هناك تقنيات تغير من شكل الحياة كما عرفناها و لكن هناك تقنيات أخرى تحفظ لنا تلك الحياة, المصطلح الذي أبحث عنه هنا هو مصطلح اعتدنا استخدامه في الأوساط الطبية و بخاصة في مجالات ما يسمى بطب المسنين أو كبار السن, و هو أن تضيف الحياة الى سنوات العمر لا أن تضيف المزيد من السنوات الى عمر الإنسان, فليس هناك كائن ما كان من يستطيع أن يضيف السنوات الى عمر الإنسان و لكن مفهوم الصحة و الرعاية الصحية ينصب في هذة العبارة الأولى, فالصحة هي ما تضيف الحياة الى سنوات عمر الإنسان. فالحياة هنا لا تعني كون الفرد على قيد الحياة بقدر ما تعني قدرته على التمتع بهذة الحياة بجسد معافى بدنيا و نفسيا, أو ما يطلق عليه “جودة الحياة – Quality of life”.
قد يطرأ على البعض تساؤل مشروع حول علاقة هذا الحديث بحديث التقنية الذي اعتدناه في هذا الموضع ؟ و لكن الواقع هو أن هناك أوجه أخرى للتقنية مهملة عندما يتعلق الأمر بالحديث عنها و تسليط الضوء عليها على الرغم مما لها من أثر عميق في حياتنا. السبب في غيابها عن الأضواء هو في واقع الأمر أبعد ما يكون عن أهميتها و قيمتها الفعلية و لكنه يتصل بكون هذة المجالات عالية التخصص ما يجعلها بعيدة عن فهم و اهتمام المستخدم التقليدي.
التقنيات الطبية و تقنيات الرعاية الصحية هي واحدة من تلك المجالات سالفة الذكر, و لكنها تنفرد عن مثيلاتها في هذا المجال في كونها بالغة الأثر في حياة الإنسان و ذلك في قدرتها على تحقيق هذا المفهوم ” أن تضيف الحياة الى سنوات عمر الإنسان” و إن كان يجمعها مع البقية من هذة التقنيات المتخصصة قضية أخرى مشتركة و هي إرتفاع تكلفتها بدرجة هائلة إذ تحل التقنيات الطبية ثانية من بعد التقنيات العسكرية في قائمة أكثر الصناعات من حيث التكلفة المادية و هو ما يجعل الحصول على الأحدث على هذا الصعيد أمر أكثر تعقيدا قليلا من الحصول على هاتف محمول جديد بعد عام أو أقل من استخدامك لهاتفك السابق.
ما سأحاول إلقاء الضوء عليه في هذة السلسلة من المقالات لن يتطرق فعليا الى التقنيات العلاجية أو التشخيصية المعقدة و التي تمثل الوجه الأكثر تعقيدا و تكلفة في سوق التقنيات الطبية و هي أمور لا مجال للحديث هنا عنها و لكن ما أحاول تقديمه هو نظرة سطحية بسيطة تتعلق بتطبيقات التقنيات الشخصية في صورتها الحديثة (من أمثلة الهواتف الذكية, الأجهزة اللوحية و تقنيات الإتصال اللاسلكي … الخ) في مجال الرعاية الصحية و التعليم الطبي و ما يمكن أن تحمله هذة التقنيات من انعكاسات على هذا المجال و الصعوبات و التحديات التي يواجهها التوسع في استخدام هذة الأجهزة الإلكترونية الحديثة في المجال الصحي.
هذة المجموعة من المقالات سيتم تقديمها في صورة سلسلة متتابعة على فترات متفاوتة و ستتضمن أجزاء ثلاثة تالية على النحو الآتي:
الجزء الأول: التقنية و التوثيق الصحي
الجزء الثاني: التقنية و التشخيص الطبي
الجزء الثالث: التقنية و التعليم الطبي
لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر
لايمكنني الا ان اثني على روعة هذا الموضوع ومدى ابداع فكرك اخ أحمد
الاشارة إلى مثل هذه التطورات شيئا يجب على الكل ادراكه واستخدامه بما يعود على المستخدمين بكل النفع والفائدة
شكرا جزيلا مرة اخرى
اكيد حققت وحققت الكثير وتشكر على المقال الطيب اخي الكريم
الله عليك يا احمد .. و الله انطفشنا من اخبار الشبكات الاجتماعية هانها هي كل التقنية , متابعين معك ان شاء الله و ربي يوفقك .