راق لي المقال فنقلته لكم كما هو

مقال جديد لـ كاتب " حــدث " الـ د/ حسن العجمي بـ عنوان: ( قصة أبناء الحجَّة خيرية )




كانت الحجة خيرية (رحمها الله) جارتنا قبل ثلاثين عاماً وكان لها ثلاثة أبناء وكان منزلهم بسيط لدرجة أنه لا يُِكِنهم من برد ولا مطر وكان والدهم حمَّالاً في سوق الخُضرة وكانوا أصحاب بشرة سمراء داكنة تزيدُ مُعاناتهم في الصيف!!! وكانت أمهم دائِماً ما تقول لهم أنهم أحسن ناس!!! وأنهم من الأغنياء!!! وأنهم يعيشون في بيتٍ يتمنى كثيرٌ من الناس ان يسكُن فيه!!! وأن أولاد الناس يتمنون لو كان لهم أبٌ مثل أبيهم!!! ولأن الحجَّة خيرية محلُ ثقةٍ لأبنائها فقد صدقوها وتعاملوا مع زملائهم وأصدقائهم على هذا الأساس فأصبحوا منبوذين ، حتى كبروا واستوعبوا أن أمهم كانت (تضحك عليهم) وانهم يعيشون على هامش المُجتمع ، فكرِهوا والدتهم (الحجة خيرية) ورجموا قبرها سباً ولعناً .
ولمَّا اشتكى أبنائها معاناتهم قلت لهم : كلُنا ابناء الحجة خيرية!!! فمنذ الصغر ومشايخنا وخطبائنا وآبائُنا يقولون لنا اننا نعيش في أفضل بلد ، أمن وأمان والخير واجد والشريعة تُطبق ، والناس يُتخطفون من حولنا!!! فلما كبرنا ورأينا العالم الخارجي اكتشفنا ان الصورة كانت مشوهة وأن الحقيقة خلاف ذلك ففي أغلب بُلدان العالم هناك امنٌ يزيدُ على امننا ورخاءٌ لا يكاد الشاب السعودي يحلُمُ به وشفافيةٌ لا يعرِفُها خيرةُ مشايخنا!!! وقد مكثتُ سنين طويلة خارج المملكة لم اتعرض لعملية نصب أو سرقة أو اختطاف!!! ولا حتى لِمرة واحدة ، بينما نُصِب عليَّ في المملكة وتعرضتُ للظلم والاضطهاد طول عُمري وخاصة مِن المسئولين (بيَّاعين الكلام)!!! بل ولم أجد هناك في بُلدان الكُفر أيُّ شكلٍ من أشكال اضطهاد الإنسانية بِقدْر ما وجدته في بيت الحجة خيرية!!! ، الحقيقة أن الحجة خيرية كانت صادقة!!! لأنها كانت تُقارن لأولادها بين وضعهم الحالي وبين الأوضاع في ادغال أفريقيا وكانت مُحِقةً لأنها لا تعرف غير ذلك ، بينما جماعتنا!!! كانوا يعرِفون كُل شيء ومع ذلك كانوا يُقارنون بين أوضاعنا الحالية المؤسفة وبين أوضاع الناس في أدغال أفريقيا أيضاً!!! مع انهُم على معرِفةٍ تامِّة بالأوضاع في دول العالم المُتقدِّم بِحكم المصياف في أوربا والانتدابات إلى أمريكا!!! وتطور دُول الخليج المُجاوِرة!!! ، فلا عُذر لهُم في كُلِ تِلك الأكاذيب التي كانت تُردد على مسامِعنا سوى غياب أمانة الكلمة ، فهل نرجُمُ تماثيل الكاذبين ونُحْرِقُ قُبُورهم؟؟؟ كلااااااا... إن ذلك لا يجوز فهو لا يتفِق مع توجه الشريعة الإسلامية التي جعلناها لا تُحاكِم إلَّا الضعفاء ولا تحترِم إلَّا الأقوياء (شريعة آخر زمن!!!) .


ختاماً: استطيع القول أن الجميل في بلادنا وجود الجميع تحت مظلة خادم الحرمين الشريفين الذي دائما ما يرد الأمور إلى نصابها رداً جميلا.





الدكتور/ حسن العجمي
Hagmi_25@hotmail.com