القراءة في العالم العربي
السلام عليكم
اكتب لكم اليوم موضوع عن القراءة في العالم العربي وكيف أنها تأثر بشكل لا يصدقه العقل على حضارة الشعوب وتقافتها وتسهيل حياتها. أكتب لكم هذا الموضوع والذي كلنا يعرفه وفي نفس الوقت كلنا نتجاهله لسبب أو لأخر...

لماذا لانكتب ...؟
هذا السؤال خطأ فالأصل أن يقال
لماذا لا نقرأ ؟
بحثا عن الإجابة عن هذا السؤال قمت ببحث في الأنترنت وجمعت بعض الإحصائيات وحاولت إيجاد علاقة تناسبية بينها وإليكم التقرير التالي:
بعيدا عن الإحصائيات المجنونة ولكن للأسف صائبة عن أن معدل القراءة للعالم العربي ككل لا يفوق معدل القراءة في دولة واحدة من دول العالم المتقدمة كإسرائيل أو فرنسا مثلا. فإن مشاكل القراءة في العالم العربي لا تتوقف عند الإحصائيات بل تتعدى ذلك لتصل إلى محاربة الأمية فقط أما إدخال القراءة فهذا أمر أخر.
و حتى مع كون أول أية في كتاب الله عز وجل هي { اقرأ باسم ربك الذي خلق } فهذا ليس دافعا كافيا للمسلمين للقراءة ليس فقط بين وسط الناس العاديين بل حتى المتشددين في تطيق شرائع الدين...
وسأقوم بذكر بعض أكبر المصائب في فهم معنى القراءة.
- أغلب الناس يعتقدون أن القراءة هي فتح جريدة أو كتاب طب أو أيا كان وبدئ القراءة. (وهذا بسبب عدم تنظيم الحملات للتوعية بفوائد القراءة وإنعدام البيداغوجية التوعية بها).
- وهناك من يعتقد أن قراءة القرآن الكريم هي القراءة فإذا قرأ القران الكريم فهو إنسان يقرأ...
- البعض الأخر يعتقد أن القراءة هي الدراسة وأن مجرد تخرجه أو خروجه من الدراسة فقد إنتهى عهد القراءة.
- البعض يعتقد أن القراءة هي ان تعرف القراءة ليس أكثر.
طبعا هذه أهم المصائب في فهم معنى القراءة,
وهذه أهم المشاكل في العزوف عن القراءة.
- الإنسان العربي إنسان طموح جداً ولكن في المقابل فهو إنسان سريع التأثر بالإحباط. فإذا كنت سأقرأ ولن أسفيد مما أقرئ عمليا لأن حكومتي أو نظام الحكم المعتمد في بلادي لا يسمح لي بذلك لضروف إقتصادية أو سياسية فهذا سيجعلك علمك ينقلب ضدك مما سينتج عنه موجة إحباط كبيرة جداً ستأثر على مستقبل في القراءة وعلى مستقبل من يقدرك كشخص.
- عدم وجود كتب عربية مفيدة للقراءة
- ضعف المحتوى وسياسة التوجيه المكتبية .(كمثال بعض الناس تحب القراءة السياسية وهنا فلا أمل لها في العالم العربي فستقرئ مقال كله يمدح السياسية وكأنها سياسة إلاهية منزهة عن الخطأ وهذا يحب الإنسان العربي)
- غزو الكتب الدينية والطابع الديني على تفسير الكثر (معظم الناس عند شراء كتاب بالعربية فهو بنسبة 99% يكون كتاب ذو تخصص إسلامي وإذا كان مترجم فإن الطابع الإسلامي في الترجمة يطغو على الكتاب مما يفسد الفكرة ككل في بعض الأحيان )
- خط القراءة بالكتب يكاذ يكون موحد (طباعة الحروف منذ العصر الحجري) فقط المجلات التي أصبحت تطبع بنمط بحرف عربية صالحة للقراءة.
- أغلب الكتب العربية خالية من الصور مما يثير الشعور بالملل وهذا لعدم وعي الكتاب لتأثير التلفزة في تلقي المعلومة فهي غالبا ما تكون مصاحبة للصور.
- غياب التقة والتواصل بين الكاتب والقارئ فأنت تقرئ كتاب تجهل كاتبه وعنوانه وكيفية الإتصال به ويكفيك أنه يعرف نفسه في سطرين في مقدمة الكتاب.
- غلبة الأعمال الفنية الأدبية على الأعمال العلمية العملية والإجتماعية ذات الطبيعة التعليمية. فأغلب الكتب عبارة عن قصص وروايات أو ديوان شعر ونلاحظ غياب كلي للكتب ذات الطبيعة العلمية كالكتب الفلسفية ذات التخصص المعين كفلسفة التجارة أو فلسفة التعاملات ... وأيضا غياب كلي لكتب الأبحاث العلمية فهذا النوع الأخير من الكتب نادرا ما تجده بينا الكتب الغربية تجدها تشكل فيضانا عليك بالمعلوماتا القيمة والتجارب العملية . (الأبحاث العليمة لا يقصد بها الأبحاث النووية والكميائية والجيولوجية بالتحديد بل حتى الأبحاث العلمية في ميدان التعاملات والعلاقات الإجتماعية والتجارية وأيضا كتب الأبحاث العلمية في النظافة المنزلية أو بناء الحدائق أو تعليم النجارة أو الميكانيك ... )
نسبة مبيعات الكتب باللغات الأجنبية يعد أكثر بكثير من أو بنسبة 100 مقابل كتاب واحد للكتب العربية في داخل الدول العربية.وكما أسلفنا الذكر فهذه النسبة راجعة للعوامل التي سبق ذكرها.
في رأي الشخص أن حب القراءة يجب أن تكون لها قواعد أساسها.
الحرية التعبيرية
(الحرية السياسية مثلا , عدم الخوف من قراءة مقلات سياسية عدم الخوف من كتابة أشياء خارجة عن العرف العام (طبعا في الإطار الديني المسموح) عدم الخوف من قول كلمة الحق للجهات المعنية القدرة على نشر حقائق لا يريد أحد معرفتها وحماية الدولة لها ... إذا لم تفهم معزى كلامي فعليك بالقراءة من جديد )
الحربية التنفيذية
(بعض الناس تقرئ كتب حول مدى ذكر الله في حلقات ... بعض الدول العربية إذا قمت بتجمع في بيتك لذكر الله والتفكر في خلق الله ستصنفك أنت ومن معك كخلية منظمة وربما يتم التحقيقة معكم ... في مجال أخر قد تقرئ مقال حول حقيقة تاريخية معينة وعند محاولتك النقاش فيها ستجن كحقيقة الهلوكوست وإذا تكلمت عنها فعليك أن تحذر مع من تتكلم... فقط أمثلة من الجانب الديني والسياسي أما الجانب العلمي فإذا قرأت شيئا مهما وحاولت تنفيذه فسقول لك حكومات الدول أدخل معك بالنصف في المشروع لنعطيك الرخصة أو فلن تحلم بها... وهذه وقعت لاحد أفراد العائلة)
الحرية الإبتكارية
(هل أنت مخترع هل أنت كاتب هل أنت مفكر أهلا بك في عالم التدمير العربي لأمثالك هذا هو الشعار الذي ترفعه المنظمات المسؤولة على حماية الحقوق التأليفية .. هل عندك كتاب حول أمر معين تريد طرحه للشعب إذا كان فيه شيئ سيسبب لهم مشاكل في قبلو وضعهم الحالي فسرفض وممكن أن تسجن إذا حاولت دعم نشر كتابك بنفسك... والأمثلة كثيرة..)
وهذه الأسس الثلاتة لا توجد أو إذا وجدت فهي لا توجد بشكل حر بشكل كافي في الدول العربية.
فالقراءة ذات علاقة مباشرة مع الحركة فكلما قرأت أكثر كلما زاد حماسك للحركة أكثر وللتحرر من قيود وهمية فرضت لجهلك بحدود حريتك...
كيف يرضى شخص ولد حراَ ان يقوم بشئ فقط لأنه ولد في بلد معين أو مكان معين يمنعه من فعل ذلك...
الحرية نتيجة القراءة القويمة والبحث المستمر (أغلب الناس تتخيل عند سماع القراءة أن تنام وسط الكتب وتستيقض وسط الكتب والحقيقة أن هذا الأمر لا يمت للقراءة بصلة فالقراءة هي كلمة تعني لا تترك عقلك محدود على المعلومات التي تصلك فقط بل عليك بالبحث ومعرفة المعلومات التي لم تصلك أو حجبت عنك)
القراءة ستدفع العرب للتحرر من جهلهم وعبدويتهم لتقديس من لا يجب تقديسه وإحترام من لا يجب إحترامه وأن يحكم من هو جدير بالحكم لا أكثر ولا أقل وغير ذلك فنحن في غابة نحن من بنيناها بجهلنا وإبتعادنا عن القراءة التي هي مفتاح تحررنا وفي الأخير نسب ونلعن هذه الغابة.
الموضع طويل ولكن هذا تلخيصه.
وأعتذر عن بعض الأخطاء الإملائية .
styl3rs
التعديل الأخير تم بواسطة styl3rs ; 15-11-2008 الساعة 04:03 AM
__________________
الأفضل أن تموت وأنت تقاتل من أجل شيئ ما أو أن تعيش من أجل لاشئ.
وكيف بك إذا كان ما تقاتل من أجله شيئ نبيل ؟.