[ رسالة .. لكل صاحب موقع ]
السلام عليكم .. ورحمة الله وبركاته ..
تحية طيبة وبعد :
حبيبي .. يا صاحب الموقع ..
أعلمٌ أنك قد بلغت ما بلغت من التعب .. والجهد والتكلفة ..حتى تصل بموقعك إلى الشهرة والعالمية ..
أعلم علم اليقين .. أنك أمضيت الساعات الكثيرة .. حتى تتعلم كيف تبرمج وتصمم موقع ..
فكلنا خاض تلكم التجربة الرائعة ..
أعلم علم اليقين ..
أنك بذلت مالك..
أنك بذلت وقتك .. [ وهو أغلى ما تملك ].
أنك بذلت جهدك ..
كله في سبيل .. أن تفيد وتستفيد .. أو أن تحقق أي هدف كان من أهدافك..
حبيبي ..
رمضان بالأبواب ..
فمدّ يديك لنطور مواقعنا ..
نعم نطور مضمونها .. وفحواها ..
علنا نرتقي ..
علنا نرفع هاماتنا ..
حبيبي ..
يامن سمحت لنفسك أن يكون موقعك ملجأ .. للصور الفاضحة ..
والمقاطع الشنيعة ..
تذكر قول الله تعالى
قوله تعالى : { إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون } .
... آه ثم آه ..
لهم عذاب أليم !! في الدنيا والآخرة ...
حينما تكتوي أيدينا في هذه الدنيا بسبب مدفأة .. أو بسبب نار بسيطة ..
تجد الواحد منا .. يصرخ .. ويتأوه .. وكأن الدنيا كلها أذنبت في حقه ..
فكيف بنار جهنم .. التي نارنا في الدنيا .. جزء من سبعين جزء من أجزاءها .. أو تزيد أو تنقص ..
والله ثم والله .. إني ما كتبت هذا الكلام .. إلا محبة لك ..
وإرادة النصح لك ..
إني لآسى .. عليك أن تحمل أوزارك وأوزار كل من قام بتنزيل أو رؤية تلك المقاطع على موقعك!
وآسى أن يأتي كل أولئك .. ويحاجوك عند الله تعالى ..
فهل أعددت للسؤال جواباً ؟
أرعني ناظريك قليلاً واقرأ ما يقوله الشيخ .. رحمه الله تعالى :
سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز : (من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة) ، هل هذا حديث ؟ وهل إذا كان حديثاً فهل الرسول صلى الله عليه وسلم ترك شيئاً لأحد حتى يسن به سنة في الإسلام ؟ نرجو أن توضحوا لنا هذا المقام بالتفصيل ؟
هذا الحديث صحيح ، وهو يدل على شرعية إحياء السنن والدعوة إليها والتحذير من البدع والشرور ، لأنه صلى الله عليه وسلم يقول : ( من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص من أوزارهم شيئاً) خرجه مسلم في صحيحه .
ومثل هذا الحديث ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من دعا إلى هدى كان له من الأجر من أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيئاً ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً) وهكذا حديث أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من دل على خير فله مثل أجر فاعله) خرجهما مسلم في صحيحه .
ومعنى (سن في الإسلام) أحيا سنة وأظهرها وأبرزها مما قد يخفى على الناس فيدعو إليها ويظهرها ويبينها ، فيكون له من الأجر مثل أجور أتباعه فيها وليس معناها الابتداع في الدين ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن البدع وقال ( كل بدعة ضلالة) وكلامه صلى الله عليه وسلم يصدق بعضه بعضا ، ولا يناقض بعضه بعضا بإجماع أهل العلم ، فعلم بذلك أن المقصود من الحديث إحياء السنة وإظهارها ، مثال ذلك : أن يكون العالم في بلاد ما يكون عندهم تعليم للقرآن الكريم أو ما عندهم تعليم للسنة النبوية فيحي هذه السنة بأن يجلس للناس يعلمهم القرآن ويعلمهم السنة أو يأتي بمعلمين ، أو في بلاد يحلقون لحاهم أو يقصونها فيأمر هو بإعفاء اللحى وارخائها ، فيكون بذلك قد أحيا هذه السنة العظيمة في هذا البلد التي لم تعرفها ، ويكون له من الأجر مثل أجر من هداه الله بأسبابه ، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( قصوا الشوارب وأعفوا اللحى وخالفوا المشركين) متفق على صحته من حديث ابن عمر رضي الله عنهما والناس لما رأوا هذا العالم قد وفر لحيته ودعا إلى ذلك تابعون ، فأحياء بهم السنة ، وهي سنـة واجبـة لا يجوز تركها ، عملاً بالحديث المذكور وما جاء في معناه ، فيكون لـه مثـل أجورهم ، وقد يكون في بلاد يجهلون صلاة الجمعة ولا يصلونها فيعلمهم ويصلي بهم الجمعة فيكون له مثل أجورهم ، وهكذا لو كان في بلاد يجهلون الوتر فيعلمهم إياه ويتابعونه على ذلك ، أو ما أشبه ذلك من العبادات والأحكام المعلومة من الدين ، فيطرأ على بعض البلاد أو بعض القبائل جهلها ، فالذي يحييها بينهم وينشرها ويبينها يقال : سن في الإسلام سنة حسنة ، بمعنى أنه أظهر حكم الإسلام ، فيكون بذلك ممن سن في الإسلام سنة حسنة .
وليس المراد أن يبتدع في الدين ما لم يأذن به الله ، فالبدع كلها ضلالة لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : ( وأياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) ويقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح أيضاً : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) وفي اللفظ الآخر: ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) متفق عليه.
ويقول في خطبة الجمعة عليه الصلاة والسلام : ( أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليـه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة) خرجه مسلم في صحيحه فالعبادة التي لــم يشرعها الله لا تجوز الدعوة إليها ، ولا يؤجر صاحبها ، بل يكون فعله لها ودعوتــه إليها من البدع ، وبذلك يكون الداعي إليها من الدعاة إلى الضلالة ، وقــد ذم الله من فعل ذلك بقوله سبحانه : ()َمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ) ..... الآية) .
================
بعد هذا ...
كلنا نخطيء .. وكلنا نتوب .. ولو لم نذنب لآتى الله بأناس يذنبون ويتوبون ..
فالبدار البدار .. عاجل نفسك بالتوبة ..
لا أعني بذلك أن يكون موقعك إسلامي تخصصي ..
للأسف أننا نفهم أن كل موقع إسلامي .. لابد وأن يكون فيه مواضيع إسلامية بحتة وتخصصية
ودروس علمية وشرعية ..
لا بل المفهوم أوسع من ذلك ..
إننا نريد أن تكون مواقعنا مضبوطة بمعايير إسلامية ..
لا صور فاضحة ، لا مقاطع لا أغاني , لا بدع لا منكرات ..
وتكون مواقعنا إسلامية ..
.. تقول لي : الناس .. يريدون ذلك ..؟!
أقول لك : بل عكس هذه المقولة [ أنا وأنت أردنا الناس هكذا].. أنا وأنت من نصنع ثقافات الناس..
اولسنا على ثغر إعلامي ؟
فلنرد للناس الخير ..
ولو لم يجد الناس إلا هذه البضاعة للتزموا بها وأخذوها ..
تقول أيضاً : سيذهب الرواد عن موقعي ..؟!
أقول لك : [ من ترك شيئاً لله عوضه الله خير منه ]
لإن شرد الناس من موقعك في الدنيا .. أهون من أن يتعلقوا في عنقك يوم القيامة ..
هذا وأسأل الله لي ولك الهداية والتوفيق ..
محبكم في الله