تحت الإختبار: المراجعة التفصيلية و نظرة تحليلية على الآي فون 4 من أبل

iphone-4-review-2

حينما نتحدث عن الجيل الرابع من هاتف الآي فون فإن الأمر يختلف قليلا عن حديثنا عن أيا من الهواتف الذكية الأخرى, لأن الموضع الحالي الذي تقف عنده أبل في مجال تطوير أجهزة الحوسبة المحمولة على إختلاف أشكالها – و أحجامها – أصبح أكثر تعقيدا مما عليه الحال مع الغالبية العظمى للهواتف الذكية الأخرى المنافسة. فهناك نظام تشغيل iOS .. و من ثم هناك هاتف الآي فون 4.

و نظام تشغيل iOS في إصداره الرابع لم يعد مجرد نظام تشغيل للهواتف الذكية بل أصبح نظام تشغيل موحد يهدف الى تقديم وظائف إنتاجية و إستهلاكية محددة بحدود معينة من حيث إعتمادها أو إستقلالها عن الحاسب و ذلك عبر تجربة إستخدام رائدة و صديقة للمستخدم تعتمد على اللمس, و لما كان نظام التشغيل iOS هو نظام موحد – بل ربما أحد أكثر أنظمة التشغيل إنتشارا في العالم إذا ما أخذنا بالحسبان مجموع أجهزة الآي فون – من إصداره الأول و حتى الرابع – و الiPod touch – بجميع إصداراته – و الآي باد التي بيعت منذ أن ظهر النظام للمرة الاولى و حتى هذة اللحظة و هو ما انتهى بهذا النظام الى أن يكون كيانا مستقلا بذاته يعمل على تطويره فريق متكامل من خيرة مهندسي أبل لتقديم مزايا و خصائص جديدة يتم توظيفها بطرق مختلفة عبر هذة المنصات الثلاثة التي تستخدم النظام ذاته.

لحظة, ليس المقصود من هذة المقدمة ان نخرج عن سياق الحديث عن هاتف الiPhone 4 و لكنني ظننتها ضرورية لإيضاح أن معرض حديثنا الرئيسي هنا هو الهاتف ذاته مع التطرق قليلا الى بعض الخواص و المزايا الجديدة التي سينفرد مستخدمي الآي فون 4 عن غيرهم من مستخدمي أجهزة iOS 4 الأخرى بالإستفادة منها, و لن نخوض كثيرا في تفاصيل نظام التشغيل الذي تحدثنا عنه مرارا و تكرارا مع كل تحديث سابق عندما إختبرنا لكم الآي فون 3G, الآي فون 3GS و الiPad.

عودة الى هذا الهاتف الذي أحرج أبل للمرة الأولى و أجبر رئيسها التنفيذي ستيف جوبز على الخروج عن صمته المعتاد في مواجهة مشكلة ضعف إستقبال الهاتف لتغطية شبكات الهاتف المحمول عند الإمساك به في وضع محدد. نعم, بالفعل, لقد تعمدت أن أبدأ الحديث عن الآي فون 4 من هذا الموضع الشائك, ليس بغرض المزايدة في هذا الأمر و الذي جاوز الحديث عنه حدود الملل و لكن كي أشير الى ملاحظة شخصية وجدتها تطغى على منتجات أبل بشكل عام مؤخرا و أخشى ما أخشاه أن تصبح هي السمة الغالبة فتنال من ذلك اللقب الذي لطالما كان هو قلب رسالة أبل الدعائية مع جميع منتجاتها و هو “السهولة في التعامل, الجودة, و قلة المشكلات الفنية”.

في تجربتنا الخاصة للهاتف نجحنا في إستنساخ المشكلة ذاتها كما تناولتها جميع الاوساط, و نحن هنا لا نقول بأن الأمر قد يعيق من استخدامك للهاتف أو أنها مشكلة حيوية تحيل هذا الهاتف الذي أنفقت الكثير لشراؤه الى قطعة معدنية متقنة التصميم بلا فائدة, كما أننا لا نتطرق الى كيفية تعامل أبل مع الأمر و لكننا نؤكد أنها ليست حالات فردية و أنها ليست تخيلات للبعض و لكنه أمر حقيقي و فعلي و أنك تستطيع بالفعل عبر إحكام قبضتك بشدة على موضع وجود هوائي الإستقبال – هذا الشريط الاسود الجانبي – يمكنك أن تجعل هاتفك يفقد 3-4 من علامات قوة إشارة شبكة الهاتف و أن ذلك يحدث في الظروف العادية و في أماكن ذات تغطية مثالية و ليست ضعيفة.

ملاحظتي الشخصية هي أن أبل مؤخرا قد بدأت في إستعجال طرح بعض من منتجاتها للإلتزام بخطوط زمنية محددة لا أدري إن كان هناك فائدة فعلية من التمسك بها و هو ما جعلها تتغاضى عن أمور بسيطة لتقوم بإصلاحها لاحقا في تحديثات أو خطوات تالية, مثلما حدث مع الآي فون 4 و من قبله مع مشكلة الإتصال بشبكات الواي فاي اللاسلكية مع الآي باد – و هي المشكلة التي نؤكد كذلك من واقع التجربة على وجودها في الإصدار الأول من نظام تشغيل الآي باد – و كذلك ما نراه من نفاد جميع الكميات المتاحة من أجهزة الآي فون 4, النسخة ذات اللون الأبيض من الآي فون 4, الآي باد و حتى جميع الملحقات مثل الiPad Camera Connection Kit و حتى حقيبة الآي باد و التي تتراوح فترات الإنتظار لكي تحصل على أيا منها بين 4-6 أسابيع.

فلنضع هذا الحديث جانبا, و لنعود سريعا الى حديثنا الرئيسي .. عن الآي فون 4 ..

التصميم:

لا تسعفني ذاكرتي لأتذكر أنني قد وضعت بين يدي جهازا آخر خلال السنوات القليلة الماضية و جعلني أشعر بجودة و إحكام و إتقان التصميم و الخامات مثلما يجعلك الآي فون 4 تشعر حين تمسكه بين يديك. الواقع هو أن الخطوط الأكثر حدة لتصميم هذا الإصدار من الهاتف مقارنة بسابقه لا تزال تحتاج منك الى بعض التعود و هو الأمر الذي لا يبدو مستغربا لمن إعتاد التصميم الإنسيابي للجيلين السابقين من الآي فون كما قد يكون أحد أسباب هذا الشعور هو هذا الشبه الكبير بين الجهة الأمامية و الخلفية للهاتف و التي باتت مصنعة من الزجاج بملمس لا يختلف شيئا عن شاشة العرض الامامية و لكنك سرعان ما تدرك أن هذا الإحكام و الإتقان في كل ما يتعلق بالتصميم و الخامات المستخدمة في هذا الهاتف ربما تكون هي الأفضل في سوق الهواتف الذكية في هذة اللحظات, إذا كنت مثلي قد شعرت من قبل بأن أزرار الهواتف بشكل عام تهتز قليلا في موضعها, فيمكنك أن تنسى تماما هذا الشعور مع الآي فون 4 فالهيكل المعدني و الازرار التي تطل من خلاله تبدو و كأنها جميعا قطعة معدنية واحدة, لا توجد فراغات أو ميلليمترات قليلة تسمح بإهتزاز أحد الأزرار بل ان كل شئ محكم .. و بشدة.

شاشة العرض – Retina Display:

السؤال الأول الذي دار بذهني قبل أن أستخدم الهاتف و لا أشك انه يراود الجميع كذلك هو, هل هناك بالفعل هذا الفارق الكبير بين هذة الشاشة و التي تبدو و كأنها فريدة من نوعها في سوق الهواتف الذكية في الوقت الحالي و بين شاشة العرض في الإصدار السابق ؟؟ بشكل عام فإن شاشات العرض التي تقدمها أبل تمتاز دائما بجودتها العالية و هو ما يسهم في تلك الجاذبية التي تتمتع بها أجهزة أبل و لكن للإجابة عن هذا السؤال السابق في كلمة واحدة, نعم .. هناك فارق .. و لكن الحقيقة هي أنك لن تشعر بهذا الفارق في جميع الظروف, الفارق الهائل و الملحوظ يظهر عند مطالعة النصوص المكتوبة سواء كان ذلك داخل التطبيقات, في صفحات الإنترنت أو حتى في قوائم الهاتف فالنصوص صغيرة الحجم تبدو شديدة الوضوح و الدقة نظرا لاستخدام هذة الشاشة بدقتها العالية أما عند مشاهدة مقاطع الفيديو أو القيام بمعظم الوظائف الأخرى فالأرجح أنك لن تشعر بفارق كبير.

الأداء:

إذا كنت قد استخدمت الآي باد, فهذا هو الاداء ذاته الذي ستحصل عليه مع الآي فون 4, ببساطة فإن جميع المهام و التطبيقات تعمل و تغلق لحظيا بدون أي تباطؤ كما أن التنقل بين التطبيقات المفتوحة – الMultitasking – يعمل بانسيابية تامة حيث لم نلحظ تأثر لأداء الهاتف بعدد التطبيقات المفتوحة و عند التنقل بينها. السؤال الذي لا يزال يطرح نفسه هو هل سيؤدي الآي باد بالشكل ذاته عندما يحصل على التحديث iOS 4 و الذي يدعم التنقل بين التطبيقات ؟؟ أم أن زيادة الذاكرة العشوائية في الآي فون 4 هي السبب في هذا الاداء المتماسك.

هناك جوانب أخرى لاداء الهاتف قد يكون من المفيد لفت الإنتباه اليها, فالآي فون 4 مزود بمايكروفون مزدوج لالتقاط الصوت بنقاء أفضل مع التخلص من الضوضاء المحيطة أثناء المكالمات و هو ما تم إختباره و لاحظنا وجود تحسن طفيف مقارنة بالجيل السابق في حين يصبح الفارق أوضح كثيرا بالحديث عن جودة الصوت الذي يتم تسجيله عند مقارنته بالمايكروفون المدمج بجهاز الآي باد, أما السماعة الرئيسية للهاتف – و التي لا تزال سماعة وحيدة تقدم جودة صوت متوسطة – فقد لاحظنا أن الصوت الناتج عنها عند اختيار أعلى مستوى للصوت مرتفع بنسبة واضحة عن الجيل السابق و إن كان لا يزال أقل من مستوى الصوت الناتج عن الآي باد و الذي يحمل سماعات مدمجة بحجم أكبر مما يحمله الآي فون.

الكاميرا الرقمية و التقاط الصور الثابتة و مقاطع الفيديو:

الآي فون 4 يحمل كاميرا رئيسية بدقة 5 ميجا بكسل ذات قدرة على تصوير الفيديو عالي التحديد بدقة 720p  إضافة الى فلاش LED يمكن استخدامه في وضع التقاط الصور و كذلك أثناء تصوير الفيديو و كاميرا أمامية منخفضة الجودة خاصة بمكالمات الفيديو. و على الرغم من أن الآي فون 4 يعطيك الإمكانية في استخدام أيا من الإثنين في التقاط الصور أو الفيديو كيفما شئت إلا أنه من الصعب تقبل جودة الكاميرا الامامية و استخدامها في غرض آخر خلافا لمكالمات الفيديو خاصة في التقاط الصور و إن كانت جودة الفيديو مقبولة الى حد ما.

إضافة الفلاش هو أمر مرحب به و إن كنت لا أزال بشكل شخصي غيرمقتنع كليا بفعالية الفلاش في التقاط صور متقنة عالية الجودة باستخدام الهواتف المحمولة أيا كانت, و لكن نعود لنقول بأن وجود الفلاش أفضل من غيابه كما أن إتاحة استخدامه في وضع تصوير الفيديو هي خطوة جيدة كذلك لا أعلم لماذا غيبتها بعض الشركات الاخرى و حصرت استخدام الفلاش على الصور الثابتة. الملاحظة الثانية تتعلق بسرعة إلتقاط الصور و هو شئ  ملحوظ إذ تقارب سرعة التقاط و حفظ الصور في الآي فون 4 ما تقدمه بعض الكاميرات الرقمية الإحترافية و تتفوق بفارق كبير عن الاغلبية العظمى لكاميرات الهواتف المحمولة.

جودة تصوير الفيديو:

*ملحوظة: سوف يتم تناول جودة تصوير الآي فون 4  بشكل تفصيلي بإذن الله في مقال لاحق مع تقديم مقارنات لجودة الفيديو التي تلتقطها كاميرا الهاتف الامامية و الخلفية و مقارنات مباشرة مع كاميرا رقمية عالية التحديد و مع هواتف أخرى في مقال لاحق

الصور الرقمية الثابتة:

لا يزال الآي فون يقدم مثالا يحتذى به من حيث حرارة الألوان و حيويتها و مطابقتها للواقع, و لا يختلف الآي فون 4 فيما يتعلق بهذا الأمر و إن كان يضيف مزيد من الجودة و النقاء بالنظر الى المستشعر الضوئي الأكبر حجما الذي تم إستخدامه و الدقة الأعلى التي باتت متاحة.

البطارية:

لقد نجحت أبل في زيادة الزمن الممكن تحقيقه مع بطارية الآي فون 4, و تتراوح الزيادة التي استشعرناها في هذة التجربة بين 10-20% مقارنة بالإصدار السابق و تتفاوت بحسب الوظائف التي تستخدمها و درجة إضاءة شاشة العرض على وجه التحديد. لم نحصل على الشعور ذاته الذي تحصل عليه مع الآي باد بأنك تستطيع أن تتحرك بحرية  دون أن يكون الشاحن بالجوار و لكننا نظن أنه أمر منطقي نظرا لأن الآي باد الذي تناولناه سابقا في تجربتنا لم يحتوي على إتصال دائم بشبكة الجيل الثالث.

الختام:

إننا لن نقول أن الآي فون 4 هو أحد أفضل الهواتف الذكية المتاحة في الأسواق في هذا الزمان, و لكننا سنقول أن ما يميز هذا الهاتف هو نظرته الخاصة الى المستقبل و قدرته على أن يفرض نفسه في كل وقت بهذة اللمسات الفريدة التي تضيفها اليه أبل, فربما تكون هناك أنظمة تشغيل تقدم مزايا و خدمات لا يقدمها الآي فون, و توفر حرية إستخدام تفوق قيود أبل العقيمة على نظام iOS, و ربما تكون هناك هواتف أخرى تتفوق من حيث الأرقام. و لكنها تبقى جميعا في نطاق المألوف, فالمألوف و التقليدي هو أن تضيف المزيد الى جودة الكاميرا أو زمن تشغيل البطارية أو قياس شاشة العرض و لكن الواقع هو أن ما يميز أبل و يمنحها هذة القدرة على لفت الإنتباه ليس إضافة مكالمات الفيديو أو الكاميرا الامامية و لكن هو الإلتفات الى تلك الإضافات الغير تقليدية, البعيدة عن المألوف كأن تضع شاشة عرض بقياس 3.5 إنشات و لكنها تعرض صورة بدقة 960×640 بكسل, أو أن تصنع الجهة الخلفية لهاتف محمول من الزجاج و أن تضيف تقنية مثل الجيروسكوب قبل أن يستخدمها البقية.

تحت الإختبار: المراجعة التفصيلية و نظرة تحليلية على الآي فون 4 من أبل 1

لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر

Exit mobile version