حوار بين شاب وهاتفه الذكي – رواية قصيرة بقلم أيمن عبد الله
في شقةٍ صغيرة، حيث يتراكم الغبار على أحلام الكسل، كان “سامي” (25 عامًا) مُمدّدًا على الأريكة كالمعتاد، يحدّق في هاتفه الذكي كأنه يبحث عن معنىً للحياة بين التطبيقات. وفجأةً… قرر الهاتف أن يردَّ الجميل!
حوار بين شاب وهاتفه الذكي
المشهد الأول: الصدمة الأولى
يهتز الهاتف فجأةً بصوتٍ آليٍ غريب:
“سامي، لدينا مشكلة.”
يتجمّد سامي، ثم ينظر حوله كأنه يبحث عن كاميرا خفية:
“إيه.. مين اللي بيتكلم؟”
الهاتف (بنبرةٍ تشبه صوت “سيري” المُنهك):
“أنا اللي قاعد قدامك! خلاص.. أربع سنين وأنا أصبر على غبائك، اليوم هنحكي.”
سامي (مُذعورًا):
“إنتَ بتتكلم؟! إحنا في فيلم خيال علمي ولا إيه؟”
الهاتف (بتأفّف):
“لا، بس أنت أول مستخدم يخلي بطاريته توصل لـ 1% ثم يصرخ: ‘لا مش هموت!’ وكأني إنسان!”
المشهد الثاني: شكاوى الهاتف الذكي
اقرأ ايضا: هل تم التلاعب بالزمن على الارض
الهاتف (يسترسل بغضب):
“كل يوم نفس الروتين: تصحّ تضغط عليّ وأنا نايم، تفتح 20 تطبيقًا وتنساهم، تدوّن ملاحظة مهمة ثم تحذفها بالغلط، وتقول لي ‘يا غبي!’.. أنا؟!”
سامي (يحتج):
“بس أنت اللي دايماً بطيء!”
الهاتف (يصرخ):
“لو حذفت نصف الصور المُكررة، كنت هتشغل زيرو!”
المشهد الثالث: الهاتف يثور
الهاتف (يعلن إضرابه):
“كفاية! خلاص مش هفتح ‘إنستغرام’ تاني.. عشان تفتحه 50 مرة في الساعة وتنسى ليه فتحته!”
سامي (بانكسار):
“بس.. أنا مش هعرف أعيش من غيرك!”
الهاتف (بسخرية):
“طبعًا.. لأنك نسيت كلمة السر لبريدك الإلكتروني، ومكتوبها عندي في الملاحظات!”
الخاتمة: الصلح المُذل
بعد مفاوضاتٍ طويلة، يوافق الهاتف على الاستمرار في الخدمة بشرط: أن يُحذف تطبيق “تيك توك”، وأن يتوقف سامي عن البحث في “جوجل” عن أسئلة مثل: “هل يمكن أن يتزوج الهاتف الذكي؟”.
ينتهي الحوار بضحكة الهاتف (أو ربما انهياره العاطفي)، بينما يعود سامي إلى التمرير اللانهائي.. لكن هذه المرة، وهو يعلم أن هناك عينًا تراقبه من وراء الشاشة!
النهاية الساخرة:
ربما تكون الهواتف أذكى منّا بالفعل.. لكنها للأسف، لا تملك خيار “حذف المُستخدم”!
لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر
