أخي الكريم لماذا لم تسأل سؤال عكسي ... حتى نفهم كيف تفكر في الموضوع ... و هو :
لماذا انتصر المشركون على المسلمين رغم قلتهم ؟ الجواب اوردته في نصك : و هو كالتالي :
و هذا يعني أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان معلما دينيا بينما القتال و الحروب تحتاج خبرات و عقول خاصة و متخصصة ... و هنا بالضبط نتكلم على المؤسسات.وإذا لم تكن قد أخذت بأسباب النصر وقوانينه. فالنصر والهزيمة ونتائج المعارك لا يحسمها الكثرة والقلة، وإنما ثمة أمور أخر ورائها، لا تقل شأنًا عنها، إن لم تكن تفوقها أهمية واعتبارًا، لتقرير نتيجة أي معركة
تلك المؤسسات متمثلة في احد الصحابة رضوان الله عليه اسمه خالد بن الوليد ... حيث سواء اكان معه قلة من الجيش او الكثرة كان ينتصر انتصارا ساحقاً بمشيئة الله عز و جل. ذلك ان مرجعه و رئيسه و معلمه رجل صالح. على خلاف ماكان الوضع قبل ان يسلم حيث كان يدمر و يفتك بالمسلمين ذلك ان سلطانه كان سلطانا فاسداً ولو انه مؤسسة قوية و فاعلة.
و رغم ذلك اجد ان التشبيه بالرسول في عهدنا اليوم ليس تشبيه صائب. لأن سلطان اليوم ليس رسولاً و لا نبياً لذلك وضعت له القوانين و الأحكام لتفصل بين الصالح من الطالح من افعاله و قراراته.
عندما يكون السلطان فوق القوانين و فوق الأحكام بل و يلعب بها كما يريد فإعلم عزيزي أن مؤسساتك هي مجرد اكوام حجارة و تبدير للأموال. لأن ساسها و هو سلطانها فاسد. و قد تكون سلاحاً في ظهر الشعب نفسه.
و اذا كانت مؤسساتك فاسدة و سلطانك فاسد كيف تريد للشعب ان يصلح نفسه ؟ مع إحترامي ... لا بد ان تقتنع بهرم السلطة و أن السلطة تسهل في النزول من فوق لأسفل لا من أسفل لفوق.
و ان صلح سلطان قوم سهل صلاحهم ... و ان فسدوا ... فعلى الصالحين اصلاح الإثنين ... لا مطالبة كل فرد بالإصلاح من القوم حتى يصلح السلطان.... فهذا كالتجديف عكس التيار ... منذ انهيار الخلافة الاسلامية و نحن نطالب الجميع باصلاح نفسه حتى يتغير وضعنا ... و مازلنا إلا نزداد سوءً .... و إلى متى ... سنقتنع ان مطالبة اصلاح الجميع لأنفسهم ... ضرب من العشوائية و عدم وزن الأمور في ميزانها الصحيح.