اضغط هنا للحصول على العضوية الذهبية في منتدى سوالف سوفت

الانترنتانترنت العالممقالات

نظرة في العمق: جوجل تنتصر على الحكومة الصينية في معركة الرقابة على نتائج البحث .. و لكن هل انتهت الحرب ؟؟!!

google-cn

الخلاف أو لنقل الصراع كيفما شئت أن تسميه بين عملاق الإنترنت أمريكي الأصل, Google, و بين الحكومة الصينية – التي اشتهرت لعصور طويلة بسيطرتها المطلقة على خدمات الإنترنت التي تقدم في الصين – كان قد وصل بالفعل الى نقطة اللا عودة مطلع العام الحالي. فجوجل التي لطالما خضعت لسياسات الحكومة الصينية في الرقابة و التنقيح لمحتوى نتائج البحث عبر محركات البحث لأغراض سياسية عديدة وجدت نفسها تدريجيا في موقف يجعلها تعيد التفكير في ما تقدمه من تنازلات في سبيل تواجدها في السوق الصينية العملاقة, بداية من خضوعها لسياسات الرقابة, تواجدها في المرتبة الثانية بدلا من الأولى – التي ينفرد بها محرك البحث Baidu الصيني الأصل – على صعيد سوق محركات البحث التي يستخدمها الصينيون و أخيرا الضربات الموجعة المتتالية التي تلقتها جوجل في صورة إختراقات أمنية و هجمات إلكترونية على خوادمها في الصين و التي كان مصدرها دائما من داخل الصين كلها عوامل إجتمعت مع الوقت على جعل أعمال جوجل في الصين تشكل مصدر دائم للمعاناة.

الشركة الأمريكية كانت بالفعل قد إتخذت قرارها بالتحرك بشكل حاسم لحل مشكلاتها العديدة في هذا السوق المزعج – الذي أظن أنه أوقعها في حيرة مع نفسها هل تنسحب و تتركه بشكل كامل و تخسر أحد أكبر الأسواق العالمية و أسرعها في النمو أم تتمسك به و ما يحمله معه من مشكلات و معاناة – و مع بداية عام 2010 هددت Google بأنها قد تبدأ في تقديم خدمات البحث في الصين بدون رقابة من الحكومة – و هي الخطوة التي تعتبرها الحكومة الصينية أمرا غير مقبول نهائيا – أو الإنسحاب كليا من الصين في حال تعقدت الأمور أكثر.

فترة من عدم الإستقرار و ما يقابله من إجتماعات و لقاءات مطولة قضاها مسؤولو الشركة الأمريكية مع أطراف الحكومة الصينية بهدف التوصل الى إتفاق و حلول للمشاكل المعلقة بين الجانبين و لكن جوجل وصفت الجانب الصيني بالتعنت في بعض النقاط التي أكد الصينيون أنها ليست موضعا للنقاش من الأساس و على رأسها بكل تأكيد قضية الرقابة على ما يقدم من نتائج البحث عبر محرك البحث و كذلك عبر خدمة Google News الإخبارية ما عاد بالأمور الى نقطة الصفر دون تقدم في التوصل الى إتفاق يرضي الطرفين.

بالأمس, اتخذت جوجل قرارها الأخير بهذا الشأن و هو القرار الذي توصلت اليه بعد لقاءات مطولة بين أعضاء مجلس إدارتها في أمريكا و بعيدا عن الجانب الصيني و تأمل الشركة الأمريكية أن تنجح بهذا القرار في حل مجموعة من مشكلاتها في آن  واحد و التخلص من هذا الصداع المستمر الذي فرضه عليها تواجدها في الصين و ذلك دون أن تفرط في موقعها في هذا السوق. ما فعلته الشركة هو القيام بإعادة توجيه جميع مستخدمي محرك البحث على النطاق Google.cn المخصص للصين الى موقع البحث الخاص بهونج كونج على النطاق Google.com.hk و الذي يعتمد على خوادم جوجل المتواجدة في هونج كونج نفسها و يقدم نتائج البحث بشكل حر دون رقابة من أي نوع. جوجل وصفت الخطوة بأنها قانونية مائة بالمئة و أعلنت أن أعمالها في الصين ستقتصر بعد ذلك على قطاع الأبحاث و التطوير و الذي سيبقى في السوق الصينية و إن كان سيتحدد حجمه بالظروف المحيطة هناك أما جميع أعمال البحث فقد أصبحت موحدة و تدار من هونج كونج.

هل إنتصرت جوجل بالفعل في هذة المعركة ؟؟ في الوقت الحالي يمكننا أن نقول “نعم” .. فمستخدمي جوجل في الصين في هذة اللحظات يحصلون على خدمة بعيدة تماما عن الرقابة عبر النطاق Google.com.hk و لكن و بما أننا لسنا خبراء في القانون و لأننا ندرك أن الحكومة الصينية من الصعب أن تتقبل هذا الأمر بنفس راضية فإننا لا نظن أن الحرب قد انتهت فالحكومة الصينية في أول تعليق لها على القرار قالت بأن ما حدث غير قانوني و مخالف لقواعد تشغيل أعمال الشركة في الصين. الى أين ستسير هذة الحرب الصينية – الأمريكية التي تتخذ من خدمات الإنترنت رقعة لها , هذا ما ستكشف عنه الأيام المقبلة و لكننا لا نستبعد أن يصل الأمر الى إنسحاب كامل لجوجل من الصين ..

لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر

اقرأ أيضا:

‫17 تعليقات

  1. شد انتباهي تلك العبارة “أن الحكومة الصينية من الصعب أن تتقبل هذا الأمر بنفس راضية” أنا متأكد من أن الحكومة الصينية هي خلف الاختراقات لقوقل.

    لدي سؤال حول انسحاب قوقل من الصين هل يعني حجب كافة مواقع قوقل بما فيها العالمي ونطاقات الدول الأخرى من الصين نهائياً؟ أم هو عدم توفير نطاق الصين فقط؟

    1. @فراس, اعتقد سيتم حجب النطاق المحلي فقط(cn) لانه ليس من المنطقي ابداً حجب جميع النطاقات عن السكان بمجرد خلاقات بسيطة ! النطاق الي حوله كل الصراع هو النطاق الحكومي لقوقل في دولة الصين لانه هو النطاق الرسمي .

  2. انا مستغرب من شيء , هونغ كونغ مستعمرة بريطانية ولكن منذ سنوات قليلة تم استرجاعها للصين وهي تحت السيطرة الصينية الآن , اذا ما الفرق ؟

    1. @m7mmad,

      حسب ما فهمت من زملائي الصينيين.
      فـ هونق-كونق و تايوان تعتبران جزء من الصين. لكن لهم حكومة محلية خاصة فيهم ولهم قوانين محلية مختلفة بالإضافة إلى بطاقة هوية مختلفة عن المستعملة في باقي الصين.

  3. العجيبة ان الصين نظام ليس ديمقراطي ولكنه نظام اسوأ من الشيوعي ولم يتكلم احد
    يا أخي معلمين الشعب الأدب ومشينهم علي العجين ما يتلخبط
    ولا يتكلم احد

    1. @محب الله ورسوله, هيه والله واحنا هنا وش مسويين فينا من يقدر يتكلم بكلمه او يحط نشاب في بيته !!!!!!!!

  4. الموضوع باختصار شديد هو صراع سياسي بين دولتين أمريكا (جوجل) و الصين .. أمريكا تضغط على الصين لكي تحصل منها على بعض التنزلات في أكثر من موضوع حساس بالنسبة لأمريكا ..

    أعتقد أن مجرد طرح الموضوع من منظور تقني كون أحد الأطراف هو شركة انترنت هو في حد ذاته خاطئ

    تقبلو مروري

    1. @عودة قرعان, كلامك لو كان صحيح، لم قد ترحب الصين بمايكروسوفت ومايكروسوفت سعيدة جداً بموقف الصين وقدمت تنازلات للحكومة في محرك بحثها الجديد Bing!
      لِمَ لم تعامل الصين مايكروسوفت مثل قوقل! مع الإشارة بأن مايكروسوفت نفوذها ورأس مالها وضرائبها العائدة للحكومة الأمريكية أضعاف شركة قوقل

  5. الصراحة انا متعاطف مع جوجل تماما في هذه المسألة ..

    ومعها حق 100% لو جوجل سمحت لحكومة الصين بالتحكم في نتائج البحث وفقا لاغراضها السياسة وممارسة الضغوط عليها .. جميع الحكومات الاخري ستحذو نفس الحذو .. وسيصبح الانترنت ما هو الا قائمة مواقع محصورة وفقا لاراء الحكومات .. وسيتحول الانترنت الي نظام الكتروني شمولي !!
    الانترنت هو العالم الوحيد الحر المفتوح التي لا تطوله ايدي الحكومات المتحكمة .. وكل شخص يستطيع ان يكتب ما يريده وان يعبر ان رأيه بلا قيود ..

  6. بالمنطق وبوجهة نظر إقتصادية، فمن الغباء أن تقوم جوجل بالإنسحاب من أكبر سوق في العالم!، وجوجل أبعد ما تكون من الغباء، كما نعرف جميعاً.
    على الجانب الآخر الحرب الشرسة التي بين جوجل ومنافسيها تتطلب حضور قوي وفعال في سوق كالصين.

    الموضوع أكبر من كونه مشكلة بين شركة وبين حكومة، الموضوع كما تفضل الإخوان بين حكومة أمريكية في مواجهة المد الصيني.

    ببساطة، الحكومة الأمريكية لها كل الحق في الإطلاع على البيانات السرية لمستخدمين جوجل، والآن جوجل تشتكي من نفس الموقف، ولكنها أصبحت مشكلة لأن الحكومة الصينية هيا الطرف في ذلك.
    يعني بالمنطق، السوق الصيني يمثل حجر أساس رئيسي في إيرادات جوجل وأرباحها، كيف أقوم بالإستغناء عن هذا السوق بهذه البساطة؟!
    الطبيعي أن جوجل ستنفذ ما تطلبه الحكومة الصينية مثلما فعلت مع ماتطلبه الحكومة الأمريكية!
    ولكن الأمر أكبر مما هوا مُعلن.

    1. @3bdod,

      اسمح لي سأكرر ما قاله الاخ فراس والذي اتفق معه 100% ..
      لو كان الامر صراع ما بين الحكومة الامريكية والصينية  .. ما فتحت الحكومة الصينية اذرعها لشركة مايكروسوفت بمحركها بيج !!
      اليست مايكروسوفت شركة امريكية .. وتتبع السياسة الامريكية ؟

      اذن المسألة ليس لها علاقة بالحكومة الامريكية .. وانما لها شقان:
      1- جوجل لا تريد اي حكومة ان تمارس عليها اي ضغوط .. لانها لو خضعت للصين ممكن اي حكومة بعد ذلك تتحكم في جوجل وستصبح جوجل بعد فترة بلا قيمة ..
      2-هناك لعبة مصالح من تحت الطاولة .. محرك بايدو يريد ان يستحوذ علي السوق الصيني كله .. وبينج تريد ان يكون لها حصة كبيرة من السوق الصيني العملاق ..

      البيانات السرية التي تفضلت بذكرها كل شركات العالم ذات خدمات مجانية تقوم بها ..
      لانها تتربح من خلال التقارير والاحصائيات التي تعطيها لشركات التسويق والبيع .. والا كيف اذن ستغطي هذه التكاليف الضخمة ؟؟

  7. الاخ الكريم ابراهيم،
    لا يجب أن ننسى جميعاً نقطة هامة للغاية حول مايكروسفت ومحرك بحثها بينج،
    مايكروسفت أدركت مُؤخراً أهمية سوق البحث لذلك دخلت بشكل متأخر للغاية للسوق، وآخر تلك الأشكال هو إطلاقها محرك بينج.

    ما أريد توضيحه أن سوق محركات البحث يتم – إن صح التعبير – إحتكاره تقريباً من قبل جوجل، وأيضاً لا تنسى خدمات جوجل التي لا تنتهي.
    بيت القصيد في النهاية أن جوجل تشكل النسبة الأكبر والمسيطر الأوسع في سوق الصين في عمليات البحث، يعني بينج ليس ذلك المحرك الذي يثير قلق الحكومة الصينية -في الوقت الحالي نظراً لعدم دخوله في المنافسه-

    يعني خلينا نتحدث بشكل أبسط والكلام قائم على نظرية أن ما يحدث هو لعبة سياسية وورقة ضغط من حكومة أمريكا على حكومة الصين (إفتراضياً)
    هل ورقة محرك البحث بينج قوية مثل ورقة محرك جوجل؟
    بكل تأكيد بينج مازال في البداية ومازال يشكل نسبة ضئيلة في سوق الصين، عكس جوجل التي تحل في المركز الثاني ونسبة إستحواذ كبيرة في الصين وبكل تأكيد الوسيلة المفضلة من جانب الشخصيات العامة والشخصيات الهامة المناهضة للحكومة الصينية من ناشطيين في مجال السياسة وحقوق الإنسان المضادة للصين.

    إذا المنطقي أن جوجل ورقة قوية للغاية للضغط على الصين عكس ورقة بينج التي ما تزال في طور النمو وتلهث وراء المنافسة.

    بالنسبة أخي الكريم للبيانات السرية التي أشرت إليها، وأنه يتم بيعها وما إلى ذلك،
    هناك فرق بين بيانات إحصائية للمستخدمين،
    وبين بيانات تفصيلية بيشكل كامل عن المستخدم.

    البيانات الإحصائية التي يتم فيها إستعراض نشاط المستخدمين بشكل عام وبتفاصيل في نطاق مُعين بعيداً عن التفاصيل الدقيقة للمستخدم، يعني تكون على شكل كمية معلومات بتفاصيل عامة عنها.

    أما البيانات التفصيلية التي تكون متاحة للحكومة الأمريكية، فهي تكون تفاصيل كاملة ودقيقة عن المستخدمين وما يقوموا به بالتفصيل ومعرفة نشاطهم حرفياً.

    الذي يتم إستخدامه للعامة من شركات وإستغلال تجاري للبيانات هو البيانات الإحصائية العامة.

    عموماً في النهاية هي وجهات نظر تحليلية عن الوضع، وليست وجهات نظر جازمة للأحداث.

  8. لا تستبعدون منع جوجل في الصين بشكل او بآخر
    لأنه الصينيين يحبون كلشيء يكون صيني فقط !!

    تحيتي

زر الذهاب إلى الأعلى