الانترنت

جوجل تُنهي ميزة تقارير الويب المظلم وتعيد توجيه حماية المستخدمين

تستعد شركة جوجل لإيقاف ميزة تقارير الويب المظلم التي كانت تتيح للمستخدمين معرفة ما إذا كانت بياناتهم الشخصية قد ظهرت أو تم تداولها في منتديات ومواقع هذا النوع من النشاط. القرار يمثل تغييرًا ملحوظًا في طريقة تعامل جوجل مع أدوات حماية الخصوصية المرتبطة بتسريب البيانات، ويعكس إعادة تقييم لدور هذه الميزة ضمن منظومة خدمات الشركة الأمنية.

ميزة تقارير الويب المظلم كانت جزءًا من خدمات مراقبة الهوية التي تقدمها جوجل، حيث اعتمدت على فحص قواعد بيانات ومصادر معروفة داخل الويب المظلم للكشف عن عناوين بريد إلكتروني أو معلومات شخصية تم تسريبها نتيجة اختراقات سابقة. ورغم أهميتها النظرية، إلا أن استخدامها ظل محدودًا لدى شريحة من المستخدمين، خاصة مع وجود خدمات متخصصة تقدم وظائف أعمق في هذا المجال.

بحسب ما أوضحته جوجل، فإن إيقاف هذه الميزة لا يعني تراجع الشركة عن حماية المستخدمين، بل يأتي ضمن توجه لإعادة التركيز على أدوات أمنية أكثر فاعلية وانتشارًا. الشركة ترى أن تقارير الويب المظلم، رغم فائدتها، لا توفر دائمًا رؤية شاملة أو نتائج فورية يمكن للمستخدمين الاعتماد عليها لاتخاذ إجراءات سريعة، وهو ما دفعها إلى إعادة النظر في جدواها.

جوجل تُنهي ميزة تقارير الويب المظلم

القرار يسلط الضوء على التحديات المرتبطة بمراقبة الويب المظلم، إذ إن هذا الجزء من الإنترنت بطبيعته متغير وغير مستقر، كما أن الوصول إلى بيانات دقيقة ومحدثة داخله يمثل تحديًا تقنيًا وأمنيًا كبيرًا. إضافة إلى ذلك، فإن عرض نتائج جزئية أو غير مكتملة قد يمنح المستخدم إحساسًا زائفًا بالأمان أو القلق غير المبرر.

في المقابل، تشير جوجل إلى استمرار استثمارها في أدوات حماية الحسابات، مثل التنبيهات الفورية عند اكتشاف نشاط مشبوه، وتحسين أنظمة التحقق بخطوتين، وتعزيز آليات اكتشاف الاختراقات على مستوى الحساب نفسه. هذه الأدوات، من وجهة نظر الشركة، توفر حماية أكثر مباشرة وتأثيرًا مقارنة بخدمات تعتمد على تتبع تسريبات حدثت بالفعل.

إنهاء تقارير الويب المظلم قد يدفع بعض المستخدمين إلى البحث عن حلول بديلة تقدم خدمات مراقبة الهوية بشكل أوسع، خاصة أولئك الذين يعتمدون على هذه الميزة لمتابعة تسريبات البيانات المحتملة. في الوقت نفسه، يعكس القرار اتجاهًا عامًا لدى شركات التقنية الكبرى للتركيز على الوقاية وتقليل فرص الاختراق بدلًا من الاكتفاء بتنبيه المستخدم بعد وقوع الضرر.

في سياق أوسع، يؤكد هذا التحول أن أمن البيانات لم يعد قائمًا على أداة واحدة أو ميزة منفصلة، بل على منظومة متكاملة من الحماية الاستباقية، والوعي الأمني، والاستجابة السريعة. ومع تزايد تعقيد الهجمات الرقمية، يصبح على المستخدمين الاعتماد على مزيج من الأدوات والخدمات بدلًا من حل واحد لمواجهة مخاطر تسريب البيانات.

لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر

عرض اضافة المحتوى

Ayman abdallah

مؤسس ومدير تنفيذي لمشروع [محتوى] للمواقع العربية، مدير ادارة المحتوى في شركة Super App والرئيس التنفيذي ومدير التحرير والاعلانات لموقع سوالف سوفت.

اقرأ أيضا:

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى