يوتيوب تعيد إحياء المحادثات الخاصة (DMs)

كلنا نعرف يوتيوب، عملاق الفيديو المملوك لشركة جوجل، كونه منصةً للمحتوى المرئي في المقام الأول، حيث يركز المستخدمون على المشاهدة والتعليق. ولكن، مع تزايد أهمية التفاعل المباشر والتواصل الشخصي في عالم الشبكات الاجتماعية، حاولت يوتيوب مراراً وتكراراً أن تدخل سباق “الرسائل المباشرة” (Direct Messages) لجذب المستخدمين للبقاء داخل المنصة والتفاعل بعمق أكبر.
والآن، يبدو أنها تعيد الكرة مجدداً، في محاولة هي الأحدث لجعل المحادثات الخاصة جزءاً لا يتجزأ من تجربة يوتيوب.
وفق صفحة الدعم للمنصة تم الكشف عن إطلاق نسخة مُحسّنة وجديدة تماماً من ميزة الرسائل المباشرة، مع تصميم مختلف وتركيز أكبر على التكامل مع تجربة مشاهدة الفيديو.
هذه الخطوة تأتي بعد محاولات سابقة لم تكلل بالنجاح الكامل، حيث كانت المنصة قد أطلقت ميزات مشابهة في الماضي، مثل “YouTube Inbox” أو إمكانية مشاركة الفيديوهات في محادثات، لكنها لم تستطع منافسة تطبيقات المراسلة المتخصصة مثل واتساب أو تيليجرام أو حتى فيسبوك ماسنجر.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: لماذا تعيد يوتيوب هذه التجربة مرة أخرى؟ وما الذي تغير هذه المرة ليجعلها تنجح؟ الإجابة تكمن على الأرجح في رؤية يوتيوب لتحويل نفسها من مجرد منصة لمشاهدة الفيديوهات إلى “مجتمع متكامل” حيث يمكن للمستخدمين ليس فقط استهلاك المحتوى، بل أيضاً مناقشته ومشاركته بشكل فوري ومباشر مع الأصدقاء والعائلة.
هذا التوجه يتماشى مع المنافسة الشرسة من منصات مثل تيك توك، التي تمزج بين المحتوى والتفاعل الاجتماعي بشكل عضوي.
دمج الرسائل الخاصة بطريقة سلسة يمكن أن يقلل من حاجة المستخدمين لمغادرة يوتيوب لمشاركة الفيديوهات على تطبيقات أخرى، مما يزيد من الوقت الذي يقضونه داخل المنصة ويعزز من ولائهم. ولكن التحدي الأكبر يكمن في إقناع المستخدمين الذين اعتادوا على تطبيقات مراسلة معينة بتحويل محادثاتهم إلى يوتيوب. في الفقرات التالية، سنتعمق في تفاصيل هذه المبادرة الجديدة، وما إذا كانت يوتيوب قد تعلمت من أخطائها السابقة.
المحاولات السابقة: لماذا فشلت يوتيوب في فرض الرسائل الخاصة
تاريخ يوتيوب مع الرسائل الخاصة مليء بالمحاولات التي لم ترقَ إلى مستوى الطموح:
- YouTube Inbox (2005-2012): كانت ميزة أساسية للمراسلة بين المستخدمين، لكنها كانت بدائية وغير جذابة مقارنة ببدائلها.
- ميزة المشاركة داخل التطبيق (2017): سمحت للمستخدمين بمشاركة الفيديوهات مع جهات اتصال داخل يوتيوب، وإضافة تعليقات نصية. كانت فكرتها جيدة، لكنها لم تحظَ بانتشار واسع وأُغلقت في عام 2019.
الأسباب الرئيسية لفشلها كانت تكمن في:
- ضعف التكامل: لم تكن الميزة مدمجة بشكل كافٍ في تجربة المستخدم الأساسية.
- نقص الميزات: افتقرت إلى الميزات المتقدمة التي تقدمها تطبيقات المراسلة الأخرى (مثل المكالمات الصوتية/المرئية، مجموعات المحادثة المعقدة، الملصقات، وما إلى ذلك).
- عادات المستخدمين: كان المستخدمون قد اعتادوا على استخدام تطبيقات محددة للمراسلة، ولم يروا حاجة لتغيير هذه العادة من أجل يوتيوب.
ما الجديد في محاولة 2025؟
هذه المرة، يبدو أن منصة الفيديو الشهيرة تركز على عدة جوانب لتحقيق النجاح:
- التصميم الجديد والواجهة: تم إعادة تصميم واجهة الرسائل لتكون أكثر حداثة وسهولة في الاستخدام، مع التركيز على تجربة “المحادثة” بدلاً من مجرد “المشاركة”.
- التكامل العميق مع الفيديو: سيتمكن المستخدمون من بدء محادثة مباشرة من شاشة المشاهدة، ومشاركة الفيديو في المحادثة بسلاسة أكبر، مع إمكانية استمرار المشاهدة أثناء الدردشة.
- المجموعات والردود: ستدعم الميزة محادثات جماعية وميزات الردود المباشرة على رسائل محددة، مما يعزز التفاعل.
- الذكاء الاصطناعي: يُشاع أن المنصة ستدمج بعض قدرات الذكاء الاصطناعي (AI) في المحادثات، مثل اقتراح الردود أو تلخيص المحادثات، مما يحسن تجربة المستخدم.
دعونا ننتظر ونرى
لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر





