قبل يومين، اتصلت بي صحفية من إحدى الجرائد تخبرني أنهم بصدد إنشاء صفحة في بداية العام الجديد تتحدث عن أماني وطموحات الشباب والفتيات للسنة الجديدة، وسألتني سؤالاً واضحاً:
لا أخفيكم أنني توقفت عن الحديث عند سماع السؤال، فكرت فيها، ما هي أهدافي وطموحاتي للسنة الجديدة؟ما هي أهدافك وطموحاتك وأمنياتك للسنة الجديدة؟
أجبتها أن أهدافي هي ليست شخصية ولا تتعلق بي بل هي لمشروعي الطويل الذي أعمل عليه ويعمل عليه الجميع معي، المشروع - مجتمع مطوري المواقع، أخبرتها بأننا نستعد للخطوة الجديدة في مرحلة المشروع وهي خطوة متقدمة بإذن الله، وشرحتها قليلاً ثم توقفت، وأخبرتها أن هذا هدفي للسنة القادمة، نعم فأنا سأرتقي خطوة للأعلى في هدفي نحو تطوير العرب في مجال التقنية، سأرتقي مع الأخوة معنا خطوة للأمام نحو التقدم حسب خطتنا.
أنا ترددت لحظة ليس لأني لا أحمل هدفاً أو لا أعرف ماذا أفعل، فلدي هدفي في الحياة وطموحي المزروع في داخل نفسي والذي أسعى إليه دائماً، ولدي طموحات أخرى وأهداف قصيرة الأمد طبعاً، لكني ترددت لأني لا أقرن أهدافي بسنوات، فلا أقول أني سأفعل كذا وكذا بدءاً من السنة القادمة وسأعمل أموراً أخرى في السنة التي تليها، أنا أحدد أعمالي بأوقات ولكن ليس بسنوات.
انتهيت من قصتي، ولنأتي الآن لك أنت، أريد أن أسألك سؤالاً واضحاً:
ماهو هدفك في هذه الحياة؟ وهل تسعى لتحقيق شيء ما؟
كنت أسأل الكثير من الشباب الذين كنت أخالطهم في أيام المدرسة عن أهدافهم وطموحاتهم في الحياة، عن ما يسعون لتحقيقه في وجودهم. للأسف لم أكن أرى كلمات سوى "لا أعلم"، "لم أعرف بعد"، "لا يهمني ذلك"، والجملة الشائعة: "دع عنك هذا واستمتع باللحظة التي أنت فيها فلن تجدها ثانية، استمتع بوقتك ولا تفكر بالمستقبل، كل شيء سيأتي في وقته ولتعش حياتك ولتلهو بعيداً عن التفكير المزعج هذا"، وإن رأيت أحدهم أحسن حالاً فسيتحدث عن أمور لا يفهمها هو مثل "أتمنى أن يحل السلام في جميع أنحاء العالم وأن تختفي الحروب...الخ" وهذه منتشرة بين الأطفال عادة.
لا تكن ساذجاً في تفكيرك، وأيضاً أخبرنا عن سبب حياتك، وهل فكرت أصلاً في هدفك؟
هل تريد الحياة المعتادة؟ تتعلم ثم تعمل ثم تتزوج فتنتجب أبناءاً فتعلمهم ثم تموت، وانتهت حياتك؟ أم أنك تحلم بما هو أكثر إثارة من هذا، أو تسعى لتحقيق شيء كبير؟
هذه بداية الحديث، سأكمل التحدث عن الأهداف الرئيسية في مقال آخر، ولكني سأتركك الآن تفكّر جيداً أولاً..
ما هو هدفك في هذه الحياة؟ وإلامَ تسعى؟
الكاتب: المبدع العربي