بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

هل تستمتع بمشاهدة مسلسلات وأفلام الرسوم المتحركة ؟
أو إذا كنت ممن فقد الطفل في داخله هل كنت تشاهدها في الماضي ؟
إذا كان جواب أي من السؤالين نعم فلابد أنك تعرف قصة البشري الذي تربى في الغابة مع الحيوانات !
قد تكون تعرف ماوكلي فتى الأدغال ..جزيرة النور ..أو طرزان
أو أنك تعرفهم جميعا



تتشابه قصصهم وتختلف في نفس الوقت
فمثلا كلهم يرتدون الزي نفسه
ويختلفون في فصيلة الحيوانات التي ينتمون إليها والكائن الذي يربيهم

طرزان تربيه غوريلا !



جزيرة النور ( الذي أظنه الأقل شعبية ) يحكي قصة بشري تعتني به غزالة
* اقرأ الملاحظة آخر الموضوع *





وماوكلي كان حظه ونصيبه أن يكون من الذئاب



حسنا السؤال الذي أريد أن أكتشفه أثناء إعداد الموضوع وأنقله لكم بكتابته هو
هل جميع هذه القصص هي محض خيال بشري واسع أم أنها تحوير واشتقاق من قصة حقيقية حصلت فعلا يوما ما على الكرة الأرضية ؟
هل يوجد إنسان تربى مع الحيوانات ؟
هل يوجد حيوان نجح في تربية كائن بشري صغير حتى يكبر ؟
هيا نكتشف بذات الحماس الذي كان لدى أبطال قصصنا لاكتشاف الحقيقة !


الإجابة على عنوان الموضوع والأسئلة السابقة جميعا : نعم !
يمكنني الآن ختام التدوينة ولكن لابد من بعض الثرثرة

في الإنجليزية يسمى هؤلاء الأطفال ..الذين لم ينشؤوا بين البشر ولم يربيهم بشر

Feral children وبالعامية wild children
أي الأطفال المتوحشين! أو الأطفال البريين

ويشمل هذا المصطلح أي طفل نشأ في معزل عن أي اتصال بشري منذ سن مبكرة جدا وليس لديه أي خبرة أو معرفة بالرعاية البشرية والسلوك الإنساني الاجتماعي وبالطبع ليس لديه معرفة بأي لغة من لغات البشر! بعض هؤلاء الأطفال فقدوا بسبب ظروف خارجة عن إرادة أبويهم كالحرب أو غرق سفينتهم مثلا . لكن بعضهم تخلى عنهم أبويهم عنية بسبب تأخر قدراتهم العقلية بعضهم عطفت عليه فصائل مختلفة من الحيوانات وربته ..وبعضهم نشأ بمفرده!

ويوجد أكثر من 100 حالة مثبتة لأطفال بريين حقيقيين
معظم هؤلاء الأطفال من الهند تربوا في أدغال البنقال مع الذئاب في القرن التاسع عشر!



أحد هذه الحالات المثبتة وأكثرها شهرة هما الطفلتان أمالا وكمالا واللتان كتب عنهما الوجيه ريفد سينغ وحكى قصته في اكتشافهما ومحاولة تغييرهما.

ففي عام 1920 حكى أهالي القرية لسينج عن مشاهدتهم لشبحين صغيرين بعيون كبيرة يمشيان دائما مع الذئاب. ثم رآهم سينغ بنفسه حين رأى ذئبة أم معها مجموعة من الأشبال اثنان منهما كان لهما مظهر بشري مع شعر طويل ومعقد ! اتضح فيما بعد أنهم فتاتين بشريتين الأولى عمرها 8 سنوات والأخرى سنة ونصف حسب تقدير سينج حيث أنهما لا يملكان شهادة ميلاد !

بصعوبة شديدة تم اختطاف الفتاتين من أمهما الذئبة ..وأخذا ليعيشان في ملجأ الأيتام في ميندابور في الهند حيث كان سينج وزوجته يهتمان بهما .حسب وصفه لهما كانا مستذئبتين تمشيان على أربع كالذئاب وبسبب ذلك فقد قسى جلد ركبتيهما وباطن كفيهما جدا. كانتا تحبان تناول اللحم النيء وتسرقانه إذا سمحت الفرصة وتلعقان السوائل بلسانيهما اللذين كانا يتدليان خارجين فوق شفتيهما الحمراء السميكة دائما ! كانتا سريعتين جدا وتتجنبان البشر دائما وإذا اقترب أحد منهما استعدتا للهجوم عليه. كان سمعهما حادا جدا كما أنهما تستطيعان شم اللحم من مسافة كبيرة .

بعد سنة فقط من عيشهما مع البشر مرضت كلتاهما وماتت الصغيرة أمالا دون أن تتمكن من الوقوف باستقامة على رجلين أبدا ولم تنطق بكلمة بشرية واحدة أما الأخرى فتعلمت نطق بضع كلمات وتمكنت من تناول الطعام كإنسان والوقوف على رجلين .



من القصص المثبتة الأخرى قصة صبيين من سوريا عاشا مع الغزلان وكانا نباتييين يأكلان العشب ! أحدهما كان يسبق الغزلان إذا جرى معهم والآخر كان يظهر من التحية مايدل على انه يعرف الغزلان واحدا واحدا ويفرق بينهم.

هناك أيضا سيدي محمد الفتى النعامة وقد روى قصته بنفسه ذاكرا أنه وصل إلى عش نعام في أفريقيا الشمالية عندما كان عمره 5-6 سنوات وعندما عاد الأبوان الطائران إلى عشهما وجداه وتأقلما معه وكانا يغطيانه بجناحيهما في الليل . عاش معهم 10 سنوات حتى وجده أحد الصيادين وأعاده إلى والديه ولكنه كان يحن دائما لحياته مع النعام!

بالإضافة لماذكر مازال هناك الكثير من القصص الحقيقية المثبتة وستجدون قائمة بأسماء أصحابها الأطفال البريين هنا




من المهم أن نلاحظ أن القصص الحقيقية تختلف عن القصص الكرتونية، فأبطال الكرتون جميعا أذكياء ومهرة وكما سميتهم أبطال ! وينجحون في التأقلم مع الحياة البشرية مجددا بسهولة !

إلا أن القصص الحقيقية تؤكد أن ذلك أصعب مما نعتقد فعلى سبيل المثال ربما لن يتمكنوا من تعلم استخدام المرحاض لقضاء الحاجة وقد يجدون صعوبة في المشي منتصبي القامة ويستحيل تقريبا أن يتعلموا لغة البشر بعد انعزالهم عنهم لفترات طويلة ويعزى ذلك لوجود فترة محدودة من عمر الإنسان يتمكن فيها من تعلم الكلام إذا انقضت دون أن يفعل فلن يفعل أبدا !


وبالإضافة لكون معرفة هذه القصص متعة وثقافة علينا أن ننتبه لما تبينه من أهمية التعليم والتربية في حياة الإنسان
فالنملة لاتحتاج لمن يعلمها كيف تصبح وتعيش كنملة لكن الإنسان يحتاج لمن يربيه ليكون إنسانا !



ملاحظة ومعلومة إضافية :

رغم أني شاهدت ” جزيرة النور ” عندما كنت طفلة إلا أنني لم أكن أعلم أنها تمثيل لقصة حي بن يقظان القصة الفلسفية التي كتبها ابن طفيل في العصور الوسطى إلا بعد قراءتي لهذه التدوينة : طرزان العربي ..أذكى! التي جعلتني أعيد مشاهدة الفيلم بنظرة جديدة ..وأعزم على قراءة الكتاب ..يسرني أن تفعلوا ذلك أيضا وهنا معلومات عن القصة في ويكبيديا.




أخيرا ..أحب إنعاش ذاكرتكم بهذه الشارة المميزة والهادفة !
ساعد غيرك لو تدري ..مامعنى حب الخير
( أعرف أنها حب الغير لكني مصممة على ترديدها هكذا )



[YOUTUBE]ppCXd9Wn0XA&feature=player_embedded[/YOUTUBE]
إعداد : سمر حمدان



المصادر :