بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين ؛ و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين محمد المصطفى و آله الهداة المرضيين ؛ و بعد:
الموت و الحياة وجهان لحقيقة واحدة ؛ ألا وهي حقيقة الخلق؛ و الموت سبق الحياة ؛ و يلحقها و يكتنف بها ؛ ولو أننا تأملنا جيداً لوجدنا أن الموت يتعقب الحياة ؛ كما الظل يرافقك؛ الموت يلاحق الحياة؛ و يقضم منها قضمة؛ قضمة حتى يأتي عليها الجميع. فلحظات الإنسان هي خطاه إلى أجله.
إذن الموت هو سنة من سنن الله؛ بل هي من اعظم السنن؛ و لكن لماذا حينما يسمع الإنسان هذه الكلمة تحدث في نفسه صدمة ووحشة بل لربما يقطع هذا الحديث و يطوي هذه الصفحة المخيفة و التي لابد منها. و مع أن الموت حقيقة أدركها كل واحد منا وجرساً قرع كثيراً حينما يموت لك قريب أو حبيب حينما تسير في جنازة ؛ حينما تقف على شفير القبر وترى الميت و هو يلحد في التراب. و حينئذ وداعا لهذه المحطة الزمنية التي انقضت و تلاشت .
و لكن ألا يفكر العاقل في أُخراه و كيف سيكون حاله في تلك الأجواء الرهيبة واللحظات الصعبة ؛ و هنا يجب أن نقف لحظة مع الموت و مع سكراته في قالب قصة تحكي آلام نزوع الروح و سكرات الموت التي لو لم يكن جنة و لا نار لكفت.
خيم علي بجناحيه من؟؟ ملك الموت
رفعت طرف عيني فإذا به يقبض روحي
خرجت الروح كخروج النار من القلب أتلظى أتوجع أتأوه أتألم
أرفس الأرض برجلي أحفر التراب بأنامل يدي
أدافع ملك الموت بجسمي و لكن أمر القضاء و لكن بلاء قد وقع فلا تستقدمون ساعة و لا تستأخرون
آآآآآه من آلام نزعات الروح
أبي حبيبي أنا ولدك أنا قرة عينك أنا ذريتك أنا فلذة كبدك أنا لحمتك دمك عظمك صلبك ماؤك ادفع عني ملك الموت فلا ناصر لي و لا معين
آآه و أبي يفر مني هربا خائف من ملك الموت كخوفي
أه لمن ألجأ أماه حبيبتاه أماه قلباه روحاه أماه أنا فلذة كبدك أماه خلقني الله في رحمك أماه أرضعتني عامين من ماء قلبك و صدرك
أماه سهرت علي الليالي ابكي مريضا ولم تنم عينك أماه هذا ملك الموت هذا ملك الموت يعذبني بنزعات روحي و أنا أتأوه أنادى آه أأأأأه
من ينقذني منه من يعيني عليه من ينجيني من عذابه واو ويلااااااه
أين أفر وملك الموت على رأسي آآآآاه
كلما مضى يوم من عمري دنا منه ملك الموت شبراً يتوعدني يترصدني يتهددني و يزجرني و ينصحني يا فلان يا فلان أنا على رأسك ويلك ويلك ويلك من نزعات الروح مخالبي في مخ دماغ رأسك و أنيابي من نار في قلبك .آآآآه
وصلتني عبر البريد الالكتروني..
الهي من لنا غيرك نرجوه فيرضا..