أصدرت الهيئة العامة للأوقاف والزكاة في ليبيا قرارا يقضي بمنع إقامة صلاة التهجد في المسجد بالعشر الأواخر من شهر رمضان المبارك. وجاء قرار منع صلاة التهجد مفاجئا لكل الأوساط التي عبرت عن إحباطها بعد أن توقعت أن تتحسن قضايا الشعائر في الشهر المبارك وقال بعض من استطلعت (ليبيا اليوم) آراءهم بأن قرار المنع لا يمكن أن يفهم بأنه صادر من الهيئة العامة للأوقاف التي من المفترض أن تدعم إقامة العبادات وتشجع المواطنين على المشاركة في الصلوات في المساجد في شهر رمضان المبارك خصوصا وأن ليبيا ترفع شعار القرآن شريعة المجتمع.
وعبر آخرون عن شدة استغرابهم أن يصدر هذا القرار بعد أن أعلن نجل العقيد القذافي سيف الإسلام يوم 20 أغسطس 2007 بأن الشريعة الإسلامية خط أحمر لا يجوز تعديه، وقالوا إن كان منع الصلاة صادرا عن الهيئة العامة للأوقاف فلزم على الجهات المسؤولة إحالة من أصدر القرار إلى التحقيق والكشف عن الأسباب التي دفعته لاتخاذ مثل هذا القرار الذي أحزن المجتمع الليبي المسلم.
وأجاب أحد المختصين على سؤال وجههته له (ليبيا اليوم) حول الأسباب التي يمكن أن تقف وراء هذا القرار بأنه لا يمكن عزل مثل هذا القرار عن الحالة الأمنية التي تمر بالكثير من التخبط في ليبيا خصوصا بعد انتشار أنباء عن توجه مجموعات من الشباب الليبي إلى الجزائر للالتحاق بما بات يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وقال بأن مثل هذا القرار يعزز مقولات التيارات المتشددة ويضرب في أسس الاعتدال التي يسعى الكثير من المسؤولين والعلماء في ليبيا إلى إرسائها بعد سنوات من المواجهات بين الدولة وبعض التيارات الإسلامية.
وأضاف بأن المعالجة الأمنية ربما قصدت حماية أمن الدولة إلا أنها أخطأت باتخاذها مثل هذه الوسائل التي لن تفهم إلا على أنها معادة واضحة لمشاعر إسلامية اعتاد المسلمون حول العالم إحياءها في شهر رمضان المبارك.
يذكر أنه قبل أيام قليلة فقط أصدرت السلطات الأمنية في ليبيا قرارا بمنع كتب الدكتور الصلابي من المشاركة في معرض طرابلس الدولي للكتاب المزمع عقده في شهر نوفمبر القادم مما جعل بعض المختصين يجمعون بين قرار منع كتب الدكتور ومنع صلاة التهجد بأنه رسالة موجهة إلى المعتدلين من الإسلاميين يقدمها المتشددون من المتنفذين في الأجهزة الأمنية. وقال أحد المعلقين بأن استمرار إصدار مثل هذه القرارات سيعطي الذريعة لمن يحاول من قيادات تلك التيارات الإسلامية المتشددة القيام بمراجعة شاملة لموقفه من الدولة بأن يتوقف إن لم يلغ تلك المراجعات خصوصا وأن الأنباء على أن من يحاول من أولئك القادة لا يزالون يتعرضون لضغوطات من بعض قواعدهم بعدم القيام بتلك المراجعات.
يشار إلى أن السيد محمد مروان الأمين العام للهيئة العامة للأوقاف والزكاة في ليبيا كان قد قال لصحيفة الخليج الإماراتية في شهر مارس الماضي بأن الإسلام يتعرض لهجمة شرسة تحاول النيل منه مما يجعل واجبا على المسلمين مواجهتها بكل الطرق الممكنة.
كما تعيش طرابلس هذه الأيام فعاليات متواصلة باعتبارها عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2007.
المصدر
لا نقول الا حسبنا الله ونعم الوكيييييييييييييييييل
{ ومَن أظلمُ ممن منع مساجد الله أن يُذكر فيها اسمه ، وسعى في خرابها ، أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلاّ خائفين ، لهم في الدنيا خزي ، ولهم في الآخرة عذابٌ عظيم ) البقرة :114