السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هل الهاكار مبرمج و فنان ؟
الجواب : نعم .. ( طبعا أقصد المحترف الذي يكتشف الثغرة و يُحسن استغلالها دون ضرر ) .
ما الفارق بين المبرمج و الهاكار ؟؟
المبرمج : يكتب كود برمجي بلغة معينة و بتجميع هذه الأكواد يتكون السكريبت أو البرنامج و يعمل في جهاز الكمبيوتر أو الويب ..
الهاكار : يقرأ الكود البرمجي الذي كتبه المبرمج و يقوم بتتبعه خطوة خطوة و يُشير إلى مكامن الخلل و يوضح كيفية استغلالها و كيفية ترقيعها ..
إذن أي مخترق يستغل هذه الثغرات و لا يفقه بالبرمجة و لا يجيد قراءة الكود فلايمكن أن نسميه هاكار ، بل مجرد هو مؤذي يقوم بالتخريب ..
و بصراحة لا غنى لكل مبرمج عن الاستعانة بالهاكار لتدقيق إنتاجه و المصادقة على قوة الكود البرمجي و حصانته ، بل إن أغلب شركات البرمجة تستعين بخدمات الهاكار سواء بتعاقد دائم أو بتعاقد مؤقت للاستفادة من خبراته في تحصين إنتاجها البرمجي ...
و أما المبرمج الذي لا يحترم المحترفين من الهاكار و يحتقرهم فهو بصراحة يكون قد ابتعد عن المنطق السليم و مشى عكس التيار و سيضطر يوماً ما إلى الاعتراف بضرورة علم الهاكار وخبراتهم ، لتقوية برامجه التي يكتبها ...
و هذا الأمر يثبت يوماً بعد يوم خصوصا في السنوات الأخيرة حيث تطور علم الهاكار و ازداد تعقيداً بشكل كبير بحيث استطاع أن يمرق عبر هفوات أو ثغرات تكاد لا تظهر لكبار الاختصاصيين في البرمجة ولكن في النتيجة يرى المبرمج أن برنامجه الذي قام بهدر أيام و شهور في إعداده استلقى مستسلماً أمام ضربات محترفي الهاكار و يجلس كالتمليذ أمام خبراتهم و يحاول تصحيح الكود و تعديله مرة أخرى ..
ليعود بعد فترة ليعيد قراءة نفس الكود و سد ثغرة ثانية و ثالثة و رابعة ستظهر مع الأيام بفضل خدمات الهاكار ...
و بهذا نلاحظ أن علم البرمجة و علم الاختراق متلازمان يسيران بخطين متوازيين مع بعضهما البعض للارتقاء في مستوى البرمجة ..
و لولا المحترفين الهاكار وخدماتهم الكثيرة ، لما وجد المبرمجون حافزاً دائما يلاحقهم ساعة فساعة للتطوير و الارتقاء و لما وصلنا إلى مانحن عليه اليوم من مستويات راقية جداً في البرمجيات ..
والسلام عليكم
عماد الدين