اضغط هنا للحصول على العضوية الذهبية في منتدى سوالف سوفت

قضايا ساخنة

تقنيات مقاومة التعرف على الوجه

كيف يطور النشطاء أساليب مضادة؟

تقنيات مقاومة التعرف على الوجه
تقنيات مقاومة التعرف على الوجه

تقنيات مقاومة التعرف على الوجه – نقاش مفتوح بقلم أيمن عبد الله

أصبحت أنظمة التعرف على الوجه تُستخدم اليوم في كل مكان: عند دخول المطارات، أثناء التسوق في المراكز التجارية، وحتى أثناء تصفح الإنترنت. هذه التقنية التي كانت تبدو قبل عقد من الزمان وكأنها خيال علمي، تحولت الآن إلى واقع يومي يثير مخاوف جدية حول الخصوصية الفردية.

ففي الوقت الذي تعلن فيه الشركات عن دقة تصل إلى 99% في بعض أنظمة التعرف، يطور نشطاء الحقوق الرقمية ومجموعات الخصوصية أساليب مبتكرة لمقاومة هذه التكنولوجيا. من مكياج خاص إلى ملابس ذكية، تحولت هذه الأدوات إلى أسلحة في معركة غير متكافئة بين الأفراد وأنظمة المراقبة الجماعية.

تشير أحدث البيانات الصادرة عن مؤسسة “برايفسي إنترناشيونال” إلى أن 79% من الدول التي لديها أنظمة مراقبة متطورة تستخدم تقنيات التعرف على الوجه بشكل روتيني.

في الصين وحدها، يتم تحليل أكثر من 1.6 مليار صورة وجه يومياً بواسطة أنظمة المراقبة الحكومية. هذه الأرقام المذهلة تدفع الكثيرين إلى البحث عن طرق لحماية أنفسهم، حيث أظهر استطلاع أجرته “بيو ريسيرش” أن 68% من المستجيبين في الدول الغربية قلقون بشأن الاستخدام الواسع لهذه التقنية.

بدأ الأمر بفنانين وخبراء أمن رقمي يبحثون عن طرق لإرباك أنظمة الذكاء الاصطناعي، فتوصلوا إلى فكرة بسيطة لكنها فعالة: استخدام أنماط بصرية معينة تعجز الخوارزميات عن تفسيرها. الفنانة الأميركية “آدم هارفي” كانت من أوائل من طوروا مفهوم “التخفي المضاد للتعرف على الوجه” عبر مشروعها CV Dazzle، الذي يستخدم أشكالاً هندسية وألوانًا متباينة لتعطيل خوارزميات التعرف. الفكرة تعتمد على خداع النظام ليعتقد أن الوجه ليس وجهًا بشريًا أصلاً.

تقنيات مقاومة التعرف على الوجه 1
تقنيات مقاومة التعرف على الوجه

تقنيات مقاومة التعرف على الوجه والتقنيات المضادة

لكن التطور الأكثر إثارة جاء عندما بدأ الباحثون في جامعة كيوتو اليابانية بتجربة مكياج متخصص يحاكي أنماط “التشويش الضوئي”، وهو ما نجح في خداع أنظمة التعرف بنسبة تصل إلى 97% وفق دراسة نُشرت في IEEE Transactions on Biometrics. لم يعد الأمر مجرد تجارب فنية، بل تحول إلى أسلوب عملي يستخدمه نشطاء في هونغ كونغ خلال الاحتجاجات، حيث ظهر متظاهرون يرتدون أقنعة وألوانًا تمنع الكاميرات من تحديد هوياتهم.

لم يتوقف الأمر عند المكياج، بل امتد إلى الملابس التي تحمل أنماطًا مصممة خصيصًا لخداع أنظمة الرؤية الحاسوبية. بعض هذه التصاميم يحوي أشكالاً تشبه “أشباح الوجوه” لتضليل النظام، بينما يعتمد البعض الآخر على ألوان تعكس الأشعة تحت الحمراء التي تستخدمها كاميرات المراقبة المتطورة.

تقنيات مقاومة التعرف على الوجه 2
تقنيات مقاومة التعرف على الوجه

في عام 2022، كشفت شركة Adversarial Fashion عن سترة مزودة بأنماط مضادة للتعرف على الوجه، قادرة على تقليل دقة التعرف بنسبة 70% في الاختبارات الميدانية. الأكثر إثارة هو أن بعض النماذج تبدو كملابس عادية للعين البشرية، لكنها تشوش تمامًا على الذكاء الاصطناعي. هذا النوع من التكنولوجيا انتشر بين الصحفيين في مناطق النزاع والنشطاء في الدول التي تفرض رقابة صارمة، حيث أصبحت “الموضة المضادة للمراقبة” وسيلة للبقاء مجهولين.

لكن السؤال الأهم: هل هذه الأساليب قابلة للتطوير مع تقدم التكنولوجيا؟ الإجابة معقدة، لأن أنظمة التعرف على الوجه أصبحت أذكى بفضل التعلم العميق، مما يجعلها قادرة على التكيف مع بعض أساليب التمويه. رغم ذلك، تستمر المعركة بين المطورين والنشطاء، حيث يعمل الجانبان في سباق دائم، أحدهما لتعزيز الدقة والآخر لتعطيلها. في النهاية، هذه التكنولوجيا ليست مجرد أدوات تقنية، بل هي جزء من صراع أوسع حول الخصوصية، الحرية، ومستقبل المراقبة في المجتمعات الحديثة.

لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر

Ayman abdallah

مؤسس ومدير تنفيذي لمشروع [محتوى] للمواقع العربية، مدير ادارة المحتوى في شركة Super App والرئيس التنفيذي ومدير التحرير والاعلانات لموقع سوالف سوفت.

اقرأ أيضا:

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى