Facebook

إعادة تصميم فيسبوك تركز على الأصدقاء، الصور، والمتجر

إعادة تصميم فيسبوك تركز على الأصدقاء، الصور، والمتجر
إعادة تصميم فيسبوك تركز على الأصدقاء، الصور، والمتجر

في خطوة هامة تهدف إلى تجديد دماء منصتها وجذب الفئات العمرية الأصغر، أعلنت شركة “ميتا” عن إعادة تصميم شاملة لتطبيق فيسبوك. يمثل هذا التغيير الجذري، الذي تم الكشف عنه في ديسمبر 2025، أحد أهم التحولات في واجهة مستخدم المنصة في السنوات الأخيرة. ومن خلال استعارة الكثير من النهج البصري لتطبيقها الشقيق “إنستجرام”، يهدف فيسبوك إلى التخلص من الفوضى والعودة إلى جذوره كمكان للتواصل الشخصي، مع إضفاء طابع عصري يتناسب مع جيل “Z”.

تتمحور الفلسفة الأساسية وراء إعادة التصميم هذه حول التحول من “التغذية الإخبارية” (News Feed) المليئة بالنصوص إلى تجربة غامرة تركز على الوسائط المتعددة. لقد أدركت الشركة أن طريقة استهلاك المستخدمين للمحتوى قد تغيرت بشكل جذري، حيث تهيمن الآن الفيديوهات القصيرة والصور عالية الجودة على مشهد وسائل التواصل الاجتماعي. وبناءً على ذلك، تقلل واجهة فيسبوك الجديدة من عوامل التشتيت، وتسلط الضوء على المحتوى الذي يهم المستخدمين أكثر – تحديثات الأصدقاء والقصص المرئية – بدلاً من السيل اللانهائي من الروابط والمنشورات غير الشخصية.

علاوة على ذلك، يعالج هذا التحديث الاستراتيجي الانتقادات طويلة الأمد المتعلقة بتعقيد التطبيق وصعوبات التنقل فيه. على مر السنين، تحول فيسبوك إلى ما يشبه “السكين السويسري” المزدحم بالميزات، وغالباً ما كانت الأدوات الشائعة مثل “المتجر” (Marketplace) مدفونة تحت طبقات من القوائم. يسعى تصميم 2026 إلى فك هذا التشابك من خلال تبسيط التنقل وجعل الميزات الأكثر استخداماً – وتحديداً المتجر، ومقاطع “ريلز”، والأصدقاء – في مقدمة تجربة الهاتف المحمول. هذا التغيير ليس مجرد تجميل؛ بل هو إشارة إلى إعطاء الأولوية للتجارة والترفيه جنباً إلى جنب مع التواصل الاجتماعي التقليدي.

أخيراً، يضاعف التصميم الجديد التركيز على مفهوم “الاكتشاف” من خلال الاهتمامات المشتركة، وهي الميزة التي كانت محورية في نجاح المنصة في بداياتها. من خلال تحسين ملفات تعريف المستخدمين لتشمل تفاصيل أكثر دقة حول الهوايات وخطط السفر واستهلاك الوسائط، يحاول فيسبوك تعزيز اتصالات أعمق تتجاوز مجرد الإعجابات السطحية. الهدف هو تحويل المنصة من تجربة تصفح سلبية إلى أداة نشطة للعثور على المجتمعات والتواصل مع أصدقاء في العالم الحقيقي حول شغف مشترك، مما يزيد من احتفاظ المستخدمين وتفاعلهم اليومي.

تجديد بصري شامل

التغيير الأكثر وضوحاً الذي سيلاحظه المستخدمون هو تحول “آخر الأخبار”. يتبنى فيسبوك تخطيطاً شبكياً موحداً للصور المتعددة، مما يحاكي تجربة الـ “Carousel” في إنستجرام. يمكن للمستخدمين الآن “النقر المزدوج” للإعجاب بالصور مباشرة في التغذية، ويؤدي النقر على الصورة إلى فتح عارض جديد بملء الشاشة خالٍ من المشتتات. هذا التحول يعطي الأولوية للسرد القصصي المرئي، مما يجعل التطبيق يبدو أكثر حداثة وأقل كثافة نصية.

التنقل والمتجر (Marketplace)

تمت إعادة هيكلة شريط التنقل بالكامل. تم رفع علامة تبويب “المتجر”، التي كانت مخفية سابقاً في قائمة “المزيد” للعديد من المستخدمين، إلى مكان بارز في شريط علامات التبويب الرئيسي. تسلط هذه الخطوة الضوء على الشعبية الهائلة لمنصة البيع والشراء في فيسبوك، خاصة بين المستخدمين الأصغر سناً. جنباً إلى جنب مع المتجر، يتميز الشريط الجديد بعلامات تبويب مخصصة لـ “الأصدقاء” و”ريلز” (Reels) و”الملف الشخصي”، مما يضمن أن الركائز الأساسية للتطبيق دائماً على بعد نقرة واحدة.

الملف الشخصي والاكتشاف

تتلقى ملفات تعريف المستخدمين تحديثاً كبيراً مصمماً لإثارة المحادثات. يمكن للمستخدمين الآن إضافة تفاصيل غنية حول اهتماماتهم – مثل “خبز العجين المخمر” أو “رحلة إلى دهب” – والتي ستستخدمها الخوارزمية لإظهار الأصدقاء ذوي الشغف المماثل أو النصائح ذات الصلة. بالإضافة إلى ذلك، يمتلك المستخدمون الآن تحكماً دقيقاً في تحديثات الملف الشخصي (مثل تغيير صورة الملف الشخصي) التي يتم بثها إلى التغذية، مما يقلل من إرهاق “الإفراط في المشاركة” الذي ابتليت به المنصة في الماضي.

سيعتمد نجاح هذه التغييرات بشكل كبير على كيفية تكيف المستخدمين القدامى مع الواجهة الجديدة الغنية بالصور. في حين أن مستخدمي الجيل Z قد يرحبون بالإيماءات المألوفة والتخطيطات المرئية، إلا أن الفئات العمرية الأكبر قد تجد الابتعاد عن التغذية النصية التقليدية أمراً مربكاً بعض الشيء. ومع ذلك، فإن هذه الخطوة ضرورية لضمان بقاء المنصة في المنافسة.

ويمكن القول إن تقديم علامة تبويب “الأصدقاء” – التي تقوم بتصفية التوصيات الخوارزمية لصالح منشورات من معارف حقيقيين – يبدو وكأنه غصن زيتون مباشر لأولئك الذين افتقدوا “فيسبوك القديم”. هذا التوازن الدقيق بين التحديث الجذري والحفاظ على جوهر التواصل الشخصي هو ما سيحدد ما إذا كانت هذه “العملية التجميلية” ستنجح في إعادة البريق لعملاق التواصل الاجتماعي.

لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر

عرض اضافة المحتوى

Ayman abdallah

مؤسس ومدير تنفيذي لمشروع [محتوى] للمواقع العربية، مدير ادارة المحتوى في شركة Super App والرئيس التنفيذي ومدير التحرير والاعلانات لموقع سوالف سوفت.

اقرأ أيضا:

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى