتي العام للمملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ البيان التالي ردا على المقابلة التي نشرتها إحدى الصحف الكويتية بتاريخ 29 ربيع الآخر 1427هـ وتضمنت هجوما شنيعاً وغير مبرر على الشيخين عبدالعزيز بن باز ومحمد بن عثيمين رحمهما الله.
وقال المفتي في بيانه : " الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد، فقد اطلعنا على مقابلة صحفية مع وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الأسبق في دولة الكويت المفكر الإسلامي يوسف بن هاشم الرفاعي في صحيفة السياسة عددها رقم "68431" والصادر يوم السبت29 ربيع الآخر 1427هـ الذي يوافقه 27 مايو 2006م.
وكان مما لفت الانتباه وحز في الخاطر كثيرا هجومه الشنيع وغير المبرر على عالمين من أعلام هذه الأمة هما سماحة الشيخ الإمام عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - وسماحة الشيخ العلامة محمد العثيمين - رحمه الله - ولفق عليهما تهما كاذبة مزورة ولبس على الناس في شأنهما.
ولما وقفت على ذلك رأيت لزاما علي الذب عنهما صيانة لعرضهما وأداء لحقهما بعد موتهما وأيضا بيانا للحق وإظهارا له ودحرا للباطل وردا له على قائله، فأقول مستعينا بالله عز وجل:
إن ما نقمه الرفاعي على الشيخين جملة مزاعم وهي على قسمين :
القسم الأول : أمور اتهمهما بها كذبا وبهتانا وهما لم ولا يقولان بها وهي :
1 - قوله: إن ابن باز يعتبر أن من يحتفل بالمولد مشرك فهذا تطرف.
2 - قوله: ويقول إن من يحتفل بالإسراء والمعراج مشرك فهذا أيضا تطرف.
3 - قوله: من ذهب ليزور المسجد ليزور النبي صلى الله عليه وسلم فسفره معصية.
4 - قوله عنهما رحمهما الله: ألم يقولا إن الوقوف أمام قبر النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء شرك.
5 - قوله عن كتبهما: وكتب من يطلقون عليهم أئمة هي كتب تكفير وتشريك.
6 - قوله : وهؤلاء الجماعة جهلة ويتبعون ابن باز ويقولون عنه إنه إمام من الأئمة رغم أنه أنكر أن الإنسان وصل إلى القمر وقال إن الأرض ليست كروية وأصدر كتابا في ذلك وقال لم أصدق الوصول إلى القمر ولم يصدق ذلك إلا عندما صعد الأمير سلطان مع الرواد الذين ذهبوا إلى القمر وبعدها صدق وقال طالما أن الأمير سلطان رأى بعينه فهذا الكلام يعتبر حقيقيا. على اعتبار أن بعضهم كان يردد الآية "لا تنفذون إلا بسلطان".
وللجواب عن هذه الافتراءات نقول ابتداء "سبحانك هذا بهتان عظيم" ثم لو كان هذا الكلام صادرا من غر جاهل لا يزن الأمور ولا يعرف المآلات ولا يحسن أدب الخلاف ولا يعرف عاقبة من يفتري الكذب ويؤذي عباد الله المؤمنين أقول لو صدر الكلام من مثل هذا الغر الجاهل لهان الأمر لكن هذا الكلام صادر من رجل كان في يوم من الأيام مسؤولاً كبيراً في الدولة ومنتسباً للعلم وله اطلاع على كتب العلماء وكان المؤمل فيه أن ينصب نفسه للدفاع عن علماء الحق لا أن ينتصب للطعن فيهم بالباطل ولنأتي على مطاعنه فقرة فقرة:
1 - أما الزعم بأن الشيخ ابن باز - رحمه الله - يرى أن من يحتفل بالمولد مشرك فهذا كذب عليه رحمه الله وقد ألف رسالة في حكم الاحتفال بالموالد النبوية وغيرها بين فيها أنها بدعة واستدل لذلك بأدلة قوية يطمئن إليها قلب المؤمن المتجرد وكان مما قال رحمه الله "الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه أما بعد.. فقد تكرر السؤال من كثير عن حكم الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم والقيام له في أثناء ذلك وإلقاء السلام عليه وغير ذلك مما يفعل في المولد؟ والجواب لا يجوز الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا غيره لأن ذلك من البدع المحدثة في الدين لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله ولا خلفاؤه الراشدون ولا غيرهم من الصحابة رضوان الله على الجميع ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة وهم أعلم الناس بالسنة وأكمل حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومتابعة لشرعه ممن بعدهم. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" أي مردود عليه وقال في حديث آخر "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" ففي هذين الحديثين تحذير شديد من إحداث البدع والعمل بها وقد قال سبحانه وتعالى في كتابه المبين: "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" وقال عز وجل: "فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم". وقال سبحانه: " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا" وقال تعالى: "والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم" وقال تعالى:" اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا". والآيات في هذا المعنى كثيرة وإحداث مثل هذه الموالد يفهم منه أن الله سبحانه لم يكمل الدين لهذه الأمة وأن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يبلغ ما ينبغي للأمة أن تعمل به حتى جاء هؤلاء المتأخرون فأحدثوا في شرع الله ما لم يأذن به زاعمين أن ذلك مما يقربهم إلى الله وهذا بلا شك فيه خطر عظيم واعتراض على الله سبحانه وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم والله سبحانه قد أكمل لعباده الدين وأتم عليهم النعمة.
والرسول صلى الله عليه وسلم قد بلغ البلاغ المبين ولم يترك طريقا يوصل إلى الجنة ويباعد عن النار إلا بينه للأمة كما ثبت في الحديث الصحيح عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما بعث الله من نبي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم"، رواه مسلم في صحيحه.
ومعلوم أن نبينا صلى الله عليه وسلم هو أفضل الأنبياء وخاتمهم وأكملهم بلاغا ونصحا فلو كان الاحتفال بالموالد من الدين الذي يرضاه الله سبحانه لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة أو فعله في حياته أو فعله أصحابه رضي الله عنهم فلما لم يقع شيء من ذلك علم أنه ليس من الإسلام في شيء بل هو من المحدثات التي حذر الرسول صلى الله عليه وسلم منها أمته كما تقدم ذكر ذلك في الحديثين السابقين.
وقد جاء في معناهما أحاديث أخر مثل قوله صلى الله عليه وسلم في خطبة الجمعة "أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة" رواه الإمام مسلم في صحيحه. والآيات والأحاديث في هذا الباب كثيرة وقد صرح جماعة من العلماء بإنكار الموالد والتحذير منها عملا بالأدلة المذكورة وغيرها وخالف بعض المتأخرين فأجازها إذا لم تشتمل على شيء من المنكرات كالغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم وكاختلاط النساء بالرجال واستعمال آلات الملاهي وغير ذلك مما ينكره الشرع المطهر وظنوا أنها من البدع الحسنة والقاعدة الشرعية رد ما تنازع فيه الناس إلى كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم كما قال الله عز وجل "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا".
وقال تعالى : "وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله". وقد رددنا هذه المسألة وهي الاحتفال بالموالد إلى كتاب الله سبحانه فوجدناه يأمرنا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به ويحذرنا عما نهى عنه ويخبرنا بأن الله سبحانه قد أكمل لهذه الأمة دينها وليس هذا الاحتفال مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فيكون ليس من الدين الذي أكمله الله لنا وأمرنا باتباع الرسول فيه.
وقد رددنا ذلك أيضاً إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فلم نجد فيها أنه فعله ولا أمر به ولا فعله أصحابه رضي الله عنهم فعلمنا بذلك أنه ليس من الدين بل هو من البدع المحدثة ومن التشبه بأهل الكتاب من اليهود والنصارى في أعيادهم وبذلك يتضح لكل من له أدنى بصيرة ورغبة في الحق وإنصاف في طلبه أن الاحتفال بالموالد ليس من دين الإسلام بل هو من البدع المحدثات التي أمر الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم بتركها والحذر منها". وهي موجودة بكاملها في مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ ابن باز رحمه الله "الجزء الأول ص 178/182 ".
والحاضرون لهذه الاحتفالات أجناس فمنهم من يقع منه الفسق من الاختلاط المحرم وقد يكون بينهم من يشرب المسكر ومن يتعاطى المعازف وغير ذلك مما ذكره أهل العلم.
ومنهم من يحصل منه الشرك وذلك بالغلو في النبي صلى الله عليه وسلم ورفعه فوق منزلته وإعطائه بعض خصائص الرب جل وعلا من علم الغيب وإغاثة الملهوف مع أنه ميت في قبره بنص القرآن "إنك ميت وإنهم ميتون" وقوله "وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون" وغيرها من النصوص الشرعية. إلا أن أصل الاحتفال بالمولد بدعة أما ما يقع فيه فيحكم على كل فعل أو قول بحسبه وفقاً للنصوص الشرعية والقواعد المرعية. وهذا لا يعني أن كل من يحتفل بالمولد فإنه مشرك كما زعم الرفاعي في اتهامه للشيخ ابن باز رحمه الله.
2 - زعمه أن الشيخ يرى أن من يحتفل بالإسراء والمعراج فإنه مشرك وهذا باطل وافتراء فإن الشيخ - رحمه الله- قد ألف رسالة في حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج بين فيها بدعية ذلك الاحتفال وأيد قوله بالأدلة الشرعية الصريحة الصحيحة فلتراجع /مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ ابن باز رحمه الله الجزء الأول ص 183/185. ولم يحكم على من احتفل بهذه الليلة بالشرك.