مقالات

تجاوز متاهة الووردبريس وبناء المحتوى من الألف إلى الياء

دليلي الشخصي: خبرة 18 عام

تجاوز متاهة الووردبريس وبناء المحتوى من الألف إلى الياء
تجاوز متاهة الووردبريس وبناء المحتوى من الألف إلى الياء

أيمن عبد الله يكتب:

يا له من عالم ساحر، لكنه مربك في بداياته! أتذكر وكأنها الأمس، عندما كنت أفتح لوحة تحكم الووردبريس لأول مرة قبل 18 عاماً. كنت أشعر وكأني طفل صغير في مدينة ألعاب ضخمة، لا أعرف من أين أبدأ ولا ماذا أفعل بكل هذه الأزرار والقوائم.

الرغبة في مشاركة أفكاري كانت أقوى من أي ارتباك، لكن الطريق لم يكن مفروشًا بالورود. اليوم، وبعد كل هذه السنوات من التجربة، أستطيع أن أشارككم عصارة ما تعلمته لتتجنبوا الأخطاء التي وقعت فيها.

تجاوز متاهة الووردبريس وبناء المحتوى من الألف إلى الياء

البدايات المشتتة: “الكثير من كل شيء”

في سنواتي الأولى، كانت مشكلتي الأساسية هي التشتت. كنت أقرأ عشرات المقالات عن “أفضل قوالب الووردبريس” و”أقوى إضافات السيو” و”كيف تكتب محتوى في 5 دقائق”. النتيجة؟ أمضيت وقتاً هائلاً في مشاهدة مقاطع فيديو لا حصر لها، وتثبيت إضافات تزيد عن حاجتي، وتغيير القالب كل أسبوعين. تحول موقعي إلى حقل تجارب، بطيء، مليء بالأخطاء، والأهم من ذلك: خالي من المحتوى القيم الذي أردت تقديمه!

أدركت حينها أن النجاح في الووردبريس ليس بكثرة الأدوات أو تعقيد الإعدادات، بل ببساطة التركيز على الجوهر. الووردبريس هو بيتك، والمحتوى هو أثاث هذا البيت. لا يمكنك تزيين البيت قبل أن تبنيه بشكل سليم.

التحول نحو “الأقل هو الأكثر”: استراتيجية الكفاءة

كانت اللحظة الفارقة عندما قررت أن “أُبسط”. بدأت بالتركيز على الأساسيات. لم أعد أبحث عن القالب الأجمل، بل عن القالب الأسرع والأكثر نظافة. قلصت عدد الإضافات إلى الحد الأدنى الضروري. أمان، سرعة، تحسين محركات البحث. هذا كل ما أحتاجه كمبتدئ.

ثم انتقلت إلى جوهر الأمر: كتابة المحتوى. لم يعد الأمر مجرد “كتابة ما يخطر ببالي”، بل أصبح عملية منظمة تهدف إلى خدمة القارئ. هذه هي الخريطة التي رسمتها لنفسي، والتي أتبعها حتى اليوم:

تجاوز متاهة الووردبريس وبناء المحتوى من الألف إلى الياء 1
تجاوز متاهة الووردبريس وبناء المحتوى من الألف إلى الياء
الركن الأساسي كيف أطبقه؟ (من تجربتي) لماذا هو مهم جداً؟
1. الاستماع للجمهور (البحث) أستخدم أدوات بسيطة (أحياناً حتى بحث جوجل العادي) لأفهم “ماذا يريدون أن يعرفوا؟”. ما هي أسئلتهم؟ ما هي مشاكلهم؟ المحتوى الذي لا يلبي حاجة، لن يُقرأ. استمع قبل أن تتحدث.
2. خارطة طريق المحتوى (الهيكلة) قبل أن أكتب كلمة واحدة، أرسم “خريطة” للمقال: مقدمة، 3-4 نقاط رئيسية، خاتمة. أضع عناوين جذابة لكل قسم. الهيكل الجيد يضمن أن يكون مقالك منطقياً وسهل الفهم، ويمنعك من التشتت أثناء الكتابة.
3. التدفق الطبيعي (الصياغة الأولية) أطلق العنان لأفكاري. أكتب كل ما أريد قوله حول كل نقطة في الهيكل. لا أقلق بشأن الأخطاء النحوية أو الإملائية في هذه المرحلة. هذه هي مرحلة “إفراغ الدماغ”. حاول أن تكتب وكأنك تتحدث إلى صديق.
4. الصقل والبريق (التحرير والتدقيق) أعود للمقال بعد فترة وجيزة (أفضل يوم كامل) لأراجعه. أُصحح الأخطاء، أُحسن الصياغة، أضيف أمثلة، وأتأكد من وضوح كل فكرة. هذا هو الجزء الذي يحوّل الكلمات الخام إلى محتوى احترافي ومقنع.
5. مرئية للجميع (التحسين لمحركات البحث – SEO) أستخدم إضافة SEO بسيطة لتساعدني في وضع عنوان جيد، وصف تعريفي جذاب، واستخدام الكلمات المفتاحية بشكل طبيعي. مهما كان المحتوى رائعاً، إذا لم يره أحد، فلن يحقق هدفه. السيو هو جسرك للوصول للجمهور.

الدروس التي بقيت معي

أيها المبتدئون، اسمحوا لي أن أقدم لكم نصيحة أخيرة من قلب تجربتي: لا تخافوا من البدايات المتواضعة. موقعي الأول لم يكن رائعاً، ومقالاتي الأولى لم تكن تحفة فنية. لكن كل مقال كتبته، وكل إضافة فهمتها، وكل مشكلة تقنية حللتها، كانت بمثابة لبنة في صرح خبرتي.

الووردبريس وكتابة المحتوى رحلة مستمرة من التعلم والتطور. لا تسعوا للكمال من البداية، بل اسعوا للتقدم المستمر. ابدأوا ببساطة، ركزوا على تقديم القيمة، وكونوا مستعدين للتعلم من كل خطأ. تذكروا، حتى أضخم الأشجار بدأت من بذرة صغيرة.

لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر

Ayman abdallah

مؤسس ومدير تنفيذي لمشروع [محتوى] للمواقع العربية، مدير ادارة المحتوى في شركة Super App والرئيس التنفيذي ومدير التحرير والاعلانات لموقع سوالف سوفت.

اقرأ أيضا:

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى