الحقيقة في الخناقة الأخيرة التي شاهدناها وصلنا إلى نتائج سيئة ، أحسست بأننا نغوص في المزيد من الوحل ، وهناك ثلاث جهات متهمة ، لا أقول أن المشتكي كاذب ولا أقول أن المشتكى عليه مذنب ولا أقول في أحد إلا كل خير ، لكن سأتكلم عن أساس الحوار الذي دار بينهم ، أما من المخطيء في الأصل فلا علم لي به ، والقضاء يوم القيامة عند الله ، وأما في نهاية الموضوع فبدى لي أن 3 هم المخطئون:
(1) الأخ المشتكي الذي من البداية جعل من نفسه قضية محورية خطيرة وعمم الحكم على المستضيف بأنه (حرامي ، مرتزق ، علج ، سارق) مع العلم بأن قابلية وجود هذا العطب غير مستحيلة ، وسبق أن وقع لي نفس العطب والأخوة في سوالف لم يألوا جهدا وتم إصلاحه ، الأخ المشتكي لم يألوا جهدا في التشنيع بأخوانه ووصفهم بما شاء والاستعانة برسائل ، ولعل هذا يعطي الشركات عموما درسا في الاحتفاظ بكافة الرسائل التي تصلهم من زبائنهم للاستعانة بها ، نعم ، إن بناء موقع من الصفر ليس بالشيء الهين ، ولكن القوي قوي ما دامت اليد التي استخدمها لبناء مشروعه موجودة.
(2) شركة الاستضافة التي أعطت درسا قيما في قدرتها على اقتحام خصوصيات المواقع واحراج صاحب الموقع ، وأنا هنا لا أدفع الاتهام عن المشتكي ، ولا أتهم الشركة المستضيفة بتلفيق تهمة ، لأني أرفض أن أكون حكما ، لكني أحاكم ما لحق من تصرفات لأني أراها أمام عيني ، فقيام الأخوة باظهار اشتراك فتاة كمدير للمنتدى وواضعة صورة Avatar على شكل بنت لا يعني من قريب أو بعيد بأنها هي من قام بذلك ، ولذلك هذا لا يعد دليلا ، ولذلك نسأل الشركة المستضيفة ، هل لو كان مكان هذه الفتاة شاب هل ستلجأ لهذه الطريقة للدفاع عن نفسها؟ علما بأن الإنترنت لا تميز بين شاب وشابة من حيث قدرتنا على كشفهم فقد يكون شابا منتحلا لشخصية فتاة وقد تكون فتاة تنتحل شخصية شاب ، وفي النهاية ، لما رضيت شركة محترمة أن تقوم بهذا التصرف الذي لم يقصد به الاستدلال بقصد ما هي طريقة لإحراج المشترك ، ثم أين النسخ الاحتياطي؟ انا مستضيف عند شركة تنسخ يومي وأسبوعي وشهري ، وأقسم بالله لو انهار السيرفر كاملا فلن اطالب الشركة بأي شيء ، لأني في النهاية مضطر انزل النسخ الاحتياطي بين وقت وآخر على جهازي وأخزنه على سيدي ، ومع ذلك كان ينبغي على الشركة أن تكون مستعدة لهذا الموقف.
وسأعود لألوم شركة الاستضافة التي وقعت في خطأ فادح وهي تبحث عن أي دليل إدانة فوصلت إلى ما لا يرقى للاستئناس به فضلا عن أن يكون دليلا فاستخدمته من حيث تقصد أو لا تقصد لإحراج الرجل.
(3) الأخوة المحكمين ، البعض دار مع صف المشتكي ، والآخر دار مع صف الشركة ، إذا لم يكن لديك برهان رأيته بعينك فاعلم أنك ارتكبت جرما بوقوفك حكما فيما لم تحكم فيه ، الله أراحك من هم أن لست أهلا له وهو (القضاء) فقد ثبت فيما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم (من ولي القضاء فقد ذبح بغير سكين) ، ما تكلم به المشتكي وما تكلمت به الشركة المستضيفة يعتبر في حقنا ضربا من ضروب الغيب ، فمن أنت حتى تنصب نفسك حكما فتحكم للمشتكي أو للشركة بأنه على حق؟؟
وتجاوز البعض الحد ليصدق فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم (وإذا خاصم فجر) فلعن الشركة المستضيفة ، واتفقت الأمة قولا واحدا على تحريم لعن المعين ، سواء كان تاركا للصلاة أو شاربا للخمر أو زانيا ، ولو كان ظالما ، فكيف يتجرأ هذا على اللعن والسب.
وأقول لكلا الطرفين (وخيرهما الذي يبدأ بالسلام) فوالله الذي لا إله إلا هو ، أن صاحب شركة الاستضافة لو اعتذر من البداية من دون الدخول في كل هذه التفاصيل وحاول جهده في إرجاع ما يمكن إرجاعه مع اعتذار أخوي عريض لارتفعت أسهمه في قلوبنا ولوجدنا أنفسنا نندفع لطلب الاستضافة لديه ، ولو أن الأخ المشتكي اكتفى بكتابة شكواه من دون اتهام بالسرقة والنصب لكان الوضع أفضل مما آل إليه ، ولكن كل اختار لنفسه أنه الحق المطلق وأن ما عداه الباطل ، وصف من الأعضاء اختار هذا الصف ، وآخر اختار هذا الصف ، فباء كل منهم بأثمه ، ولو كان معهم الحق فما لحق من مشاركات جاءت بما لا يرضاه الله من قول أو فعل.
ولو أننا جميعا ، شركات استضافة وأعضاء ، أخوة مسلمين ، كنا نستشعر هدي رسولنا صلى الله عليه وسلم أو حتى نتخيل أنه بجوارنا يراقبنا لاستحيينا من أنفسنا أن نتردى إلى هذا المستوى ، كيف والله علينا رقيب مطلع على ما يخفى؟
لعل كلامي هذا لا يروق للبعض ، ولكني اكتبه وأنا رايق على الأخير ، ولعلني لو كنت في موقف الطرفين أكون أسوأ خلقا منهم ، ولكن المسلم مرآة أخيه يقوم اعوجاجه ويصحح مساره.
فمن الذي يبدأ بالسلام؟ ومن الذي يتنازل؟