
هل يمكن اختراق العقل البشري عبر واجهات الدماغ والحاسوب؟ تخيل أن تستيقظ فجأةً لتكتشف أن أحلامك الليلية لم تعد ملكك الخاص، بل أصبحت ملفات رقمية في يد قراصنة الإنترنت. هذا السيناريو الذي كان يُعتبر ضرباً من الخيال العلمي قبل عقد من الزمان، بدأ يتحول إلى هاجس حقيقي يقلق العلماء مع تطور واجهات الدماغ والحاسوب (BCIs).
في عام 2022، كشفت دراسة نشرتها جامعة أوكسفورد أن قرابة 35% من أجهزة BCI التجارية تحتوي على ثغرات أمنية تسمح باختراق الإشارات العصبية. والأكثر إثارةً أن فريقاً من الباحثين في جامعة واشنطن تمكن عام 2023 من “سرقة” بيانات بصرية مباشرة من دماغ أحد المشاركين في التجارب عبر ثغرة في جهاز Neuralink التجريبي.
المشكلة لا تقتصر على سرعة تطور هذه التقنيات، بل في أن 60% من مستخدمي أجهزة BCI الطبية (حسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية 2024) لا يدركون أن إشاراتهم الدماغية قد تكون عرضة للاختراق. ففي تجربة صادمة أجراها باحثون أمنيون في زيورخ، تمكنوا من زرع ذكريات زائفة في أدمغة فئران المختبر عبر اختراق الواجهات الدماغية، وهو ما أثار تساؤلات مرعبة عن إمكانية تطبيق ذلك على البشر.
- اقرأ ايضا: حوار بين شاب وهاتفه الذكي
هل يمكن اختراق العقل البشري

الخطر الحقيقي يكمن في الأسواق السوداء للبيانات العصبية، حيث تشير تقارير الإنتربول إلى ظهور أولى حالات بيع “ملفات أحلام” مسروقة على منصات الإنترنت المظلم عام 2023، بسعر يصل إلى 5000 دولار للحلم الواحد. والأغرب أن بعض هذه الملفات كانت تحتوي على معلومات حساسة مثل كلمات المرور التي يفكر فيها الأشخاص أثناء نومهم!
لكن الجانب المضيء في هذه القصة يتمثل في تطوير “أمن عصبي” خاص بالأجهزة الدماغية. شركة ناشئة في بوسطن تمكنت من ابتكار نظام تشفير للإشارات العصبية يقلل فرص الاختراق بنسبة 85%، بينما تعمل وكالة DARPA العسكرية الأمريكية على جدران نارية خاصة تحمي الذكريات من القرصنة.
المعركة الحقيقية اليوم ليست حول ما إذا كنا نستطيع توصيل أدمغتنا بالإنترنت، بل كيف نحميها من أن تصبح ساحة حرب جديدة للجرائم الإلكترونية.
لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر