الإنسان...
الظالم
سعى الإنسان مذ أفاق على هذه الدنيا أن يصل إلى الكمال. ذلك الحلم الذي عاش في خيلته طوال سنين وجوده. بدأت أحلامه تتحقق شيئا فشيئا، حتى تعدت حدود حاجته، فلم يكن يعلم أن النسيم الذي كان يلطف ربوع خياله كان محملا ببذور الجشع الذي وقع على أرض خصبة، احتوتها، و رعتها، فنبتت و أثمرت، و يا ليتها لم تثمر ...

شعرت أفكاره بالجوع يوما، فراحت تبحث عما يسد رمقها، فآنست في الوادي بستانا جميلا، به من الأشجار ما يفوق النظر. أكلت من ثمار ذلك الوادي، ثمرة ثم ثمرة ثم ثمرة، و هكذا حتى تخمت. لم يكن يخطر ببال تلك الأفكار البريئة أن السم قد جرى في دمائها، و استحكم بدائها في روحها....

و بذلك تأصلت روح الجشع و طغت على روح المودة و الرحمة التي هي الروح الفطرية. و بطبيعة الحال تضاربت مصالح البشر، فكل يريد لنفسه الجشعة ما تتوق إليه، حتى و إن استدعى الأمر سحق أخيه الإنسان، بأي وسيلة و على أي شاكلة. لم يكتف بظلم اخوانه بني البشر، بل تعدى ذلك بظلم شركائه على هذه الأرض، و كذلك ظلم الأرض نفسها، فمن شره لا إنسان و حيوان سلم و لا نبات و لا حتى حجر ... يدمر و يدمر . هل له الحق في ذلك ؟؟؟!!! إنه يخشى الإجابة، لأن الصراع بين ضميره و شيطانه أفضى عن موت الضمير، و بعدا لمن لا ضمير له .

و إن كانت كل تلك الفضائع التي ارتكبها من أجل نفسه، فما قولك في ظلمك لنفسك ذاتها؟! عصيت ربك و تماديت في الذنوب و الغفلة الإهمال في واجباتك .



ظلمت نفسك،

و اخوتك ،

و شركاءك،

...

فماذا تريد أكثر؟!
-------------------

و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب.
و السلام عليكم و رحمة الله
أخوكم
المفكر
دعاؤكم لا أكثر