اضغط هنا للحصول على العضوية الذهبية في منتدى سوالف سوفت

مقالات

كيف تتعايش مع أدوات الذكاء الاصطناعي ككاتب للمحتوى

كيف تتعايش مع أدوات الذكاء الاصطناعي ككاتب للمحتوى
كيف تتعايش مع أدوات الذكاء الاصطناعي ككاتب للمحتوى

في السنوات الأخيرة، شهدنا طفرة كبيرة في أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT وClaude وGoogle Bard، والتي أصبحت قادرة على كتابة المقالات، صياغة العناوين، وحتى اقتراح الأفكار الإبداعية. لكن هل هذا يعني أن الكتّاب البشريين سيُستبدلون؟ الإجابة ببساطة: لا.

وفقًا لدراسة أجرتها جامعة أكسفورد (2023)، فإن 72% من الكتّاب المحترفين الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي كمساعد يرون أن إنتاجيتهم قد تحسنت بنسبة 40% على الأقل، لكن الغالبية العظمى تؤكد أن الطابع الإنساني في الكتابة لا يزال عنصرًا حاسمًا لا يمكن تعويضه.

إذن، السؤال ليس هل ستحل الآلة مكان الكاتب؟، بل كيف تستفيد من هذه الأدوات لتعزيز إبداعك؟

1. استخدم الذكاء الاصطناعي لتجاوز “الكتابة من الصفر”

أكبر تحدي يواجهه الكتّاب هو البدء. الجلوس أمام صفحة فارغة قد يكون مرهقًا، وهنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي:

  • إنشاء مسودات أولية: يمكنك إعطاء الأداة فكرة عامة، مثل: “اكتب مقدمة عن فوائد العمل من المنزل للموظفين”، وستحصل على نص يمكنك تعديله وإضافة لمساتك الشخصية عليه.
  • توليد أفكار جديدة: وجدت دراسة لـ HubSpot (2022) أن 68% من الكتّاب يعانون من “إعاقة التفرغ الإبداعي”، لكن أدوات مثل ChatGPT يمكنها اقتراح عشرات العناوين أو الزوايا المختلفة لموضوع واحد خلال ثوانٍ.

نصيحة عملية: لا تعتمد على النص الآلي كما هو، بل غيّر الأسلوب، أضف أمثلة من واقع خبرتك، واحذف الجمل العامة التي لا تقدم قيمة.

2. تحسين الجودة بدلًا من استبدال الإبداع

الذكاء الاصطناعي جيد في التكرار، لكنه ضعيف في التمييز الدقيق. على سبيل المثال:

  • التدقيق اللغوي: أدوات مثل Grammarly تعتمد على الذكاء الاصطناعي لاكتشاف الأخطاء النحوية، لكنها قد تقترح تعديلات تفقد النص طبيعته. هنا يأتي دورك ككاتب لاختيار ما يناسب سياقك.
  • تحسين السيو (SEO): وفقًا لـ Ahrefs (2023)، 53% من المحتوى الذي يحقق ظهورًا جيدًا في محركات البحث يكون مدعومًا بأدوات ذكاء اصطناعي لتحليل الكلمات المفتاحية، لكن الكتّاب الناجحين هم من يدمجون هذه الكلمات بشكل طبيعي في النص دون إفساد سلاسة القراءة.

مثال عملي: إذا طلبت من أداة مثل Jasper كتابة مقال عن “أفضل طرق العناية بالبشرة”، قد تحصل على قائمة عامة. مهمتك هي إضافة تجارب شخصية، آراء خبراء، أو حتى مقارنات بين منتجات جربتها بنفسك.

كيف تتعايش مع أدوات الذكاء الاصطناعي ككاتب للمحتوى 1
كيف تتعايش مع أدوات الذكاء الاصطناعي ككاتب للمحتوى

3. لا تنسَ “اللمسة الإنسانية”

الجمهور يميّز دائمًا بين المحتوى الآلي والبشري. كيف؟

  • العاطفة: دراسة من جامعة ستانفورد (2023) أظهرت أن القراء يفضلون النصوص التي تحتوي على قصص شخصية أو حس فكاهي بنسبة 82%، وهذه أشياء لا يجيدها الذكاء الاصطناعي بعد.
  • الرأي والتحليل: الأداة يمكنها سرد الحقائق، لكنها لا تستطيع تقديم رأي مدعوم بخبرة. مثلاً، عبارة مثل “هذا المنتج قد يكون جيدًا للمبتدئين، لكنني كخبيرة أفضّل…” تضيف مصداقية لا يمكن تقليدها.

تجربة واقعية: كاتب في مجلة فوربس ذكر أنه يستخدم ChatGPT لصياغة نقاط عامة، ثم يضيف آراء المسؤولين التنفيذيين الذين قابلهم، مما يجعل المقال أكثر حيوية.

4. كن واضحًا مع جمهورك

بعض القراء قد يشعرون بخيبة أمل إذا اكتشفوا أن المقال كُتب بالكامل بواسطة أدوات الذكاء الاصطناعي. الحل؟

  • الشفافية: إذا استخدمت الأداة في البحث أو الصياغة الأولية، يمكنك ذكر ذلك ببساطة، مثل: “تمت الاستعانة ببعض أدوات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات، لكن كل الآراء هنا تعكس تجربتي الشخصية”.
  • التوازن: وجدت إحصائية من موقع Buffer (2023) أن 61% من القراء يقبلون استخدام الكتّاب للذكاء الاصطناعي شرط أن يظل المحتوى مفيدًا وأصيلاً.

5. تطوير مهارات جديدة

بدلًا من الخوف من الذكاء الاصطناعي، يمكنك تعلم مهارات تزيد من قيمتك ككاتب:

  • تحرير النصوص الآلية: أن تصبح خبيرًا في تحويل النص الروبوتي إلى محتوى يشبه البشر.
  • إدارة الأدوات: تعلم كيفية كتابة الprompts (التعليمات) الفعّالة للحصول على أفضل نتائج. مثلاً، بدلًا من “اكتب مقالًا عن السفر”، يمكنك كتابة: “اكتب قصة سفر قصيرة بتفاصيل حسية (روائح، أصوات) من وجهة نظر مسافر وحيد”.

الخلاصة: الذكاء الاصطناعي كشريك، لا كبديل

الأرقام تتحدث عن نفسها:

  • حسب Gartner (2024)، سيستخدم 90% من الكتّاب المحترفين أدوات الذكاء الاصطناعي بحلول 2025، لكن الغالبية ستظل تتحكم في الإخراج النهائي.
  • G2 (2023) وجدت أن المحتوى المكتوب بواسطة البشر مع دعم الذكاء الاصطناعي يحصل على تفاعل أعلى بنسبة 35% مقارنة بالمحتوى الآلي الخالص.

السر ليس في استبعاد أدوات الذكاء الاصطناعي، بل في دمجه بذكاء. استخدمه لتسريع البحث، تنظيم الأفكار، أو حتى اكتشاف أخطائك، لكن دائمًا أضف رأيك، مشاعرك، وخبرتك. بهذه الطريقة، ستظل الكتابة مهنة إنسانية في أساسها، حتى مع أكثر الأدوات تطورًا.

لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر

Ayman abdallah

مؤسس ومدير تنفيذي لمشروع [محتوى] للمواقع العربية، مدير ادارة المحتوى في شركة Super App والرئيس التنفيذي ومدير التحرير والاعلانات لموقع سوالف سوفت.

اقرأ أيضا:

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى