
ما هي حقيقة هبوط طبق طائر في امريكا في الاربعينات، هل حدث بالفعل وتسبب في نقلة تكنولوجيه هائلة للولايات المتحدة الامريكية؟ سوالف سوفت تفتح الملف.
في ظل ضبابية منتصف القرن الماضي، حين كانت الحرب الباردة تلوح في الأفق وتكنولوجيا الفضاء تخطو خطواتها الأولى، ظهرت قصة هزت أمريكا من الأعماق: هبوط طبق طائر في صحراء نيو مكسيكو.
لم تكن مجرد شائعة عابرة، بل تحولت إلى أسطورة حية، تتناقلها الأجيال وتثير الجدل بين المؤمنين والمشككين. روزويل، تلك البلدة الصغيرة التي لم يسمع بها أحد من قبل، أصبحت فجأة مركز الكون بالنسبة لعشاق الظواهر الغامضة. لكن ما الحقيقة التي تختبئ خلف ضجيج الإعلام وتضارب الروايات؟ هل كان مجرد بالون طقس تحطم تحت أشعة شمس يوليو الحارقة، أم أن الحكومة الأمريكية أخفت أدلة على زيارة كائنات من عالم آخر؟ الأوراق الرسمية تقول شيئاً، لكن شهود العيان يقولون شيئاً آخر.
البعض يقسم بأنه رأى جثثاً غريبة، بينما يصر الجيش على أنها دمى اختبار. بين كل هذه التناقضات، تبقى روزويل لغزاً مفتوحاً، يشبه رواية خيال علمي كتبتها الأقدار ببراعة.

حقيقة هبوط طبق طائر في امريكا في الاربعينات
في يوليو 1947، أعلنت قاعدة روزويل الجوية العسكرية عن استعادة حطام “طبق طائر” من مزرعة قريبة. الخبر انتشر كالنار في الهشيم، لكن التصحيح الرسمي جاء سريعاً: إنه بالون لرصد الطقس، جزء من مشروع “موغول” السري. لكن هذا التفسير لم يقنع الجميع، خاصة مع تقارير عن مواد غريبة لا تشبه أي شيء معروف، وروايات عن أجسام بيولوجية صغيرة ذات رؤوس كبيرة. وثائق سرية كشفت لاحقاً عن مشاريع عسكرية حساسة في المنطقة، لكنها لم تقتلع جذور الشك. حتى أن تقريراً حكومياً صدر عام 1994 اعترف بأن قصة البالون كانت غطاءً لتضليل الاتحاد السوفييتي حول تقنيات التجسس الأمريكية.
لكن ماذا عن شهود العيان؟ مثل جيسي مارسيل، ضابط المخابرات الذي تعامل مع الحطام، والذي أقسم لاحقاً أن المواد التي رأها كانت “ليست من هذا العالم”. أو العشرات من سكان روزويل الذين تحدثوا عن شظايا معدنية خفيفة لا يمكن قطعها أو حرقها، وحروف غامضة منقوشة عليها. حتى أن بعض العسكريين المتقاعدين زعموا في تسجيلات سرية أنهم شاهدوا جثثاً غريبة نقلت سراً إلى قاعدة رايت باترسون. هذه الشهادات تتناقض مع الرواية الرسمية، لكنها تظل محوراً رئيسياً في نظريات المؤامرة.
العلم يحاول أن يجد تفسيراً منطقياً. ففي 2011، نشر علماء في الفيزياء دراسة تشير إلى أن الحطام قد يكون جزءاً من تجربة سوفيتية سرية لطائرة تجسس تعمل بتقنية الدفع النووي. بينما يرى آخرون أن الظروف الجوية في نيو مكسيكو قد تسبب في أوهام بصرية جماعية. لكن هل يمكن للعلم أن يفسر كل شيء؟ لماذا ظلت روزويل ملفاً سرياً لعقود؟ ولماذا تغيرت روايات الشهود بعد تهديدات مزعومة من “رجال ببدلات سوداء”؟
حتى اليوم، تبيع روزويل أسطورتها بفخر. المتاحف، المهرجانات، والهدايا التذكارية على شكل كائنات خضراء – كلها تحولت إلى صناعة سياحية مزدهرة. لكن تحت هذه السطحية، يبقى السؤال الأكبر: هل كان الأمر مجرد خطأ في التواصل، أم أن الحقيقة ما زالت مدفونة في مكان ما تحت رمال نيو مكسيكو؟ الأرشيفات قد تبوح بأسرار جديدة، أو قد تظل روزويل لغزاً يزداد تعقيداً مع كل وثيقة “مصنفة” تظهر إلى النور. في النهاية، القصة لم تنته بعد، لأن الأسئلة التي تطرحها أكبر من أي إجابة رسمية.
المصادر لمقال حقيقة هبوط طبق طائر في امريكا في الاربعينات
- تقرير القوات الجوية الأمريكية “The Roswell Report: Fact vs. Fiction” (1995)
- كتاب “روزويل: التشريح الأخير” لكولن بنتر (2012)
- وثائقي “روزويل: الشهادات المفقودة” من إنتاج ناشيونال جيوغرافيك (2020)
- دراسة “الظواهر الجوية وتأثيرها على الإدراك البشري” من جامعة هارفارد (2011)
لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر