كانت العلامة الزرقاء على منصة “تويتر” (سابقاً “X”) أكثر من مجرد إشارة؛ لقد كانت رمزاً للموثوقية والأصالة. كانت هذه العلامة تُميز الحسابات الرسمية للشخصيات العامة، والمؤسسات، والجهات الإعلامية، لتؤكد للمستخدمين أنهم يتفاعلون مع المصدر الحقيقي للمعلومة.
لكن كل ذلك تغير بشكل جذري. فقد تخلت منصة X رسمياً عن نظام التحقق القديم، الذي كان قائماً على أهمية الحساب وتأثيره، واستبدلته بنموذج اشتراك مدفوع يُعرف باسم “X Premium”. هذا التحول، الذي بدأ في الأول من أبريل 2023، غيّر جوهر العلامة الزرقاء إلى الأبد.
هل العلامة الزرقاء من X Premium لم تعد تعني الموثوقية؟
الآن، أصبحت العلامة الزرقاء متاحة لأي شخص يدفع اشتراك “X Premium” ويستوفي عدداً من الشروط الأساسية. ورغم أن هذه الشروط تتضمن ضرورة إكمال الملف الشخصي، وتأكيد رقم الهاتف، والنشاط المستمر على المنصة، إلا أن العلامة لم تعد تشير إلى أي تفويض أو موثوقية من المنصة نفسها. يمكن اعتبارها إشارة إلى أن الحساب قد دفع مقابل الخدمة، لا أكثر.
وقد أوضحت المنصة أن هذا الشعار لا يعني بأي حال من الأحوال تأييداً لوجهات نظر المستخدم، وأكدت أنها تحتفظ بالحق في إزالتها في أي وقت إذا تم تغيير معلومات الحساب أو إذا خالف المستخدم قواعد المنصة. هذا التحول الكبير أثار مخاوف من قبل جهات عالمية مثل المفوضية الأوروبية، التي حذّرت من أن هذا النموذج قد يساهم في نشر التضليل ويُصعّب على المستخدمين التمييز بين المعلومات الصحيحة والمضللة.
لقد كان لقرار منصة X تداعيات عميقة. فبينما يرى البعض أنه يفتح الباب أمام المزيد من المستخدمين للاستفادة من الميزات الإضافية، يخشى آخرون من أن يؤدي إلى فوضى في تحديد مصداقية الحسابات. هذا التغيير قد يُضعف ثقة الجمهور في علامة كانت في يوم من الأيام رمزاً للموثوقية، ويُثير تساؤلات حول مستقبل التحقق من الهوية في الفضاء الرقمي.
لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر
