عمال الإنقاذ الإسرائيليون يفتشون في الحافلة المدمرة بفعل الانفجار وجثث القتلى ملقاة خارجها


ـــــــــــــــــــــــ
قوات الاحتلال تقصف بالمروحيات والدبابات والرشاشات البلدة القديمة في نابلس ومخيما مجاورا للاجئين وأنباء عن سقوط شهيد فلسطيني
ـــــــــــــــــــــــ
وزير فلسطيني يعتبر العملية ردا على المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال في جنين ونابلس وغيرهما
ـــــــــــــــــــــــ

تبنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) مسؤوليتها عن انفجار حافلة في مدينة حيفا شمالي إسرائيل صباح اليوم أسفر عن مقتل عشرة إسرائيليين على الأقل وإصابة عشرين آخرين بجروح معظمهم من الجنود.
وأعلن مجهول في اتصال هاتفي بمكتب الجزيرة في رام الله بالضفة الغربية مسؤولية حركة حماس عن العملية. وقال إسماعيل أبو شنب أحد مسؤولي حماس إن العملية تمثل نقلة نوعية جديدة لكتائب القسام استطاعت أن تثبت من جديد فشل النظرية الأمنية لرئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون.

وقال مراسل الجزيرة في فلسطين إن منفذ الهجوم ربما كان من جنين أقرب المناطق لحيفا واستطاع أن يتخفى فيما يبدو بزي جندي إسرائيلي وتمكن من ركوب الحافلة التي كانت مخصصة لجنود عائدين لإسرائيل من المناطق الفلسطينية.

وتقول مصادر إسرائيلية إن عدد القتلى مرشح للزيادة خاصة وأن الانفجار وقع في ساعة الذروة أثناء اكتظاظ الحافلات بالموظفين المتوجهين لأعمالهم. وقال شاهد عيان إن الانفجار كان من القوة بحيث دمر الحافلة بالكامل ونشر الشظايا لمسافة مائتي متر. وأضاف أنه شاهد أعمدة الدخان تتصاعد من حافلة وقع بها الانفجار في كيبوتز ياغور إلى الشرق من مدينة حيفا.


طفل فلسطيني يتفقد الدمار الذي لحق بمنزله في طولكرم
وقد هرعت سيارات الإسعاف الإسرائيلية إلى موقع الانفجار بينما سادت المكان أجواء من الرعب والفزع.

اتهام عرفات
وسارعت إسرائيل إلى تحميل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات المحاصر في مكتبه بالدبابات المسؤولية عن عملية حيفا الفدائية على غرار ما حدث في عمليات مماثلة في الماضي. وترفض السلطة الفلسطينية هذه الاتهامات وتقول إن سياسة شارون هي التي تشجع هذه العمليات.

وقال أمين عام السلطة أحمد عبد الرحمن للجزيرة "ماذا يتوقع الإسرائيليون من الفلسطينيين بعد المجازر التي يرتكبونها في المدن الفلسطينية في جنين ونابلس"، وأضاف متسائلا أين ما يسميه جيش الاحتلال بعملية الجدار الحامي، هل وفر الأمن والسلام للإسرائيليين، متهما حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون بتدمير السلام، ومؤكدا على حق الفلسطينيين في المقاومة.

ويعد هذا الانفجار أكبر عملية فدائية في داخل الخط الأخضر منذ العمليات العسكرية الأوسع على مدن الضفة الغربية منذ 12 يوما، والتي راح ضحيتها المئات من الفلسطينيين.


جندي إسرائيلي يتخذ موقعه في بلدة نابلس القديمة
تواصل المعارك في جنين
ويأتي الانفجار بعد يوم من توجيه المقاتلين الفلسطينيين المستميتين دفاعا عن مخيم جنين منذ عشرة أيام ضربة قاسية لجيش الاحتلال بقتل 14 جنديا وجرح ثمانية آخرين في كمين مسلح، كما أصابوا تسعة جنود في هجوم آخر داخل المخيم نفسه.

وفي رد فعل على الخسائر الإسرائيلية تعهد رئيس الوزراء أرييل شارون أمس بمواصلة الهجوم الإسرائيلي الموسع على الأراضي الفلسطينية، وقال في بيان بثه التلفزيون الإسرائيلي إن العملية العسكرية ستتواصل حتى يتم "تدمير البنية التحتية للإرهاب" على حد تعبيره.

وفجر اليوم وقعت معارك عنيفة في مخيم جنين بين رجال المقاومة والجنود الإسرائيليين في أزقة المخيم الضيقة، وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن قوات الاحتلال استخدمت المروحيات الحربية والدبابات وقذائف المدفعية والجرافات. وقال متحدث عسكري إسرائيلي إن جنديا إسرائيليا قتل وأصيب 12 آخرون بجروح اليوم أثناء اشتباكات داخل المخيم.

وأبلغت مصادر في المخيم قناة الجزيرة أن الجرافات الإسرائيلية تقوم بعمليات تدمير شاملة في المخيم وهدم المنازل بهدف إخفاء معالم المجزرة التي ارتكبتها فيه على مدى الأيام الماضية، والتي خلفت مئات الشهداء والجرحى. وادعت مصادر عسكرية إسرائيلية إن جيش الاحتلال سيطر على المخيم فيما عدا بعض الجيوب الصغيرة لاتزال نشطة.


أسرة فلسطينية وسط الدمار الذي لحق بمنزلها في البلدة القديمة بنابلس
قصف نابلس
وعلى خط مواز شهدت مدينة نابلس كبرى مدن الضفة الغربية معارك ضارية استبسلت فيها المقاومة الفلسطينية.

وشنت القوات الإسرائيلية هجوما عنيفا فجر اليوم على البلدة القديمة (حي القصبة) ومخيم العين للاجئين المجاور، وأفادت تقارير أن مقاتلات حربية إسرائيلية من طراز "إف 16" ومروحيات الأباتشي قصفت المنطقة بعشرة صواريخ على الأقل، ورافق الغارات الإسرائيلية إطلاق نار كثيف من مدفعيات ورشاشات.

وقال مراسل الجزيرة إن الأنباء الواردة تفيد باستشهاد فلسطيني واحد على الأقل وإصابة عدد من المواطنين بجروح، لكن شهود عيان قالوا إنهم شاهدوا ألسنة من اللهب تتصاعد من مبان في المنطقة.

في غضون ذلك تحدى متطوعون من الإغاثة الطبية الفلسطينية والهلال الأحمر في البلدة القديمة في نابلس الحصار والقصف، وقاموا بنقل الجرحى إلى المشافي وحملوا 45 شهيدا لدفنهم، وأكد شهود عيان أن أعدادا أخرى من جثث الشهداء لاتزال ملقاة في الشوارع وتحت الركام ولا يسمح بالوصول إليها.

وكان جنديان إسرائيليان قتلا في الاشتباكات الدائرة منذ ساعات صباح أمس في مدينة نابلس القديمة فضلا عن سقوط جرحى آخرين.

في هذه الأثناء أعلنت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال أعادت احتلال بلدة السموع جنوبي مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة. وقال المصدر إن دبابات وعربات مصفحة ونقالات جنود إسرائيلية دخلت البلدة مشيرا إلى وقوع تبادل لإطلاق النار مع مقاومين فلسطينيين فيها.


جنود إسرائيليون في بيت لحم
حصار بيت لحم
ولم يكن الوضع في مدينة بيت لحم بأفضل حالا، إذ تواصل قوات الاحتلال حصار كنيسة المهد لليوم التاسع على التوالي على أمل أن يستسلم مائتان من المقاتلين الفلسطينيين والمدنيين المتحصنين في الكنيسة.

وصباح اليوم قال فلسطينيون إنهم سمعوا دوي انفجار قنابل يدوية قرب الكنيسة، وقال صحفيون إن جنود الاحتلال فجروا قنابل يدوية قرب كنيسة المهد بينما كانوا حول عربة مدرعة. ولم يعرف هدف هذا الإجراء.

ووصف راعي كنيسة المهد الأب إبراهيم فلتس الوضع في الكنيسة بأنه خطير، وقال للجزيرة في اتصال هاتفي بأن الكنيسة استنفدت جميع مخزونها من الغذاء والماء والدواء مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي. وأضاف أن لديهم شهيدا لم يدفن بعد بجانب عدد من الجرحى بعضهم في حالة خطيرة.


قوات الاحتلال تجتاح بلدة دورا جنوبي الخليل أمس
بيان فلسطيني
في هذه الأثناء قال ناطق رسمي باسم القيادة الفلسطينية في بيان بثته وكالة الأنباء الفلسطينية إن القيادة تحمل الحكومة الإسرائيلية "وجيشها النازي المسؤولية الكاملة في استمرار عمليات القتل البربري" وتدمير المخيمات والمدن الفلسطينية ومؤسسات السلطة الوطنية الرسمية وتدمير البنية التحتية.

كما حملت القيادة حكومة إسرائيل مسؤولية التصعيد "والاعتداءات المتواصلة على المقدسات المسيحية والإسلامية وتدنيسها واستباحتها وفوضتها وتعنتها" بعدم تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ونداء الرئيس الأميركي ووزير خارجيته ومستشارة الأمن القومي وكل قادة العالم.
***********************************************
برنامج شارون الأمني إلى أين؟


اخوكم راشد