سلام الله عليكم و رحمته و بركاته،
لدي جهاز كمبيوتر اشتريته بثلاثة آلاف ريال و يعمل على نظام الويندوز الذي لا تقل قيمته عن الألف ريال و يغص بالكثير من البرامج الأجنبية و العربية فهناك ال3ds max و الذي تربو قيمته على العشرة الاف ريال و الفوتوشوب الذي تقارب قيمته الثلاثة الاف و هناك الاوتوكاد و الفلاش و الأوفيس و مكتبة كبيرة من البرامج التي تتعدى قيمها المئة الف ريال و البرامج الموسوعية العربية كبرامج الحديث و الفقه و الكثير الكثير غيرها من البرامج التي تتسابق أسعارها لقصم ظهر مستخدم الكمبيوتر الذي يملك تلك الصفة المسماة (ضمير).
بالنسبة لي فيبدو أن ضميري تنتابه حالة من النوم عندما تتعلق الجناية بالكمبيوتر، فلماذا اخسر ميزانية شركة في حين أنه بإمكاني أن أحصل على ما أريد بميزانية طالب تأتيه مكافأته شهرا و تغيب ثلاثة، و غالبا ما يكون عزائي في سرقتي لجهود الآخرين و لخلاصة عملهم أن هذه البرامج تصدر من العدو (أمريكا)، و لكن للحق فأنا أعلم أنني ألعب على نفسي بذلك لأني غير مقتنع بأن كرهي لأمريكا يعطيني الحق في سرقة محصول شركاتها البرمجي. و أما فيما يختص بالبرامج العربية فإني لا أستطيع احتمال رؤية القسم و الضغط عليه مقسما على أن النسخة التي استخدمها اصلية، و بالتالي فإني لا استعمل هذه البرامج، أما البرامج العربية التي لا تكون مرفقة بالقسم فإني أحاول ان اقتع نفسي بأن البائع الذي زودني بهذه البرامج هو من يتحمل الذنب و من ثم اقوم بتركيب هذه البرامج إن كنت ارغبها بشدة و ان كنت لا احتاجها فإني لا اقوم بتركيبها مقنعا نفسي بأن (ضميري) هو الذي يمنعني من ذلك!
على كل حال فإنه حتى و لو استيقظ ضميري من سباته العميق فلن أستطيع توفير المبالغ التي تتطلبها تلك البرامج و سأظل أحلم باستخدام البرامج التي يستخدمها و يتحدث عنها الكثير غيري بتراب الفلوس.
أنا حتى الآن صابر على حكحكات ضميري و لكني أخشى أنه مع تزايدها ستصيبني حساسية و أرجو أن يتحقق العدل و الإنصاف في مجال البرامج للمنتج و للمستهلك في آن واحد، فمن غير الإنصاف أن أشتري هذه البرامج بتراب الفلوس التي لا يطول المنتج منها درهما واحدا، و من غير الإنصاف أيضا أن أدفع كل هذه المبالغ في برامج لا أستخدمها إلا قليلا من المرات.
ما رأيكم أنتم؟ ماهو الإنصاف و العدل (و ليس الحل) الذي يرضي الضمير و ينصف المنتج و المستهلك؟
----------------
أنا لست متناقض،
و لكني أفكر بوضوح!