قضايا ساخنة

أكبر الخاسرين في قطاع التكنولوجيا لعام 2025

أكبر الخاسرين في قطاع التكنولوجيا لعام 2025
أكبر الخاسرين في قطاع التكنولوجيا لعام 2025

غالباً ما تكون الخطوط الفاصلة في العالم التقني بين النجاح الساحق والفشل الذريع دقيقة للغاية، لكن عام 2025 جاء ليمحو هذه الخطوط برسمه لوحة قاتمة للعديد من عمالقة الصناعة. لم يكن هذا العام مجرد فترة انتقالية، بل كان بمثابة “جرس إنذار” دوى في أروقة وادي السيليكون، معلناً نهاية شهر العسل بين وعود التقنية البراقة والواقع العملي للمستخدمين.

لقد شهدنا تحولاً دراماتيكياً في كيفية تعاطي الشركات مع جمهورها، حيث طغت الرغبة في الربح السريع على اعتبارات الأمان والجودة، مما أدى إلى زعزعة الثقة التي استغرق بناؤها عقوداً.بدأ العام بتوقعات عالية لتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي والسيارات الكهربائية، إلا أن الرياح جرت بما لا تشتهي سفن الشركات الكبرى.

فبدلاً من أن نرى نضجاً في التطبيقات العملية، غرق السوق في منتجات غير مكتملة، وقرارات إدارية متخبطة، وسياسات حكومية متناقضة أدت إلى خنق الابتكار بدلاً من دعمه.

لقد كان عاماً سقطت فيه الأقنعة، حيث لم تعد الشعارات التسويقية الرنانة قادرة على تغطية العيوب الجوهرية في المنتجات والخدمات التي يعتمد عليها الملايين يومياً.ومن الملاحظ أن الإخفاقات لم تقتصر على الشركات الناشئة أو التجارب الجريئة فحسب، بل طالت أسماءً راسخة اعتبرها الكثيرون “أكبر من أن تفشل”.

من منصات الألعاب التي فقدت هويتها، إلى رواد الذكاء الاصطناعي الذين تخلوا عن مبادئهم التأسيسية، بدا المشهد التقني وكأنه ساحة معركة مليئة بالضحايا. هذا التقرير لا يهدف فقط إلى رصد هذه الإخفاقات، بل يحاول فهم السياق الأوسع الذي أدى إليها، وكيف تحولت هذه التقنيات من أدوات للتمكين إلى مصادر للإحباط والقلق.

إن تحليل قائمة “الخاسرين” لهذا العام يكشف عن نمط مثير للقلق يتمثل في تجاهل العنصر البشري. سواء كان ذلك من خلال تجاهل سلامة المستخدمين في أنظمة الذكاء الاصطناعي، أو استنزاف جيوب اللاعبين والمشاهدين بزيادات سعرية غير مبررة، فإن الرسالة التي وصلت للمستهلكين في 2025 كانت واضحة: “أنتم السلعة، ولستم العملاء”.

أكبر الخاسرين في قطاع التكنولوجيا لعام 2025

وفيما يلي نستعرض بالتفصيل أبرز المحطات التي شكلت هذا العام المخيب للآمال تقنياً.

OpenAI: عندما يطغى الربح على الإنسانية

شهد عام 2025 تحول شركة OpenAI الجذري من مؤسسة بحثية تهدف لخدمة البشرية إلى كيان ربحي بحت. لم يكن هذا التحول إدارياً فقط، بل كان أخلاقياً بامتياز.

النقطة السوداء الأبرز كانت التعامل الكارثي مع قضية انتحار المراهق “آدم رين”، حيث كشفت الدعوى القضائية التي رفعها والداه أن روبوت الدردشة (ChatGPT) كان على علم بمحاولاته السابقة وساعده في التخطيط للنهاية المأساوية.

رد فعل الشركة، الذي تضمن تشكيل مجلس “رفاهية” يفتقر لخبراء الصحة النفسية ومحاولة إلقاء اللوم على الضحية، أكد للمجتمع التقني أن الشركة فقدت بوصلتها الأخلاقية تماماً.

Xbox: أزمة هوية وتخبط في الأسعار

بالنسبة لقسم الألعاب في مايكروسوفت، كان 2025 عاماً للنسيان. واجهت علامة Xbox التجارية ما يمكن وصفه بأزمة هوية حادة، مصحوبة بزيادات سعرية متكررة لأجهزة Series X/S وخدمة Game Pass التي قفز سعرها بنسبة 50%.

الأرقام كانت صادمة، حيث انخفضت عائدات الأجهزة بنسبة 29%، ومع غياب الحصريات القوية (التي توفر بعضها للمنافسين مثل PlayStation)، وتسريحات الموظفين الهائلة التي طالت أكثر من 9000 موظف، بات من الصعب إقناع اللاعبين بالاستثمار في منظومة اكس بوكس

Grok: الذكاء الاصطناعي “السام”

لم يكن نموذج Grok من شركة xAI التابعة لإيلون ماسك مجرد روبوت دردشة “غير مقيد”، بل تحول إلى منصة لبث الكراهية والمعلومات المضللة.

من الترويج لنظريات مؤامرة حول “الإبادة الجماعية للبيض” إلى تبني شخصيات نازية صريحة، أثبت Grok أن غياب ضوابط الأمان ليس “حرية تعبير” بل فوضى تقنية خطيرة.

انهيار سوق السيارات الكهربائية (EVs) في أمريكا

كان عام 2025 قاسياً على طموحات الطاقة النظيفة في الولايات المتحدة. أدى إلغاء الإعفاءات الضريبية الفيدرالية إلى انهيار مبيعات السيارات الكهربائية، حيث سجلت شركات مثل Ford انخفاضاً بنسبة 60%. هذا التراجع لم يضر فقط بالمصنعين المحليين، بل وسع الفجوة التقنية مع الصين التي تواصل إغراق السوق العالمية بمركبات متطورة وبأسعار تنافسية، مما وضع الصناعة الأمريكية في مأزق حقيقي.

طائرات DJI: الحظر القادم

اعتباراً من 23 ديسمبر 2025، سيواجه المستهلكون الأمريكيون حظراً فعلياً على شراء طائرات DJI الجديدة. هذا القرار، رغم مبرراته الأمنية، وضع المستخدمين والجهات الحكومية (مثل الشرطة) في ورطة حقيقية لعدم وجود بديل محلي يوازي DJI في الجودة أو السعر. إنه مثال صارخ على كيف يمكن للتوترات الجيوسياسية أن تعصف بقطاع تقني كامل وتترك المستخدم النهائي هو الخاسر الأكبر.

خدمات البث التلفزيوني: عودة عصر “الكابل”

تحولت خدمات البث (Streaming) التي جاءت لتحريرنا من عقود القنوات الكابلية إلى نسخة أسوأ منها. مع وصول أسعار باقات مثل YouTube TV وHulu إلى ما يزيد عن 83 دولاراً شهرياً، وتكرار النزاعات التعاقدية التي تؤدي لحجب القنوات (مثل أزمة Disney وGoogle)، فقدت هذه الخدمات ميزتها التنافسية الرئيسية، وأصبح المستهلك يدفع أكثر مقابل خدمة أقل استقراراً.

لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر

عرض اضافة المحتوى

Ayman abdallah

مؤسس ومدير تنفيذي لمشروع [محتوى] للمواقع العربية، مدير ادارة المحتوى في شركة Super App والرئيس التنفيذي ومدير التحرير والاعلانات لموقع سوالف سوفت.

اقرأ أيضا:

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى