منذ إطلاق نظام Windows 10 في عام 2016، وقدّمت شركة مايكروسوفت ميزة الوضع الداكن (Dark Mode) كخيار لتقليل إجهاد النظر وتحسين تجربة الاستخدام في الإضاءة المنخفضة، لكنها على مدى السنوات ظلت تعاني من عدم تناسق داخلي في الواجهة؛ فبينما معظم التطبيقات والأنظمة الفرعية اعتمدت اللون الداكن، ظلت العديد من نوافذ النظام القديمة والصيغ التقليدية تعرض باللون الفاتح، مما أزعج مستخدمين كثيرين.
في الأشهر الأخيرة، بدأت الشركة دفع تحديثات إلى نسخ المعاينة (Dev/Beta) لنظام Windows 11، تشمل عدداً من التغييرات المرئية التي تستهدف إزالة ما وصفه البعض بـ “البقع البيضاء” داخل واجهة النظام حين يكون الوضع الداكن مُفعلًا. من بين هذه التغييرات: نوافذ الحوارات عند نسخ أو حذف ملفات أصبحت تتبع اللون الداكن بدل اللون الأبيض السابق، كذلك تمت معالجة بعض أشرطة التقدم وأجزاء واجهة مستكملة كانت مزيجًا بين فاتح وغامق مما خلق تجارب استخدام متفاوتة.
مايكروسوفت تعالج مشكلة الوضع الداكن
بالرغم من أن هذه التحسينات لا تزال في نسخ المعاينة ولم تُدمج بعد مع الإصدار العام بشكل كامل، إلا أنها تمثّل مؤشراً بأن مايكروسوفت لم تنس المطالب المتكررة من المستخدمين بتحسين الوضع الداكن. الشركة من جانبها أشارت إلى أن العمل لا يزال جارياً لتغطية جميع مكونات النظام، خاصة تلك التي تعتمد على أطر برمجية قديمة أو واجهات امتداد “Win32” التي كانت تُشكّل تحديًا أكبر.
من تجربة المستخدمين الذين استعانوا بالإصدار التجريبي، لوحظ أن الانتقال إلى الوضع الداكن أصبح أكثر سلاسة، وأقل تشويشًا في ظروف الإضاءة المُنخفضة، خصوصًا عند العمل ليلاً أو في أجهزة بشاشات OLED. ومع ذلك، بعض المستخدمين ما زالوا يشيرون إلى أن بعض الأزرار أو القوائم الصغيرة لا تزال باللون الفاتح، ما يؤكد أن المهمة لم تكتمل بعد.
القيمة الحقيقية لهذه الخطوة تكمن أنها تُظهر التزام مايكروسوفت بجانب تجربة الاستخدام (UX) وتصميم الواجهة (UI)، بعيدًا عن مجرد إضافة ميزة جديدة. فعندما يبدأ النظام يُظهر ألواناً غير منسجمة، فإن الشعور بالاحترافية أو الانسجام البصري يتأثر، وهو ما جعل الكثيرين ينتظرون إصلاح هذا الجانب لفترة طويلة.
لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر
