أطيب الثمار تهاجمها الطيور
من خلال الجانب المظلم للعولمة امتدت أياد خبيثة إلى حجاب المرأة المسلمة وتحت ستار التقدم والتحضر عمدت تلك الأيادى إلى نزع وقار المرأة المسلمة فما هو الحجاب الذى يغيظ هذه الفئة من بنى جلدتنا ؟
الحجاب الشرعى وأدلته :
الحجاب فريضة أجمع العلماء قديما وحديثا علي فرضيته فى حق كل امرأة مسلمة عاقلة رشيدة هذا الإجماع ليس وليد الرغبة أو الهوي وإنما مصدره الآيات القرآنية قطعية الدلالة وصحيح سنة المعصوم صلى الله عليه وسلم .
من هذه الآيات قوله تعالي :
1 – " وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبديت زينتهن إلا ما ظهر منها " ( النور :31 ) قال العلماء لا يظهر منها إلا الوجه والكفين .
2- " ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى " ( الأحزاب : 33 ) التبرج : أن تظهر المرأة زينتها لمن لا يحل لها أن تظهر له .
والسفور : أن تكشف المرأة عن أجزاء من جسمها مما حرم عليها كشفه لغير محارمها كأن تكشف عن شعرها وذراعيها وساقيها .
3- " يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما " ( الأحزاب : 59 ) .
لقد كرم الله المرأة ومن مظاهر تكريمه لها فرض الحجاب صيانة لها من عيون السوء والحجاب عفة قال تعالى " وأن يستعففن خير لهن والله سميع عليم " ( النور : 60 ) .
وحول هذه الثوابت القرآنية يقول الزعيم الشاب مصطفي كامل : " إنى لست ممن يرون تربية البنات يجب أن تكون علي المبادئ الأوربية فان فى ذلك خطر كبير على مستقبل الأمة فنحن مصريون ويجب أن نبقي كذلك ولكل أمة مدنية خاصة بها فلا يليق أن نكون قردة مقلدين للأجانب تقليدا أعمى بل يجب أن نحافظ على الحسن من أخلاقنا ولا نأخذ عن الغرب إلا فضائله فالحجاب فى الشرق عصمة وأى عصمة فحافظوا عليه فى نسائكم وبناتكم ..." .
ولله در هذا الشاعر القائل :
إذا برزت فتاة الخدر حسرى
تقود ذوى العقول إلى الجنون
أم الشاعر أحمد محرم فيقول :
سلام علي الأخلاق في الشرق كله
إذا ما استبيحت فى الخدور الكرائم
أما فتوى الأزهر الشريف الصادرة فى صفر فقد أبانت حكم السفور وكونه حراما والحجاب وكونه مأمورا به كما أكدت على وجوب حجاب المرأة المسلمة وإدناء ثيابها عليها لإخفاء زينتها عن الرجال من غير محارمها .
إن تبرج النساء لا يأتى منه أية فائدة للمجتمع أما أضراره فأكثر من تحصي كما إننا نسأل العلمانيين ما الأثر السلبى على الحياة لو احتشمت النساء فلا يظهر منهن إلا الوجه والكفين ؟
إن الدعوة العلمانية إلى إتباع الموضة والأزياء وإغراق المسلمين بالملابس الفاضحة مسألة خطيرة فان اللباس من شعارات الأمم وكل أمة لها لباس يخصها فأعداء الإسلام يريدون المرأة المسلمة سلعة رخيصة ... يقول رائد الصناعة المصرية الحديثة محمد طلعت حرب : إن رفع الحجاب والاختلاط كليهما أمنية تتمناها أوربا من قديم الزمان لغاية فى النفس يدركها كل من وقف على مقاصد أوربا بالعالم الإسلامى " .
العض من بنى جلدتنا يروج للعولمة باعتبارها قدر لا مفر منه ولكن البعض من هذا البعض لا يتناول القضية بالحوار واحترام الآخر وثوابت الأمة وإنما بالتجريح والسخرية من هذه الثوابت حتى وإن كانت آيات قرآنية قطعية الدلالة .
طالعتنا جريدة الدستور – ولها كل الاحترام والتقدير – يوم الاثنين 11-8- 2008 بمقال بعنوان : السر الحقيقى وراء تحجيب حنان ترك " . يقول الكاتب : كانت صدمتى الكبري فى فنانة شابة مرموقة كانت على أعتاب أن تتبوأ مكانة فنية رفيعة وتقدم لمصر فاتن حمامة جديدة ، وسبب الصدمة حجاب حنان .
والكاتب يتباكى على التخلف الذى أصاب مصر بسبب المشايخ المنغلقين أمثال الشيخ عمر عبد الكافى ، ويرى الكاتب أن ظاهرة تحجيب الفنانات بدأت بعد هزيمة 1967 أى أن الظاهرة لم تكن موجودة ولم يكن هناك مشايخ منغلقين كل همهم تحجيب الفنانات والكاتب يدرك حجم هزيمة 1967 ولكنه لم يذكر لنا أسباب الهزيمة التى نعانى منها حتي اليوم مع انه لم يكن مشايخ ولا حجاب ؟
ومن جانبنا نذكر فقط بأننا حاربنا العدو الصهيونى بكوكب الشرق والعندليب الأسود واطلب تلاقى30 مليون فدائى حتي قال عبد الناصر بعدها لم أجد فدائى واحد ، والسؤال الواجب هنا بعيدا عن حنان والمشايخ الذين غرروا بها هل العدو الصهيونى يعد لنا فرقا من الراقصات والمغنيات أم يعد لنا فرقا تحمل لنا الدمار وأساطيل فى الجو والبحر أليس من الدواعى أن يكون لنا معاهد للرقص والباليه وليس لنا صواريخ ومصانع للنووى ؟
تمنى الكاتب أن يكون لنا إسلام حضارى متصالح مع القرن الواحد والعشرين لا الإسلام السلفى المنغلق الذى يقوم على التدين الشكلى الوافد من عصور مضت ، والكاتب يعلم أن الإسلام الوافد إلينا من العصور الماضية هى عصر الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم وعصر الراشدين وما تبعهم فان كان يعلم ويسخر فهذه مصيبة وإن كان لا يعلم فمصيبته أكبر .
ويرى الكاتب فى خلع السيدة أم كلثوم حجابها دلالة على عصر التنوير والانفتاح وتخلصا من ارث الماضى بكل تخلفه وأزيائه وما فعلته هو سبيلنا إلى التحرر والنهضة وبمفهوم المخالفة فان الحجاب وما يمثله وأهدافه تخلف ورجعية مهما كانت منزلة ومقام الأمر به حتى وإن كان هو الله والرسول الأكرم .
للكاتب أن ينتقد أو يسخر من العلماء أما أن يتهم الآيات القرآنية بالرجعية والتخلف فلن نقول له : للقرآن رب يحميه فقط وإنما للقرآن رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه يدفعون عنه بالتى هى أحسن وسلام على من اتبع الهدى .
بقلم الأستاذ الدكتور / محمود ماضى
أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة الزقازيق
- منقول -
__________________
تحاور مع العاقل بعقل .. اما ان يقتنع او تقتنع
وتحاور مع الجاهل بعقل .. اما يطقعش او تفرقش
وتلك الفاظ لا معنى لها كذلك كلماته
رد مع اقتباس
